; عودي إلى مملكتك | مجلة المجتمع

العنوان عودي إلى مملكتك

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 18-مايو-1999

مشاهدات 16

نشر في العدد 1350

نشر في الصفحة 60

الثلاثاء 18-مايو-1999

وددت أن أوجه كلماتي هذه من القلب إلى كل أم، وامرأة عاقلة ترعى بيتًا وزوجًا وأبناء.

فإنني استغرب كثيرًا أن تعتبر المرأة العمل داخل البيت وخدمة الزوج والأولاد والوقوف بالمطبخ.... إلخ مذلة، ووصمة عار في جبين المرأة المعاصرة، تاركة خدمة الطفل الرضيع أو غسل الملابس.. إلخ للخادمة وحدها.

وفي مقابل ذلك، قد تمارس خارج المنزل أعمالًا فيها غاية المذلة، وانكسار النفس والإهانة، ثم تدعي أن هذا بناء للمجتمع وتحقيق للذات ومشاركة وإثبات الوجود، بينما هي.. تعمل في مكان لا يحتاج إليها وقد ينوب عنها فيه رجل عاطل يعول أسرة، وهو في أمس الحاجة لهذه الوظيفة كما أن بيتها بحاجة إليها، لكنها تتحمل المذلة والهوان واحتلال مواقع الآخرين مفضلة ذلك على أن تكون في مكانها وبيتها عزيزة كريمة مصانة تنتج إنتاجًا فعالًا يسهم في بناء المجتمع إن كان هذا ما تريده فعلًا.

إن المرأة ملكة في بيتها، وهي صديقة، وحبيبة لزوجها، وهي قدوة وموجهة لأولادها، فهذا هو العز والكرامة والمشاركة الحقيقية لها في بناء المجتمع.

فيا أيتها الأم الفاضلة لقد تعبت وأتعبت من معك، ومن حولك. فجيلنا المقبل من الشباب والشابات يحتاج منك العودة للبيت أمًا رؤومًا ويدًا حانية، وزوجة مخلصة، وصدرًا رحبًا. عودي أيتها المرأة إلى مملكتك لكي يعود مجتمعنا إلى مجده الذي كان، ويعود شبابنا وفتياتنا لقيمهم ومبادئهم عودي إلى بيتك - لكي تعود المفاهيم التي انقلبت رأسًا على عقب في غيابك، وانظري حولك -أنت نفسك تقولين- كل الأمور والموازين قد انقلبت الناس قد تغيروا القيم تغيرت.

عودي إذن لمنزلك، صححي ما استطعت من الخلل، فأطفالنا صار قدوتهم سبايس جيلز المصارع المتوحش، وطعامهم الهمبرجر والبيتزا وآذانهم امتلأت بجنون الموسيقي، وارتوت بزعيق الشياطين.

عودي إليهم لتصححي مفاهيمهم وتحدثيهم عن تاريخهم، واجعلي قدوتهم ذاك الفتى الذي قاد

الجيش وهو ابن العشرينيات من عمره، علميهم حب الوطن والإسلام، أبدلي بشرائط الموسيقى القرآن ارفعي قممهم، اجعليهم ذوي شأن، وألقي على أكتافهم المسؤولية، فهم كف لها، وعلميهم إلا يوجد في ديننا ما يسمى المراهقة، بل هي مصطلح غربي، إذ نشعر بالمسؤولية ويكون لنا هدف نعمل لأجله منذ الصغر، خذي بأيديهم، ساعديهم على نوائب الدنيا، ليشتد عودهم.. لا تخافي عليهم... فالله لن يضيع تعبك، والتعليم في الصغر كالنقش على الحجر.. عودي - أختي الأم إلى منزلك، فلو أن كل أم بدأت من منزلها، واعتبرت نفسها، وأسرتها نواة تصلحها لصلح المجتمع، ولنهضنا من غفلتنا .

هذه يا أختاه صرخة من قلبي إلى كل امرأة يهمها ما وصل إليه حال جيلنا أقول: أخرجي الخادمة وبأشرى تدبير منزلك فهو جنتك وقصرك وطريقك إلى الجنة. راقبي الله في نفسك وزوجك وأولادك. واعتبري هذا جهادًا في سبيل الله... وستحصدين الثمار الحلوة بإذن الله في الدنيا قبل الآخرة سعادة وراحة ورضًا، وهناء. وسيحصده المجتمع... أمنًا. واستقرارًا ونماء، أسأل الله لنا معشر النساء - الهداية، والعفاف، ولكن في حال المرأة في البلاد الغربية عبرة يا أولات الألباب..

أماني أحمد الشهابي

ربة منزل وطالبة منتسبة بجامعة الإمام

محمد بن سعود الإسلامية بالرياض

الرابط المختصر :