العنوان في الهدف- عن الصحافة والصحافيين
الكاتب محمد اليقظان
تاريخ النشر الثلاثاء 14-فبراير-1984
مشاهدات 33
نشر في العدد 658
نشر في الصفحة 21
الثلاثاء 14-فبراير-1984
إن لم يكن الصحافي متصفًا بالصدق والأمانة وذا حظ كبير من الفطانة، فإن الصحافة تفقد بريقها ومبرر وجودها، وتكتسب احتقار الناس لها مهما تفننت في نشر الصور الفاضحة لاجتذاب القراء إليها.
ولا أخالني ألقي القول على عواهنه إن قلت إن كثيرًا من صحافيي اليوم في الوطن الإسلامي يفتقدون هذه الصفات الضرورية، فصارت الصحافة نقلًا لا عقلًا، كالجسد الخوار الذي ليس له قلب!
الناظر إلى صحفنا في كافة أنحاء العالم الإسلامي اليوم مليًا يدرك أنها امتلأت بهذا الصنف الملتاث من عبيد الغزو الثقافي الأجنبي، وهؤلاء العبيد هم الذين يقومون بالخدمة اللازمة للاستعمار الذي رحل وخلف وراءه هؤلاء التلاميذ الخدم.
وهؤلاء الخدم هم شياطين الإنس الذين ينتسبون إلى الإسلام بأسمائهم وهم منسلخون منه قولًا وفعلًا، ولقد دربوا على استعمال ألأم وأخبث الأساليب وأمهرها في محاربة الإسلام والكيد لأهله، وهو أسلوب إظهار الاحترام للدين والإشادة بسماحته لتخدير عواطف المسلمين وامتصاص حماسهم الدافق، ثم نفث سموم التشكيك في جدوى التمسك به، والأخطار المتوقعة من قوم أولي بأس شديد إن أقمنا منهج الدين، وهو نفس الأسلوب الذي ابتكرته الصليبية العالمية واليهودية العالمية بعد أن عجزت العلمانية اللا دينية السافرة عن تحقيق النتائج المرجوة، فأوعزوا إلى تلاميذهم غير النجباء باتباع هذا الأسلوب لعله يجدي فتيلًا.
منهم من يسعى في مكر بالتخذيل في صفوف الجماعة المسلمة المجاهدة لإقامة منهج الله في الأرض كما أراده الله، وهؤلاء مكرهم مكشوف.
ومنهم الأشحة على المسلمين، في نفس كل منهم عليهم كزازة بالجهد والمال، وكزازة في العواطف والمشاعر على السواء.
ومنهم من يحسب كل صيحة عليه، تنطق أوصاله وجوارحه في لحظات الخوف بالجبن المرتعش الخوار، يدعو إلى الاستسلام ويقول: لا مقام لكم اليوم!
ومنهم من هو سليط اللسان، إذا ذهب الخوف يسلقوننا بألسنة حداد.
ومنهم من في قلبه مرض، ويسعى لغرض، فهو ينشر الأراجيف، ويشيع الأكاذيب للوصول إلى الغرض المريض.
ومنهم الذي ما زال- ككفار مكة- يضحك على المؤمنين، ويسخر ويتبع أسلوب الغمز واللمز؛ لعله ينال منهم نيلًا.
كل أولئك جند الباطل، ولقد علمنا أن الباطل ضيق الصدر عربيد، وما يبدي الباطل وما يعيد؟!!
محمد اليقظان
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل