العنوان فيتنام.. صيغة جديدة للحرب العالمية
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 25-أبريل-1972
مشاهدات 23
نشر في العدد 97
نشر في الصفحة 15
الثلاثاء 25-أبريل-1972
ما الدافع الحقيقي وراء سياسة «فتنمة الحرب»، قد يكون لها ألف دافع ومبرر ولكن السبب الملح والدافع الرئيسي هو حماية أرواح الجنود الأمريكيين.
لقد خلق تزايد أعداد القتلى من أبناء الشعب الأمريكي وتزايد الأسرى الأمريكان في فيتنام الشمالية مشكلة محسوسة في المجتمع الأمريكي -مشكلة دخلت كل بيت وقلوب الأفراد والأسر- وولدت السخط الكاسح الذي اجتاح المجتمع الأمريكي ودفعه إلى المطالبة بوقف الحرب في فيتنام وهدد بثورة عاصفة تنسف استقرار المجتمع.
ووجد البيت الأبيض أن «فتنمة الحرب» تساعدهم على استمرار الحرب بدون ضحايا بين الجنس الأمريكي النادر.
وقد لاحظوا أن الاتحاد السوفييتي والصين لا يواجهان هذه المشكلة كنتيجة لاشتراكهما في حرب فيتنام، ذلك لأن الروس يحاربون عن طريق الفيتكونغ الوطنيين، فلماذا إذن لا تحارب أمريكا عن طريق الفيتناميين الجنوبيين وتضمن أرواح أبنائها؟؟
وعندما قامت الحرب بين الهند والباكستان، كانت المصالح الإمبريالية لكل من الغرب والشرق وراء الحرب، لكنهم تركوا مواجهة الموت والخراب للهنود والباكستانيين وجاءوا يطلبون الغنيمة بعد الحرب.
كذلك تمضي السياسة نفسها في الشرق الأوسط فالجيوش العربية تضرب الفدائيين والفدائيون يزعجون الجيوش العربية وتربح إسرائيل حربها مع العرب وهي نائمة ملء جفونها تتمتع بالعافية والأمان.
في الأيام الأخيرة اشتد أوار الحرب بين الفيتناميين البعض يموت بالسلاح الأمريكي والبعض يموت بالسلاح الشيوعي والأمريكان والسوفيات يجمعون الغنائم في الخطوط الخلفية من المستفيد من هذه الحرب؟
الفيتناميون، ماذا جنوا سوى الدمار والخراب والموت؟ انظروا إلى الفلاحين والعائلات المسكينة التي فرت أمام زحف الفيتكونغ وتركت قراها ومزارعها رمادًا وتركت أهلها جثثا على الطرقات، وأصبحت مجتمعًا من اللاجئين - إن الجنود الذين فتحوا عليها أسلحة الموت والرعب والدمار هي من أشقائهم الفيتناميين وليسوا بأمريكان أو روس، إن الشيوعيين والرأسماليين في فرنسا وإيطاليا يتنافسون على الحكم ولكن الحرب لم تقم هناك ولم يتدخل الأمريكان أو غيرهم بعتادهم الحربي- فلماذا يبقى الكيان القومي آمنا في بلاد الرجل الأبيض ويتمزق في فيتنام؟ لقد اختارت الدول الاستعمارية أن تجعل من شعوب العالم الثالث وقودًا لمعاركها وأن تدفع ثمن مصالحها من دماء هذه الشعوب حفاظًا على النوع الأوروبي الراقي من الموت.
وعلى الفيتناميين باختلاف اتجاهاتهم أن يدركوا ذلك -وأن يحصروا اختلافاتهم- داخل الكيان القومي الواحد بعيدًا عن الاستغلال الأجنبي وحرب المصالح الاستعمارية.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل