العنوان غزة: مواجهة نقص الوقود بسيارة تعمل بالطاقة الشمسية
الكاتب ميرفت عوف
تاريخ النشر السبت 01-أكتوبر-2016
مشاهدات 20
نشر في العدد 2100
نشر في الصفحة 43
السبت 01-أكتوبر-2016
غزة: مواجهة نقص الوقود بسيارة تعمل بالطاقة الشمسية
قضى مشهد تشغيل سيارة صغيرة تعمل بالطاقة الشمسية في حرم جامعة الأزهر بغزة قبل عدة أيام على كم كبير من الإرهاق الذي نال من المهندسَيْن الخريجَيْن جمال ميقاتي، وخالد البردويل في عامهما الأخير في قسم هندسة الميكاترونيك.
عمل الشابان الفلسطينيان كـ«المكوك» - كما يُقال - من أجل إنجاز هذا المشروع خلال تسعة أشهر، تارة في أسواق قطع الغيار، وأخرى في معمل القسم، يباشران تجريب ما حصلا عليه من أجهزة وأدوات، أصرا أن تتوج مسيرة دراسية استغرقت خمس سنوات بمشروع مميز يخدم المجتمع، ويحل أزمة الوقود باعتماده على الطاقة الشمسية، لم يترددا أيضاً في إنفاق المال من قوت عائلاتهما حتى يصلان باختراعهما إلى النور، وفي النهاية تمكنا من إخراج أول سيارة تعمل على الطاقة الشمسية إلى النور في قطاع غزة.
«المجتمع» التقت المهندسين جمال ميقاتي، وخالد البردويل، حول مشروع السيارة التي تعمل بالخلايا الشمسية.
الانتصار على الظروف
عندما حان موعد تخرج جمال ميقاتي، وخالد البردويل في كلية «الهندسة وتكنولوجيا المعلومات» قسم هندسة الميكاترونيك، فكر الشبان كثيراً في الانتصار على ظروف قطاع غزة المحاصر، كانت فكرة السيارة التي تعمل على الطاقة الشمسية حاضرة بقوة، بعد أن بدأت تُطبق في العالم بشكل كبير؛ نظراً لأهمية استثمار الطاقة الشمسية والحفاظ على البيئة في ظل الحديث عن نضوب الطاقة النفطية في النهاية.
يقول لنا المهندس جمال ميقاتي: جاءت فكرة مشروع تخرجنا لأنها تضم عدة مجالات، هي الهندسة الميكانيكية والإلكترونيات والكهرباء وهندسة التحكم، وهي تخصصات مجتمعة في هندسة الميكاترونيك، كما أردنا أن نحل أزمتنا المحلية مع الطاقة والوقود بمواكبة تخصصنا فيما تحتويه من هندسة إلكترونية وكهربائية.
تحمل المهندسان 1500 دولار أمريكي، كتكلفة لصناعة السيارة فوق مصاريفهما الدراسية المرهقة، ويصف ميقاتي السيارة فيقول: السيارة تشتمل على مقعد واحد، وهي بثلاث عجلات، وتحمل خليتين شمسيتين قوة كل خلية 150 وات، أما المحرك فيعمل على 260 وات، لتصل سرعتها القصوى إلى 18 ميلاً في الساعة (29 كم في الساعة)، ويمكن في حال تطويرها زيادة السرعة للوصول إلى السرعات الطبيعية للسيارات.
السيارة التي تخزن الفائض من الخلايا الشمسية في البطاريات للعمل ليلاً لمدة خمس ساعات، قادرة على السير بالنهار بشكل عادي دون الحاجة لشحن كهربائي.
إمكانيات محدودة
اعترضت تجربة إنتاج هذه السيارة العديد من التحديات؛ فعدم وجود القطع الميكانيكية والكهربائية اللازمة للمشروع كان أبرز ما واجهه المهندسان البردويل، وميقاتي؛ ذلك لأن السوق المحلية بقطاع غزة لا توفر الكثير من القطع التي تحتاجها مثل هذه المشاريع، والقطع إن وجدت فهي غالية جداً.
يقول المهندس البردويل: كان من المفترض أن نوفر الإمكانات طبقاً لحساباتنا، لكن الواقع فرض علينا العكس، لقد اضطررنا أن نأتي بالقطع والأجهزة ثم نلائم الحسابات عليها، قمنا بتغيرات على بعض القطع وإعادة تحكيم أو تصميم للبعض الآخر كي نستخدمها في المشروع.
هذا الواقع الذي فرضته ظروف قطاع غزة على كلا المهندسين هو «فيض من غيض»، كما يقول المهندس البردويل، فقد كان الدعم ذاتياً لإنتاج السيارة في ظل ارتفاع الأسعار ونقص الإمكانات.
ويضيف البردويل: عندما حاولنا الحصول على مولد للسيارة، تارة نجده معطلاً، وتارة ضعيفاً وغير مناسب، أيضاً كنا بحاجة إلى نوع محدد من الحديد ليتحمل أكبر ضغط وقوة فلم نجد، كما أن الخلايا الشمسية المتوافرة بغزة ليست انسيابية ولا مرنة الشكل، وكان من الأفضل استخدام خلايا انسيابية لاصقة وكفاءتها أعلى، في النهاية اضطررنا أن نلائم ما يناسب مشروعنا.
ويختم بالقول: ما زلنا نطمح بأن نضيف الكثير من الأدوات التي تحسن السيارة، ونطمح بأن نكون منتجين للمشروع، فلدينا فكرة مناسبة جداً لتطويره من حيث الشكل والسعة.
