العنوان فتش عن الزواج.
الكاتب أ. د. زيد بن محمد الرماني
تاريخ النشر السبت 03-مايو-2008
مشاهدات 18
نشر في العدد 1800
نشر في الصفحة 43
السبت 03-مايو-2008
لقد نزلت المرأة إلى ميدان الحياة بدعوى الحرية وبدعوى الرغبة في مساواتها بالرجل، وبدعوى التكافؤ العلمي فأعتقت نفسها من نير العبودية الموهوم الذي صنعه لها الرجل ووضعه فوق عنقها، فهل أحسنت صنعًا بهذا النزول؟ مسألة فيها نظر
ترى هل يرتاح الناس إلى ما يجري من الشؤون الآن في العالم؟ أليست النفوس غير مطمئنة؟ فما الذي أصابها؟ أليس يشعر الناس بأنه قد حط على النفوس كابوس ثقيل، فهم أبدًا يحاولون أن يرفعوه وهم لا يستطيعون، فما الذي جر كل هذا؟ وهل يأتي ذلك اليوم الذي يستطيع الناس فيه أن يفيقوا، ولو قليلًا؟
يقول الأستاذ محمد عبد العزيز الصدر في كتاب «فن الزواج»: خرجت المرأة إلى المعترك الحيوي فجابهت الحقائق فيه وارتضت أن تعيش في كنف هذه الحقائق.
لقد فتش الناس عن المسرات في نواح كثيرة، فكان من عملهم هذا أن أسرفوا في الشهوات على مختلفها وخرج الناس من الدور، فكان هذا بدء هدم العائلة.
كان الناس فيما مضى في هناءة من الحياة، وكانت العائلة ترتكز على البيت يجمعها، وكان الرجل يخرج إلى عمله في صباح اليوم ويعود في مسائه وتبقى المرأة في البيت تعمل فيه عملها المتواصل الذي قل أن ينقطع ويشاطرها أولادها في هذه الحياة، فكان هناك مجال للمسؤولية الأبوية والأمومية، ويعيش هؤلاء جميعًا وبينهم مودة ورحمة.
وداهم الغرب سيل من المطاعم والفنادق فكانت معولًا لهدم البيت هناك، ولا ندري أيكتسح هذا السيل الشرق أم يجاهد الشرق فيستبقي لنفسه وطنيته؟
في الغرب خرجت المرأة وزاملت الرجل، وكان منها أن قصدت المطاعم للغداء والعشاء، وقصدت الفنادق للنوم وبذلك انهدم البيت.
خلاصة القول: يحسن بالزواج ألا يظل كامنًا بعيدًا عن الأنظار، بل ينبغي أن يستعرضه عارفوه أمام الناس ليروه في حقيقته فتشرق عليه الشمس وتنساب إلى داخله الريح، فيصلح حاله، وتقوم أركانه المتهدمة، وقد سئم الناس أن يعيشوا في جهل من الزواج ومن شؤون الزواج.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل