; عمر يتكلم: إنني عبد ضعيف! | مجلة المجتمع

العنوان عمر يتكلم: إنني عبد ضعيف!

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 13-أبريل-1971

مشاهدات 82

نشر في العدد 55

نشر في الصفحة 18

الثلاثاء 13-أبريل-1971

يا أيها الناس إني قد وليت عليكم، ولولا رجاء أن أكون خيركم لكم، وأقواكم عليكم، وأشدكم استضلاعًا بما ينوب من فيهم أموركم، ما توليت ذلك منكم، ولكفى عمر مبهمًا محزنًا انتظار موافقة الحساب بأخذ حقوقكم كيف أخذها ووضعها أين أضعها وبالسير فيكم كيف أسير، فربي المستعان، فإن عمر أصبح لا يثق بقوة ولا حيلة إن لم يتداركه الله -عز وجل- برحمته وعونه وتأييده»، ثم خطب، فقال:

«إن الله -عز وجل- قد ولانـي أمركم، وقد علمت أنفع ما بحضرتكم لكم، وأني أسأل الله أن يعينني عليه ويحرسني عنده كما حرسني عند غيره، وأن يلهمني العدل في قسمكم كالذي أمر به، وإني امرؤ مسلم وعبد ضعيف إلا ما أعاق الله عز وجل، ولن يغير الذي وليت من خلافتكم من خلقي شيئًا إن شاء الله، إنما العظمة لله -عز وجل- وليس للعباد منها شيء، فلا يقولن أحد منكم إن عمر تغير منذ ولي، أعقل الحق من نفسي، وأتقدم وأبين لكم أمري، فأيما رجل كانت له حاجة أو ظلم مظلمة أو عتب علينا في خلق فليؤذني، فإنما أنا رجل منكم، فعليكم بتقوى الله في سركم وعلانيتكم وحرماتكم وأعراضكم، وأعطوا الحق من أنفسكم، ولا يحمل بعضكم بعضًا على أن تحاكموا إلي، فإنه ليس بيني وبين أحد من الناس هوادة، وأنا حبيب إلى صلاحكم عزيز على عتبكم، وأنتم أناس عامتكم حضر في بلاد الله، وأهل بلد لا زرع فيه ولا ضرع إلا ما جاء الله به إليه، وأن الله عز وجل قد وعدكم كرامة كثيرة وأنا مسؤول عن أمانتي وما أنا فيه ومطلع على ما بحضرتي بنفسي إن شاء الله، لا أكله إلى أحـد، ولا أستطيع ما بعد منـه إلا بالأمناء وأهـل النصح منكـم للعامة، ولست أجعل أمانتـي إلى أحد سواهم إن شاء الله».

أما بعـد:

«أيها الناس، قد وليت بأمركم ولست بخيركم، ولكن نزل القرآن وسن النبي -صلى الله عليه وسلم- السنن فعلمنا فعلمنا، اعلموا أن أكيس الكيس التقوى، وأن أحمق الحق الفجور، وأن أقواكم عنـدي الضعيف حتى آخذ له بحقـه، وإن أضعفكم عندي القوي حتى آخذ منه الحق، أيها النـاس إنما أنا متبع ولست بمبتدع، فإن أحسنت فأعينونـي، وإن زغت فقوموني».

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

نشر في العدد 19

160

الثلاثاء 21-يوليو-1970

لعقلك وقلبك - العدد 19

نشر في العدد 21

60

الثلاثاء 04-أغسطس-1970

مع العمال - العدد 21

نشر في العدد 28

64

الثلاثاء 22-سبتمبر-1970

لعقلك وقلبك - العدد 28