رأس المال «جبان
عمل كل من البردويل، وميقاتي بشكل يدوي على الصعيد الميكانيكي والكهربائي لصناعة السيارة الأولى من نوعها في قطاع غزة، وذلك بسبب فقدان الأجهزة والكفاءات اللازمة، وأصرا على الخروج بسيارة لا تحتاج أي نوع من أنواع الوقود الذي يعاني قطاع غزة من نقصانه بين الوقت والآخر، فزودا سطح السيارة بألواح شمسية حتى تكون أيضاً صديقة للبيئة.
كل ذلك كان بمالهما الخاص المحدود، وهو ما لم يعطهما مساحة من الحرية في التطوير والإبداع بشكل أكبر، حسب ميقاتي والذي يعقب بالقول: كان لدينا عدة تجارب فاشلة كلفتنا الكثير من الجهد والموارد المالية، ويأسف لعدم وجود فلسفة الاحتضان للمشاريع الجديدة، ويقول: دائماً رأس المال جبان في احتضان مثل هذه المشاريع الشبابية، لكن هذا يجب ألا يحول دون توصيل فكرتنا كشباب بجهودنا الذاتية، لذلك نحن مصرون على أن نبقى في عملية تحسين مستمر للنموذج الذي بدأناه حتى نصل لنتائج تجعل رأس المال غير متخوف من دعم هذه المشاريع.>
في الأعياد اليهودية..
المقامات الدينية في الضفة الغربية مواسم لاعتداءات المستوطنين
موسم الأعياد اليهودية الذي يحل في أواخر سبتمبر ويستمر في شهر أكتوبر من كل عام، يعد في عرف الفلسطينيين موسماً لاعتداءات المستوطنين واقتحاماتهم، خصوصاً في البلدات والمدن التي توجد فيها مقامات دينية لأولياء صالحين، يزعم المستوطنون أنها مقامات دينية يهودية.
مقام سيدنا يوسف في مدينة نابلس، من أهم المقامات التي يزعم اليهود والجماعات المتطرفة أنه تابع لهم، وعلى مدار العام يكون الاقتحام للمدينة في الليل، وترافق مجموعات المستوطنين دوريات من جيش الاحتلال، وفي قرية كفل حارس في منطقة واد قانا الشهير في محافظة سلفيت يقع مقام «ذو الكفل»، أحد مساعدي سيدنا موسى حسب زعم المخطوطات السامرية، وكذلك الحرم الإبراهيمي الذي تمنع فيه الصلاة في الأعياد اليهودية، وتم الإعلان عن منع الصلاة فيه لمدة ستة أيام متفرقة هذا الشهر بسبب حلول أعيادهم.
الباحث المؤرخ فايق مزيد، قال لـ«المجتمع»: «فلسطين تشتهر بالمقامات الدينية التي هي عبارة عن قبور لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو لأولياء صالحين، والاحتلال استغل الروايات التوراتية المزيفة باعتبار أن هذه المقامات يهودية، وشجع المستوطنين على الاقتحامات، وساعدهم في اعتبار هذه الأماكن أماكن للتراث اليهودي، ووثقها في خارطة سياحية للعالم.
وأضاف: هذه المقامات أصبحت نقطة تهويد للمنطقة، ويستغل الاحتلال العامل التاريخي والديني لإظهار أحقية المستوطنين في هذه الأماكن، وتمارس فيها الشعائر التلمودية، ويتم حظر حرية الحركة للفلسطينيين وقت الاقتحام، ويتكرر هذا الأمر في الأعياد بشكل مكثف.
تزوير للتاريخ
في الحرم الإبراهيمي في الخليل، يروي المواطن هشام الشرباتي مأساة أهالي مدينة الخليل أثناء توجههم إلى الحرم الإبراهيمي في الصلاة والبوابات الأمنية، ويقول: في الأعياد اليهودية نحرم من الصلاة ومن الأذان في الحرم، بينما يسمح للمستوطنين بالعربدة والاستفزاز، فأعيادهم منع لنا من العبادة في مسجدنا وحرمنا، وزيادة في الإجراءات الأمنية التي تطال الفلسطينيين حتى في غرف نومهم وأسطح منازلهم ونوافذ بيوتهم.
الشيخ عبدالمجيد عمارنة، مفتي محافظة بيت لحم، يوضح لـ «المجتمع» أن ما يسمى بقبة راحيل هو تزوير للتاريخ، فهو مسجد بلال بن رباح، وفي الأعياد اليهودية يكون هذا المكان موسم اقتحام واعتداء على الفلسطينيين، وقد ارتقى العشرات من الشهداء في هذا المكان في السنوات السابقة إضافة إلى الجرحى.
وفي مدينة نابلس، يروي أحمد منى، أحد جيران مقام سيدنا يوسف عليه السلام، قائلاً: في كل اقتحام يكون المكان ثكنة عسكرية خطيرة علينا، فقبل اقتحام المستوطنين يكون هناك تواجد أمني مكثف لقوات الاحتلال لتأمين المكان، وبعدها يسمح لهم بالدخول، وتكون أصواتهم تدوي في المكان بشكل مستفز لكل المشاعر، فمن يأتي منهم يمارسون سلوكيات عنصرية، ويرقصون ويغنون وكأنهم في ملهى ليلي، فصلاتهم رقص وغناء وعربدة.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل