العنوان فلسطينيون: رحيل الشيخ القرضاوي خسارة كبيرة للمقاومة
الكاتب محمد سالم
تاريخ النشر السبت 01-أكتوبر-2022
مشاهدات 3
نشر في العدد 2172
نشر في الصفحة 42

السبت 01-أكتوبر-2022
- "الجهاد الإسلامي": شكل نقطة تحول مهمة في استنهاض وعي المقاومة عند الأمة تجاه تحرير فلسطين.
- أبو حلبية: رسم خارطة طريق لعلماء الأمة للاستمرار في دعم المقاومة الفلسطينية.
- خاطر: كان قائدًا ملهمًا للشباب والشيوخ.. وفلسطين الخاسر الأكبر برحيله.
شكَّل رحيل فضيلة الشيخ العلاَّمة يوسف القرضاوي حزنًا عميقًا في أوساط الشعب الفلسطيني، وعلى رأسهم قوى المقاومة؛ لما مثله من دعم ومؤازرة للمقاومة طيلة حياته، مدافعًا عن الحق الفلسطيني ومقدساته، وسخر كل المنابر من أجل فلسطين وقضيتها العادلة، وحق مقاومة الصهاينة والدفاع عن المسجد الأقصى المبارك.
فور الإعلان عن رحيل العلاَّمة د. يوسف القرضاوي، رثا الفلسطينيون هذا الشيخ الإمام الذي مثَّل سندًا قويًا للقضية الفلسطينية، ووصفته قيادات المقاومة بمجدّد العصر؛ فبرحيله فقدت المقاومة إحدى أهم الدعائم المساندة لها ولقضيتها؛ حيث سخر كل ما يمتلك من أدوات تأثير وإقناع للدفاع عن فلسطين ومقدساتها، وكان على يقين بانتصار المقاومة وتحرير فلسطين من خلال الاستمرار في حمل لواء الجهاد والمقاومة ضد الصهاينة.
المتحدث باسم حركة "حماس" عبداللطيف القانوع، قال لـ"المجتمع": إن رحيل الإمام القرضاوي، رحمه الله تعالى، شكَّل نقطة ضعف في حاضر أمتنا الإسلامية، حيث كان سندًا وصوتًا ممتدًا للقدس في ربوع العالم، مدافعًا عنها ومحرضًا على التصدي للاحتلال الصهيوني ومقاومته في ساحات المسجد الأقصى المبارك، لافتًا إلى أنه كرَّس حياته للتمسك بفلسطين والدفاع عنها، والتأكيد أن طريق المقاومة هو الطريق الوحيد لتحريرها بصبر وثبات، وغرس في الأجيال حب القدس و"الأقصى".
وأكد القانوع أنه بعد رحيل الشيخ القرضاوي على أمتنا الإسلامية السير على دربه في إسناد قضيتنا العادلة، ودعم شعبنا، والحفاظ على نهجه الوسطي الذي أرسى الاعتدال وشمولية الإسلام وتكامله، وبات مجدّد العصر وقدوة للأجيال.
ولفت المتحدث باسم "حماس" إلى أنه في ظل الخطر الداهم على المسجد الأقصى يجب دعم أهلنا المقدسيين والمرابطين في ساحاته الذين يعملون على إفشال مخططات الاحتلال من تهويد للمسجد وتقسيمه، ويتصدون لاقتحامات عصابات المستوطنين لباحاته ومحاولاتهم المستمرة تدنيسه.
واستذكر القانوع زيارة الشيخ القرضاوي التاريخية إلى قطاع غزة عبر معبر رفح البري، في مايو 2013م، على رأس وفد مكون من 50 عالمًا من 14 دولة، والاستقبال الحاشد للجماهير الفلسطينية له وخطبته في المسجد العمري الكبير وسط مدينة غزة، في رسالة مهمة لكل العالم أن كل الأمة تدعم صمود ومقاومة الشعب الفلسطيني.
واستذكر القانوع أمنيات للإمام القرضاوي، وهي أن يزور "الأقصى" محرَّرًا ويؤدي فيه صلاة الفتح والنصر.
في مقدمة الصفوف:
إلى ذلك، أصدرت حركة "الجهاد الإسلامي" في فلسطين بيانًا، عبرت فيه عن حزنها لرحيل العلاَّمة الشيخ القرضاوي، الذي كرَّس حياته في دعم وإسناد حق الشعب الفلسطيني في المقاومة ضد الصهاينة حتى لقي ربه.
وقال القيادي في حركة "الجهاد الإسلامي" طارق سلمي لـ"المجتمع": إن فلسطين فقدت عالمًا عظيمًا دافع عن فلسطين وتقدم الصفوف من أجلها، وظل يتحدث عن فلسطين ويدافع عن المقاومة و"الأقصى" في خطبه ودروسه ومواعظه؛ ما شكل نقطة تحول مهمة في استنهاض وعي المقاومة عند الأمة تجاه تحرير فلسطين.
ووجه سلمي رسالة لعلماء الأمة أن يستمروا في نهج الشيخ القرضاوي والقيام بدور فعال للدفاع فلسطين، وهذا يحتاج لإستراتيجية لنصرة القضية، التي هي بحاجة ماسة للأمة في ظل ما تتعرض له من عمليات التهويد التي بلغت مستويات خطيرة في ظل العدوان الشرس على القدس والمسجد الأقصى ومحاولات الجماعات الصهيونية تقسيمه، واستمرار الاحتلال الصهيوني في مخططات الضم الاستعمارية، وإقامة آلاف الوحدات الاستيطانية، والاستمرار في مسلسل التهجير القسري والتطهير العرقي ضد الشعب الفلسطيني.
في السياق، قال مدير مركز القدس الدولي حسن خاطر لـ"المجتمع": رحم الله الشيخ د. يوسف القرضاوي الذي خسرت قضيتنا الفلسطينية وأمتنا الإسلامية بوفاته عالمًا جليلًا وقائدًا ملهمًا لجيل الشباب والشيوخ على حد سواء.
وأضاف: كان يحب فلسطين والقدس والشعب الفلسطيني المجاهد كما كان يصفه في خطاباته ودروسه، إضافة إلى كل مسؤولياته وعضويته في عشرات المؤسسات العالمية، لم يتوانَ عن تحمل مسؤولية الأمين العام لمؤسسة القدس الدولية لحبه للقدس و"الأقصى".
وتابع: أحزنني خبر وفاة الشيخ رحمه الله تعالى، ووجدت نفسي أستذكر مواقف متواضعة لي مع فضيلته، فعلاقتي مع الشيخ القرضاوي بدأت ككثير من الشباب بقراءة كتبه والاستماع إلى محاضراته، ثم حضور مناسباته الفكرية والثقافية في إطار ملتقيات الفكر الإسلامي التي كانت تعقد في الجزائر في ثمانينيات القرن الماضي عندما كنت طالبًا في الجامعة.
حياته وفكره لفلسطين:
من جانبه، قال رئيس مؤسسة القدس الدولية أحمد أبو حلبية لـ"المجتمع": إن الشيخ القرضاوي مثَّل دعمًا لا مثيل له لفلسطين، وكان متابعًا لقضية القدس وعدوان الاحتلال ويندد بالعدوان المستمر على الحق الفلسطيني، وقد ألَّف وكتب الشيخ أكثر من 5 مؤلفات حول فلسطين وقضيتها العادلة، وشارك في المئات من الفعاليات والمناسبات والمؤتمرات الداعمة للقدس وفلسطين، لافتًا إلى أنه شارك معه في أكثر من لقاء ومؤتمر وملتقى أقامته مؤسسة القدس الدولية التي يرأسها على مستوى العالم.
وبيَّن أبو حلبية أن الشيخ القرضاوي، رحمه الله، كانت له كلمات فعالة وقوية، وقد شجع ذلك المؤسسات حول العالم لتقديم الدعم لتعزيز صمود أهالي مدينة القدس، بالإضافة لاجتماعاته المستمرة بقيادات المقاومة الفلسطينية وفي مقدمتهم قيادات حركة "حماس" لدعم استمرار المقاومة في وجه الاحتلال.
وأشار أبو حلبية إلى أن الشيخ القرضاوي دائمًا ما كان يشيد بالمقاومة وصمود الفلسطينيين، وكان مهتمًا بها، وكانت جزءًا من حياته، وكان لا يترك وسيلة إلا ويستخدمها للدفاع عن فلسطين والقدس، وفضح ممارسات وانتهاكات الصهاينة للمقدسات والمجازر المستمرة بحق الشعب الفلسطيني.
وأكد أبو حلبية أن الشيخ القرضاوي رسم لعلماء الأمة خارطة طريق للدفاع عن فلسطين، وقد قرأت وصيته لعلماء الأمة التي ركز فيها على ضرورة قيام الأمة بالدفاع عن قضيتهم الأولى، وهي القضية الفلسطينية والمسجد الأقصى، وأن يتوحد العلماء فيما بينهم لحماية الأمة ومعالجة الخلافات بينهم.
وقد عجت وسائل التواصل الاجتماعي في فلسطين بصور الشيخ القرضاوي، يرحمه الله، مستذكرين مواقفه النبيلة والصادقة في الذود عن "الأقصى" والوقوف إلى جانب المقاومة، ودعوته المستمرة للاستمرار في الانخراط في نهج المقاومة، ورفض كل مخططات الاستسلام، التي تهدف لتصفية القضية الفلسطينية، مؤكدين أن فلسطين ستبقى تذكر الشيخ العلاَّمة القرضاوي، الذي كان من أبرز دعاة العصر الحديث الذين عاشوا هموم ومعاناة الشعب الفلسطيني وكرسوا كل حياتهم للدفاع عنها.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل

