; على أبواب العام الدراسي كلكم يبكي فمن ضيع الجيل الجديد؟ | مجلة المجتمع

العنوان على أبواب العام الدراسي كلكم يبكي فمن ضيع الجيل الجديد؟

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 05-سبتمبر-1972

مشاهدات 10

نشر في العدد 116

نشر في الصفحة 3

الثلاثاء 05-سبتمبر-1972

مع بداية العام الدراسي الجديد، نحتاج إلى وقفة مخلصة وعاقلة تمكن البلاد من التأكد سلامة وفعالية خطط التربية فيها ولا نبرح نؤكد أن قضية - التربية والتعليم - هي القضية الأولى في البلاد.
الذين يدركون ذلك ينبغي أن يبذلوا كل إخلاصهم ووعيهم في تحويل هذا الإدراك إلى واقع عملي.
والذين لم يدركوا بعد أن قضية التربية في الكويت هي الأولى ينبغي أن يرتفعوا بإدراكهم إلى هذا المستوى.
إن الوعي بأسبقيات القضايا والمهام مقوم أساسي من مقومات النهضة وبدون هذا الوعي وفي غيبته تقدم النوافل على الفرائض ويقصر البصر على الواقع العابر متجاهلًا رؤية المستقبل وتبعاته، فبدلًا من أن يمد الطرف إلى أكثر من ٥٠ ألف ميل - مثلًا - يمده إلى ثلاثة أمتار.
قضية التربية بمفهومها الشامل هي الأولى:
• لأن العصر الذي نعيش فيه لا مقاعد فيه للمتخلفين.
• ولأن الأجيال الطالعة لا مستقبل لها بغير تفوق علمي.
• ولأن الثروة النفطية في الكويت لن تدوم وهي في ضوء القضية التي نتحدث عنها مدخل مادي، تسهيلات وإمكانات - إلى عهد علمي ممرع وليست «بعدًا» ثابتًا تتعلق الآمال والأعمال به دومًا.
إن كويتنا بلد حديث النشأة وبلد هذا وضعه يحتاج إلى اهتمام «فوق العادة» بقضية التربية الشاملة فيه.
إن مظاهر الحضارة التي نعيشها لن تصنع منا وطنًا متحضرًا فالحضـارة الحقيقية «أفكار منتجة» لا رغبات استهلاكية.
والشكل الحضاري لن يكون أفكارًا حضارية
إن الذي يكون الأفكار الحضارية هو «التربية والعلم».
وأغرب ما يلاحظ على وسائل الإعلام - الرسمية والخاصة - في البلاد أنها لا تولي هذه القضية المركزية اهتمامًا يذكر؟
لقد ظهرت نتائج العــــــام الدراسي الماضي وهي تحمل نذرًا مخيفة عن مستقبل التربية والتقدم العلمي في البلاد.
إن نسبة النجاح الكلي في الشهادة المتوسطة - مثلًا - انحدرت إلى ٤١ ٪.
هذه ظاهرة جد مخيفة كانت تستحق التسجيل والتحليل والعلاج ولكن لماذا حدث هذا؟
قبل الإجابة على هذا السؤال يجدر التنويه بحقيقتين:
- الأولى: أن المسئولين في وزارة التربية يبذلون جهودًا - ملحوظة - ومقدرة ـقيامًا بالمسؤولية وأداء للواجب وإدراكًا للتبعة.
- والحقيقة الأخرى: أن إمكانات النجاح في الكويت متوفرة.
●     المدرسون.
●     الأجهزة والمختبرات.
●     المواصلات.
ومع ذلك - مع الجهد المبذول من قبل رجالات التربية ومع توفر الإمكانيات والتيسيرات - رأينا ظاهرة الانخفاض في نسب النجاح.
هنا يصبح السؤال أكثر إلحاحًا:
لماذا حدث ذلك؟
السببان الرئيسيان - تقريبًا - هما:
- خلل في المناهج
- وعدم صلاحية في الجو العام.
وصحيح أن هناك أسبابًا أخرى كإهمال الطلبة لدروسهم وعدم الجد في كثير من الأسر التي لم تستطع بعد إدراك مستقبل أبنائها والمجاملة المفرطة التي يبديها بعض المدرسين تجاه تلاميذهم - لاعتبارات شتى - فتضعف هيبتهم وبالتالي هيبة المادة التي يدرسونها.
كل ذلك من العوامل التي أدت إلى النتيجة المفزعة في نسب النجاح. بيد أن هذه العوامل جميعًا تندرج تحت سبب «الجو العام».
ونعني بالجو العام أن البلاد لم تجعل قضية التربية هي القضية الأولى حاضرًا ومستقبلًا.
والنقصان في «الاهتمام» المطلوب يؤدي إلى نقصان أو إلى شلل في عملية استثمار الإمكانات المتاحة والمرصودة من أجل نهضة تربوية تعليمية في الوطن.
قضية الربح المالي- مثلًا - عندما جعلت القضية الأولى ازدهرت حركة التجارة ونجح أفراد ونجحت مؤسسات
وبالتأكيد لو أن هذا الاهتمام تحول إلى شؤون التربية والتعليم - وهذا شيء ضروري ولا يحتمل التأجيل – لرأينا نسبة النجاح تقفز إلى أعلى بسرعة وباستمرار.
ونعني بالجو العام أيضًا أن أجهزة الإعلام - تلفزيون وإذاعة وسينما وصحافة - تعلق اهتمامات الشباب بأمور بعيدة عن التربية بعيدة عن العلم.
إنها تسوق الشباب وتدعه دعًا إلى التعلق بالتقاليع والتشبث بالشكليات غير المجدية
وهي هنا لا تضيع وقت الشباب فقط.
إنها من ناحية أخرى تقوم بعملية تضليل واسعة النطاق لوعي الشباب.
إنها تخدره حين توهمه بأن التعلق بالتقاليع يكفي لتحويله إلى شباب متحضر أما العلم أما المعرفة. أما التفوق. أما التربية أما هذا كله لم تجعله أجهزة الإعلام من مقومات الحضارة.
وإذا سلمنا بأن هناك تضاربًا بين أجهزة الإعلام وأجهزة التربية - وهذا ما لا ينبغي أن يكون أولًا لضرورة التنسيق بين أجهزة الدولة.
وثانيًا: لأهمية توصية مؤتمر المناهج التي توصي بالتنسيق بين الإعلام والتربية -
إذا سلمنا - افتراضًا - بوجود تضارب بين أجهزة الإعلام ووزارة التربية.
 فإن الشيء الذي لا يتصور ولا يقبل أبدًا أن يقوم تضارب بين أجهزة التربية نفسها.
ولقد مضى القول بأن انخفاض نسبة النجاح كان مخيفًا والحلول المطروحة إزاء هذا الأشكال هي:
١ - أما التخطيط لاستمرار الفشل عن طريق الإبقاء على عوامله وأسبابه.
٢ - وأما التخطيط لدفع سير التربية في طريق أسلم وذلك بعلاج عوامل الفشل
والتشجيع المسرف للموسيقى والرقص في المدارس لا شك أنه إبقاء على عوامل الفشل وإعداد للوصول إلى مزيد من التدهور في نسب النجاح في المستقبل.
إن الطلبة يحتاجون إلى كل ذرة من الوقت فلماذا تهدر أوقاتهم الغالية في مثل هذه المسائل؟  ومن قرر هذا؟ وما هي المصلحة من وراء ذلك؟
إننا نناشد وزارة التربية أن تعيد النظر في هذا الأمر وأن تتقي الله في الأجيال التي أُودعت أمانات بين يديها.
●     ومن قبل ومن بعد يبقى موضوع المناهج.
حين دفعت روسيا صاروخًا إلى الفضاء وسبقت بذلك أمريكا، قرر الأمريكيون على عجل تغيير مناهجهم لأنهم أدركوا أن سبب تخلفهم هو المناهج هذا المثل يؤكد أن موضوع تغيير المناهج وارد متى ثبت فشلها.
وليس من العقل أن ننتظر انحدار نسبة النجاح إلى ۲۳ ٪ حتى نعمد إلى تغيير المناهج.
إن الدعوة إلى تغير المناهج أمر يفرضه الواقع وتقتضيه مصلحة الوطن ومستقبل الأجيال.
ورغم كل شيء نتمنى للطلبة في عامهم الدراسي الجديد النجاح والتفوق.
 

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

ثم جاء.. دور الصلاة!

نشر في العدد 33

22

الثلاثاء 27-أكتوبر-1970

منوعات (122)

نشر في العدد 122

12

الثلاثاء 17-أكتوبر-1972