العنوان عندما لا يهتم القائد لخسارة إخوانه وانفضاضهم من حوله
الكاتب د. فتحي يكن
تاريخ النشر الجمعة 11-يونيو-2004
مشاهدات 14
نشر في العدد 1604
نشر في الصفحة 66
الجمعة 11-يونيو-2004
لكم هي كبيرة مسؤولية القائد الشرعية، إذا انتشرت ظاهرة انفضاض المقربين والاتباع من حوله، ثم هو لا يبالي ولا يأبه، ولا يسارع إلى دراسة المشكلة وبالتالي إلى معالجتها قبل أن تستفحل وتأتي على الصف كله.
أين هؤلاء من أولئك الذين كانوا يخافون من أن يسألوا عن ناقة عثرت في العراق كما كان حال عمر حيث قال: «والله لو عثرت ناقة في العراق لكان ابن الخطاب مسؤولا عنها».
أين هؤلاء من حديث رسول الله ﷺ الذي يلفت إلى عظيم مسؤوليتنا عمن حولنا، حيث يقول: «إن الله يسأل عن عشرة ساعة» بينما نجد من يذبح- بدون أسى ودموع -أناسًا عاشوا معه ألف ساعة أو عمرا بكامله.
إنه خلل قيادي ألا تهتم القيادة أو تتساءل عمن غادر، لم غادر؟ وعمن انقطع عنها لم انقطع؟ وعمن خسرته وافتقدته لم حصل معه ذلك.
ألا يتبادر إلى الذهن أن تكون القيادة هي السبب؟ وأن تكون السبب، ثم لا تبادر إلى العلاج، وأن تكون من وراء قطع الرحم الأخوية والدعوية والحركية ثم لا تبادر إلى صلة الرحم هذه فإن قطع الأرحام يؤدي إلى شيوع العداوة والبغضاء في الصف، فتتمزق الأواصر ويحل الشقاق وتقع المحنة والمصيبة والعياذ بالله تعالى.
القائد وتشكيل المجالس القيادية؟
كيف ينبغي أن يتعامل القائد حيال مهمة
تشكيل المجالس القيادية؟
هل يختار الأفضل والأكثر جدارة وأهلية ولو لم يرق له التعامل معه لجرأته في قولة الحق، ولصلابته في مناقشة الأمور، ولإمساكه الأمور باليد اليمني؟
أم يختار الأسهل انقيادًا والأقل عنادًا.والأضعف مناقشة وجلادًا؟
إن المجالس والأجهزة القيادية يجب إثراؤها بأهل الرأي، وإن لم يكونوا من رأي القائد وكلما تعددت المواهب القيادية، وتنوعت الآراء وتباينت في القضية الواحدة، كان القرار سليمًا والموقف حكيمًا، وكان الصف ملتئمًا والجمع منسجمًا.
إن الحرص على الرأي الآخر. ولو كان مخالفًا. ظاهرة صحية في الحركات، وعلامة جيدة للقيادات، وهذا ما كان عليه الرسول المؤيد بالوحي، والذي لا ينطق عن الهوى، فكيف بحالنا نحن إذا ما ظهرت الأهواء وفشا فينا «إعجاب كل ذي رأي برأيه»؟
القائد وتعدد المسؤوليات
من المشكلات القيادية أن يكون القائد مولعًا بالمسؤوليات القيادية في أكثر من مؤسسة ومنظمة، فيكون مسؤولًا عن مؤسسات تربوية ودعوية وحركية، وسياسية، واجتماعية، وغيرها.
والنتيجة «المأساة» أنه لن يعطي واحدة من هذه المسؤوليات حقها، وسيكون تقصيره على حسابها، دون أن يعفى من المسؤولية الشرعية، وقد تكون عظيمة.
المسؤوليات في الإسلام ليست أوسمة يتباهى الإنسان برصفها على صدره. فهي قاصمة للظهر إن كانت للمباهاة وهي مصيبة كبرى إن اتسمت بعدم المبالاة.
إن الإنسان بسبب أنه خلق ضعيفًا، وأنه غير قادر على أن يملك قلبين في جوفه، وأن هذا العصر عصر اختصاصات، وأن عليه أن يعرف حده فيقف عنده.. إنه بسبب ذلك وغيره وجب عليه. وبخاصة إن كان قائدًا. أن يتولى من المسؤوليات ما يطيق، وما هو بمقدوره، وما هو بارع فيه وما هو أولى به من سواه، وإلا كان من هواة جمع الألقاب، ونعوذ بالله تعالى أن نكون وأن يكون أحدنا من هذا النوع من الناس.
ثم إن هذا المرض إذا أصاب إنسانًا، لجأ-حيال أعباء المسؤوليات الملقاة على عاتقه-إلى سياسة التفويض، فيفوض هذا وذاك ممن لا جدارة عندهم فيقلبون الأمور رأسًا على عقب، ويكون هو الأكثر مسؤولية ووزرًا منهم جميعًا.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل