; فتاوى.. العدد 953 | مجلة المجتمع

العنوان فتاوى.. العدد 953

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 06-فبراير-1990

مشاهدات 20

نشر في العدد 953

نشر في الصفحة 58

الثلاثاء 06-فبراير-1990

  • يجيب على أسئلة هذا العدد الدكتور خالد المذكور

    الرحمة

     

    القارئ أبو محسن من اليمن يسأل: ما هي الرحمة وما مصير من جُرِّد منها في حياته؟

     

    الإجابة:

    الرحمة هي الرفق والعطف والشفقة، وهي من صفات الله تعالى، يقول تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا﴾ (النساء:23)، واتصف بها الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله تعالى: ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ﴾ (آل عمران:159).

     

    الفاتحة وعقد الزواج

     

    القارئ خالد أبو الوليد من الكويت يسأل:

    هل تعتبر قراءة الفاتحة بدلًا من عقد الزواج؟

     

    الإجابة:

    عقد الزواج له أركانه وشروطه، وليس من بينها قراءة الفاتحة؛ فلا يثور السؤال حولها مطلقًا.

    وقراءة الفاتحة لم يرد بها نص لا في القرآن ولا في السنة، سواء في الخطبة أو في عقد الزواج، ولكن الناس اعتادوا من باب تأكيد الوعد بالزواج من قراءتها أثناء الخطبة فقط، وهي من باب الوعد وليست من العقد.

     

    الخطبة وخلع الحجاب

     

    يسأل: هل يجوز خلع الحجاب عند الخطبة؟

     

    الإجابة:

    لا يجوز خلع الحجاب من المخطوبة عند الخطبة إذا كان خاطبها متواجدًا معها؛ لأن الخطبة وعد بالزواج وليست عقدًا، وبالتالي يكون الخاطب أجنبيًّا عن المخطوبة وتكون المخطوبة أجنبية عنه، وبناء عليه تطبق أوامر الله الواردة في القرآن الكريم بالنسبة لحجاب المرأة تجاه الرجال الأجانب.

     

    قراءة القرآن للمحدث والحائض

     

    القارئة: ع. ع. د من الأردن تسأل: هل يجوز لي أن أقرأ القرآن وأنا طاهرة ولكن بدون وضوء، وهل يجوز لي نقل كتاب الله من مكان إلى آخر مع وجود الدورة الشهرية؟

     

    الإجابة:

    تجوز قراءة القرآن بدون مس له بغير وضوء كأن تقرئي القرآن غيبًا بدون وضوء مثلًا. وإذا كنت حائضًا فلا يجوز لك نقل كتاب الله من مكان إلى آخر، إلا لضرورة كأن يكون المصحف معرضًا لحريق أو سيقع في نجاسة أو ما شابه ذلك.

     

    التي رضعت مع أخيك

     

    القارئ عثمان باحكم من اليمن يسأل: تقدمت للزواج من بنت أسرة كانت تسكن بجوارنا في الماضي، ولكن أهلها رفضوا لأن أخي قد رضع مع هذه البنت.. فهل هي أختي من الرضاع؟

     

    الإجابة:

    هذا السؤال وأمثاله يسأله كثير من الناس، وأقول فيه إن هذه البنت يجوز زواجك منها لأنها ليست أختك في الرضاع بل هي أخت أخيك فقط من الرضاع.

    فأنت لم ترضع من أم البنت، والبنت لم ترضع من أمك؛ فلا تكون أنت أخاها من الرضاع، وإنما هي محرمة على أخيك الذي رضع من أمها؛ فتصبح أمها أم أخيك من الرضاع وهي أخته من الرضاع، وكل أخواتها أو إخوانها كبارًا وصغارًا إخوة لأخيك فقط.

    بدليل قول الله تعالى في سورة النساء عند ذكر المحرمات: ﴿حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ﴾ (النساء:23) إلى قوله تعالى معطوفًا على المحرمات ﴿وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ مِّنَ الرَّضَاعَةِ﴾ (النساء:23).

    أما أنت فيجوز لك الزواج من هذه البنت، والله أعلم.

     

    أضرار أم الخبائث

     

    القارئ محمد الراجحي من السعودية يسأل عن الخمر ومضاره وآثاره؟

     

    الإجابة:

    إن هذه الرسالة مع غيرها من الرسائل المشابهة مع المكالمات الهاتفية الكثيرة التي تدور حول هذا البلاء الذي تعاني منه أسر كثيرة يجعلني أبين لكم ولمن ابتلي بأم الخبائث تحريم الخمر في الإسلام من باب الترهيب منه والترغيب في تركه لعل الله سبحانه يفتح بهذه قلوبًا غلفًا.

     

    يقول الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنتُمْ مُّنتَهُونَ﴾ (المائدة:90-91).

    في هذه الآية الكريمة بيّن الله تبارك وتعالى تحريم الخمر بأبلغ صور التحريم وجمعها مع الميسر والأنصاب والأزلام بقوله فاجتنبوه، ومعنى هذا أن يكون المسلم بعيدًا عنها لأنها رجس والرجس أشد أنواع النجاسة، وهذه تجعل المسلم يبتعد عنها، ثم من عمل الشيطان وتزيينه ووسوسته ثم أمر باجتنابها وهو أبلغ الألفاظ الأمر بالكف عنها، ثم بيّن أن من آثار الخمر العداوة والبغضاء، وهذه مفسدة دنيوية اجتماعية يتخلخل بسببها كيان المجتمع، ثم بيّن كذلك أن للخمر مفسدة دينية وهي الإلهاء والصد عن ذكر الله وعن الصلاة التي هي عمود الدين، ثم ختم الآية الكريمة بعبارة ﴿فَهَلْ أَنتُمْ مُّنتَهُونَ﴾، وفي هذا الاستفهام دعوة للانتهاء وتوبيخ لمن لا ينتهي.

     

    ولا شك أن الخمر تضعف الشخصية وتذهب بمقوماتها ولا سيما العقل، وإذا ذهب العقل تحول المرء إلى حيوان شرير وصدر عنه من الفساد ما لا حد له في نفسه وفي أسرته وفي مجتمعه من فحش في القول وتعدٍ على الأشخاص وإفشاء للأسرار وخيانة للأوطان.

     

    وللخمر أضرار نفسية وبدنية وخلقية واقتصادية، ففضلًا عن تحريمها في الإسلام فإن علماء الطب يجدونها من أعظم الأخطار التي تهدد نوع البشر؛ فهي تضعف البدن وتجعل مقاومته للأمراض ضعيفة وتؤثر على الكبد وعلى المجموعة العصبية.

    وعلماء الأخلاق يقولون إن الإنسان يجب أن يبتعد عن الخمر لكي يكون محافظًا على الرزانة والعفة والشرف والنخوة والمروءة؛ لأن تناول الخمر يذهب هذه الصفات الحميدة. وعلماء الاقتصاد يقولون إن كل دينار يصرف للمنفعة فهو قوة لنا وللوطن، وكل دينار يصرف للمضرة فهو خسارة علينا وعلى الوطن.

    وإلى الأب الذي يشرب الخمر أمام أولاده وبناته وزوجته هل تريد لأبنائك وأولادك نفس مصيرك مع معاناتك للشرب، أترضى لأولادك الذين يتخذونك قدوة ويكنون لك الاحترام أن تنزل في أعينهم عن هذه المرتبة، والمسألة ليست مسألة مال ينفق على الأولاد فقط حتى لا ينقصهم شيء من الناحية المادية وإنما المسألة مسألة تربية وقدوة.

     

    زواج الأقارب

     

    القارئة ع. م من الكويت تسأل: إذا كان في الأقارب مرض أو ضعف.. فهل يجوز شرعًا الزواج منهم؟

     

    الإجابة:

    لم يرد نص من القرآن أو السنة يدل على الترغيب في زواج الأقارب، ولم يأت كذلك نص يدل على تجنب زواج الأجانب.

    ولكن الفقهاء ذكروا في كتبهم مواصفات الزوج التي يستحب زواجها، وهذه المواصفات منها ما ورد فيه نص من السنة ومنها ما لم يرد فيه نص، ولكن ذكرت استحسانًا لحكمة الشارع في الزواج ومن بينها زواج الغريبة.

    «قال ابن قدامة في المغني: ويختار الأجنبية فإن ولدها أنجب، ولهذا يقال: اغتربوا لا تضووا (مأخوذة من الضاوي وهو النحيف القليل) يعني انكحوا الغرائب كيلا تضعف أولادكم، وقال بعضهم: الغرائب أنجب وبنات العم أصبر، ولأنه لا تؤمن العداوة في النكاح وإفضاؤه إلى الطلاق فإذا كان في قرابته أفضى إلى قطيعة الرحم المأمور بصلتها».

    ونأخذ من هذا النص بعض الحكم من استحسان الزواج من غريبة لا من قريبة.

     

    الحكمة الأولى: تعارف المجتمع وتقاربه: فالزواج ليس تقاربًا بين رجل وامرأة فقط وإنما هو تقارب بين أسر وعائلات، فإذا تم هذا التقارب بالزواج أصبح المجتمع متعارفًا متلاحمًا.

     

    الحكمة الثانية: عدم قطع الأرحام: حث الإسلام على صلة الأرحام وأكد عليها يقول تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ (النساء:1) والزواج لا يخلو من اختلاف وجهات النظر بين الزوجين الذي قد يشتد مما يؤدي إلى النزاع ويدعو إلى قطع الصلات بين العائلات فيكون زواج الأقارب سببًا في قطع الأرحام.

     

    الحكمة الثالثة: تحسين النسل من جميع النواحي الصحية والجمالية وغيرها، والمراد بالأقارب الصلة القريبة كابنة العم والخال مثلًا؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم زوج ابنته فاطمة الزهراء رضي الله عنها من علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وهذه صلة قرابة، ولكن ليست قريبة لأن فاطمة ابنة ابن عم.

     

     

     

     

     

     

     

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

سراقة بن مالك

نشر في العدد 3

750

الثلاثاء 31-مارس-1970

مشاريع كثيرة، ولكن !!

نشر في العدد 3

95

الثلاثاء 31-مارس-1970

الخمر

نشر في العدد 6

17

الثلاثاء 21-أبريل-1970