العنوان فضائح النظام السوري - النظام السوري والقضية الفلسطينية- الحلقة الأولى
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 07-أكتوبر-1980
مشاهدات 19
نشر في العدد 500
نشر في الصفحة 20

الثلاثاء 07-أكتوبر-1980
·مسلسل فضائح النظام يشير إلى أن هناك في سورية من يعمل لمصلحة اليهود.
·التدرج بالمواطنين في سورية من فصل القوات إلى خطوات معلنة من أجل الصلح مع إسرائيل.
الشعب السوري هو الذي فضح نظام… وبيانات ثوار سوريا هي التي كشفت التزوير بادئ ذا بدء.
لقد قال رجال القيادة الشعبية كلمتهم في هذا النظام… وكان أبرز ما وجهوه إليه من تهم ما يخص بالعلاقة مع دولة العدو اليهودي... وحال الجوار فيما بين النظامين. ففي افتتاحية العدد الرابع لنشرة النذير الصادرة عن مجاهدي سورية أبرز المجاهدون بعضا من التهم الموجهة إلى حاكمهم؛ مما يتعلق بوضع اليهودي على الأرض العربية وذلك كما يلي:
1 - تسليم جزء من أرض الوطن بلا قتال في حرب ١٩٦٧م.
٢ - سوء التخطيط والتصرف في حرب ۱۹۷۳؛ مما أدى إلى ضياع أجزاء أخرى من أرض الوطن.
3- قتل المسلمين في تل الزعتر رجالا وأطفالا ونساء.
4 - التحضير الصفقة جديدة مع اليهود تحت اسم حل «غير منفرد» لقضية فلسطين في مؤتمر جنيف أو برعاية الأمم المتحدة.
وإذا كان الدور الذي يقوم به نظام سورية على مسرح قضيتنا مع العدو اليهودي معروفا… فإننا نريد هنا أن نبين بوضوح تلك الفضائح التي مارسها… ويمارسها نظام سوريا مما هو متعلق بقضية فلسطين… ومسألة الأراضي العربية المحتلة... وموضوع السلام والصلح مع دولة اليهود!
أولًا: فضيحة سقوط الجولان!
لقد سأل العارفون بالجولان... هل يمكن للجولان أن تسقط ثم إذا سقطت؟ فهل يعقل أن تسقط بهذا الشكل المهين؟ أم أنها واحدة من فضائح النظام؟
لقد قال الجغرافيون أنها عبارة عن «تسعة خطوط ماجينو مصغرة» لكن هروب قائد الجبهة «أحمد المير» كان على حمار. حيث توجه متنكرًا يوم الحرب إلى دمشق... ورفض كل من عزت جديد شقيق صلاح جديد. ورفعت أسد شقيق حافظ أسد القيام بهجوم معاكس، وارتدادهما إلى مدينة دمشق… كل أولئك كان من عناصر الفضيحة التي سماها النظام بكل غباء وسخرية من عقول جماهير الأمة نصرا!
·نعم… إن نظام دمشق كان يعرف مسبقا كيف ستكون الفضيحة في الجولان؛ لذلك أصدر وزير الدفاع آنذاك أوامره قبل عشرة أيام إلى محافظ القنيطرة «عبد الحليم خدام» من أجل ترحيل أسر النصيرين جميعًا مع أمتعتهم إلى دمشق، ثم كان ما كان!!
أما يوم الفضيحة التي سميت حربا، فقد أمر وزير الدفاع آنذاك بسحب طعام الطوارئ من بين أيدي المقاتلين دون تأمين البديل، وهذا ما لم يحدث خلال عشرين عاما من قبل.
·أما صدور البلاغ رقم «٦٦» فكان قمة الفضيحة، وهو البلاغ الذي أذيع معلنا سقوط القنيطرة قبل سقوطها بعشرين ساعة… بينما بدأت فلول الجيش السوري ترتد إلى دمشق، دون أن تجد معها قيادة توجهها…؛ لأن القادة - وهم نصيريون بالطبع - كانوا في دمشق واللاذقية؛ وهكذا دخل اليهود إلى الجولان والقنيطرة… وصارت تلك الأرض مستوطنة كبيرة لهم.
ثانيًا: بوادر الاستسلام
وتمر الأيام… ويكافأ مسلمو الجولان رخيصة!! ثم ماذا؟ لقد بدأ الإعلام السوري حملة تمجيد وتمهيد لحرب جديدة يعيد فيها نظام دمشق بعضًا من ماء الوجه. لكن هل انخدعت الجماهير بزيفه؟ لا، فمعركة عام ۱۹۷۳ انتهت بعد أن تسلم اليهود من نظام دمشق ما يزيد على «٢٥» قرية جديدة بما فيها أماكن استراتيجية شمال دمشق، لكن أجهزة الإعلام صورت الهزيمة نصرا… والدجالون أعلنوا أن الوقت قد حان للهدنة مع العدو اليهودي.
• اجتماع محسن بلال وإسرائيل كلايين في البرازيل مؤشر من مؤشرات تفاهم النظام السوري مع العدو في الصلح.
·ففي اليوم الرابع من شهر فبراير عام ١٩٧٤ أعلن عبد الحليم خدام وزير خارجية النظام عن قبول سورية بالفصل بين القوات على جبهة الجولان.
·وفي ٣٠ مايو ١٩٧٤ أقر المؤتمر القطري الخامس الاستثنائي لحزب البعث مشروع اتفاقية الفصل بين القوات على جبهة الجولان.
·وفي اليوم الثالث من شهر يونيو عام ١٩٧٤ وافقت الجبهة الوطنية التقدمية في سورية بالإجماع على اتفاقية الفصل... وقد قالت في بيان أصدرته: «أن الاتفاق يحقق السورية ظروفا عسكرية وسياسية أفضل المتابعة النضال».
ثالثا: فضيحة الحل السلمي:
ترى الجهات الشعبية المعارضة في سورية أن النظام متواطئ على القضية الفلسطينية… ذلك أن الولايات المتحدة دأبت على مد النظام في دمشق بمعونات مالية بعد أن أظهر حسن النية سلوكا بالنسبة لعلاقة الجوار مع دولة العدو اليهودي والسير حثيثا على طريق الاستسلام وتحقيق غاية اليهود، فقد بلغت معونات الولايات المتحدة الأمريكية لنظام دمشق عام ۱۹۷۹ المنصرم مقدار «٤٨٣» مليون دولار، ومع ذلك فإن النظام في سورية يتهم الإخوان المسلمين بالصلة مع كامب ديفيد. ولعل رئيس النظام لم ينس بعد رحلته إلى جنيف في مايو من عام ۱۹۷۷ للقاء مع الرئيس الأمريكي كارتر من أجل التمهيد للاتفاق على حل يقبل به مناحيم بيغن واليهود في فلسطين المحتلة!!
نعم. لقد قام نظام دمشق بعد إعلان انفتاحه على الولايات المتحدة بعدة محاولات علنية سرية للاتصال بدولة العدو اليهودي منها تلك المحاولة التي نشرتها جريدة القبس الكويتية بتاريخ ۱۹۷۹/۱۲/۲۰، وذلك كما يلي:
«نشرت الصحف البرازيلية في صفحاتها الأولى نبأ اجتماع مثير عقده الدكتور محسن بلال رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشعب السوري مع «إسرائيل كلايين» رئيس بلدية ريو دي جانيرو وأحد المسؤولين البرازيليين المعروفين بميولهم الصهيونية والمعادية للعرب، وقد رتبت المقابلة بناء على طلب سابق من السفارة البرازيلية في دمشق.
وقد استغربت الخارجية البرازيلية الطلب، واستوضحت من سفارتها في سورية التي أكدته... وقالت الصحف البرازيلية أن وجهاء الجالية العربية عارضوا الاجتماع، ونصحوا المسؤول السوري بإلغائه دون جدوى. وعقب الاجتماع نشرت الصحف تصريحات بلال و كلايين والتي جاء فيها:
«إن الجانبين بحثا موضوع السلام في الشرق الأوسط».
وقال كلايين: «لقد اجتمعنا كصديقين حميمين، وكان اجتماعنا دليلا على أن اليهودي والعربي يمكن أن يجتمعا بصورة مباشرة للتوصل إلى اتفاق دون الحاجة إلى وسيط».
وقال بلال: «إن الاجتماع كان وديا وصريحا».
وبعد ذلك عقد السفراء العرب اجتماعا في برازيليا، وأعلنوا استنكارهم للاجتماع - كما تقول الصحف البرازيلية - ليس لأن إسرائيل كلايين يهودي فقط، بل لنشاطه الصهيوني المتطرف.
لقد نشر هذا الخبر... بينما كانت الصحف البرازيلية تتحدث في سلسلة من المقالات عن مشروع جديد للتسوية في الشرق الأوسط يجري الإعداد له بعيدا عن الأضواء، خاصة وأن الاجتماع تم خلال زيارة قام بها الدكتور محسن بلال إلى كاراكاس، والتي قطعها لزيارة البرازيل والاجتماع بالسيد كلايين.
الفضائح لها جذور:
إذا كان النظام النصيري هو الذي يوجه سياسة سورية منذ ما يزيد على عشر سنوات… فإن النصيرية ضالعة في التآمر وبيع الأمة… فمنذ أن دخل التتار في بلاد المسلمين… رفع النصير يون الذين تبرأ منهم الشيعة آنذاك عقيدتهم ضد الأمة الإسلامية، فكانوا ينصرون التتار على المسلمين.... وفي أيام الحروب الصليبية... كان هؤلاء عونا للغزاة على الأمة… أما زمن الاستعمار الفرنسي.
·النصيريون عريقون في تقديم الخدمات لليهود والنصارى وعريضتهم التي وقع عليها سليمان أسد تفضح ذلك.
·ما هو الموقف الحقيقي من الكتائب الفلسطينية الفدائية الراغبة بالعبور إلى فلسطين المحتلة؟.
السورية... فقد برهن النصير يون الذين يحكمون سورية اليوم على عمالتهم للمستعمر، وكرههم للمسلمين… وفي إحدى الوثائق الفاضحة يدلل زعماء النصيرية في العصر الحديث على هذا. أما نص هذه الوثيقة فهو: دولة ليون بلوم رئيس الحكومة الفرنسية.
إن الشعب العلوي الذي حافظ على استقلاله سنة فسنة بكثير من الغيرة والتضحيات الكبيرة في النفوس هو شعب يختلف في معتقداته الدينية وعاداته وتاريخه عن الشعب المسلم «السني» ولم يحدث في يوم من الأيام أن خضع لسلطة من الداخل. إننا نتلمس اليوم كيف أن مواطني دمشق يرغمون اليهود القاطنين بين ظهرانيهم على عدم إرسال المواد الغذائية لإخوانهم اليهود المنكوبين في فلسطين، وأن هؤلاء اليهود الطيبين الذين جاءوا إلى العرب المسلمين بالحضارة والسلام، ونشروا على أرض فلسطين الذهب والرفاه، ولم يوقعوا الأذى بأحد، ولم يأخذوا شيئًا بالقوة ومع ذلك أعلن المسلمون ضدهم الحرب المقدسة، بالرغم من وجود إنكلترا في فلسطين وفرنسا في سورية.
إننا نقدر نبل الشعور الذي يحملكم على الدفاع عن الشعب السوري، ورغبة في تحقيق السلام له، ولكن سورية لا تزال بعيدة عن هذا الهدف… خاضعة لروح الإقطاعية الدينية للمسلمين.
ونحن الشعب العلوي الذي مثله الموقعون على هذه المذكرة يستصرخ في حكومة فرنسا ضمانا لحريته واستقلاله، ويضع بين يديها مصيره ومستقبله وهو واثق أنه لابد، واجد لديهم سند قوي لشعب علوي صديق قدم لفرنسا خدمات عظيمة».
·هذه الوثيقة الخيانية موجودة في سجلات وزارة الخارجية الفرنسية تحت رقم ٣٥٤٧ بتاريخ ١٩٣٦/٦/١٥م. وقد رفعها إلى حكومة فرنسا زعماء الطائفة النصيرية، وعلى رأسهم «سليمان الأسد» والموقعين عليها:
- سلمان أسد.
-محمد سليمان الأحمد.
-محمود آغا حديد.
-عزيز آغا غواشي.
-سليمان مرشد.
-محمد بك جنيد.
والقارئ لهذه الوثيقة الخيانية يلاحظ ما يلي:
١ - خيانة النصيريين للأمة وكرههم للمسلمين في سوريا.
۲ - عطف النصيريين وزعماؤهم على العدو اليهودي الموجود في فلسطين المحتلة، وكره المسلمون في المدن السورية لعزمهم على الجهاد المقدس من أجل طرد اليهود.
3 - ارتباط النصيريين بفرنسا ارتباطا وثيقا بحيث أعلنوا عن تقديمهم لخدمات جلي.
4- محاولة زعماء النصيرية تأسيس الكيان النصيري المستقل بدعم وتأييد من فرنسا بعد هذا.
نتساءل:
كيف يمكن للمواطن العربي أن يصدق نظام دمشق عندما يزعم أنه يعد العدة لقتال اليهود؟ بينما أجداد رجال النظام كانوا يقاتلون المسلمين من أجل بقاء اليهود في فلسطين الإسلامية وسائر بلاد الشام؟
وماذا عن الفلسطينيين؟
لقد أعلن نظام دمشق منذ شهور قليلة عن عزمه على ترك المجال للفدائيين الفلسطينيين للدخول إلى الأرض المحتلة منطلقين من الحدود السورية. ولكن ماذا حصل بعد ذلك؟
·لقد افتضحت المهزلة بشكل في سريع جدا.
·فبعد الإعلان الدعائي عن فتح الحدود أمام الفدائيين الفلسطينيين… أصر أحد مسؤولي ن منظمة فتح الفلسطينية على إرسال مجموعة من الفدائيين إلى داخل فلسطين المحتلة، وذلك عبر خطوط وقف إطلاق النار في الجولان، فما كان من سلطات النظام السوري في دمشق إلا أن اعتقلت الفدائيين لمدة أسبوعين، ولم يفرج عنهم إلا يوم ١٩٨٠/٥/١١، وذلك بعد تدخل رئيس منظمة التحرير السيد ياسر عرفات شخصيا.
نعم... إن الفلسطينيين يعرفون مخادعة هذا النظام، وهم يعرفون أن تحرير فلسطين لا يأتي إلا بعد أن تحرر سورية من هذا النظام الفاشي الذي قتل الأجنحة المسلحة الفلسطينية في لبنان، وسحقها في تل الزعتر الذي سقط على أيدي القوات العسكرية السورية في لبنان يوم ١٩٧٦/٨/١٢ حيث قاد الهجوم آنذاك على الفلسطينيين العقيد النصيري علي المدني بالتعاون مع قوى الكتائب النصرانية في لبنان
هذه بعض فضائح نظام دمشق ذلك النظام الذي بدأ كثير من المواطنين الشرفاء في العالم العربي يتهامسون فيما بينهم حول فضائحه على كافة الأصعدة... ونظام دمشق الذي بات يترنح اليوم… يبدو أنه سوف يستمر في مزاودته على فلسطين والفلسطينيين، ويبدو أيضا أن القوى الدولية الكبرى تستثمر هذه المزاودة، وهي تحاول تمرير مخططاتها لما يخدم التصور اليهودي للمنطقة.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل

