; فيلم «محمد رسول الله» ذريعة للاستهزاء بالرسل والدين | مجلة المجتمع

العنوان فيلم «محمد رسول الله» ذريعة للاستهزاء بالرسل والدين

الكاتب عبدالله بن حميد الخالدي

تاريخ النشر الثلاثاء 06-أغسطس-1974

مشاهدات 20

نشر في العدد 212

نشر في الصفحة 14

الثلاثاء 06-أغسطس-1974

رسول الله دعا.. على من حاكاه في مشيته المطلوب من الحكام خطوة جريئة لمنع الفيلم وإغلاق باب الشر أسأل الله أن ينصر دينه ويعلي كلمته ويوفقكم إلى ما فيه عزكم وسعادتكم والذود عن الشريعة الإسلامية والدفاع عن حماها العالي ومكانها الرفيع... وبما أن كثيرًا من الصحف العربية -كصحيفة النهار - وصحيفة الشهاب البيروتيين - ومجلة المجتمع والبلاغ الكويتيين، وغيرها - نشرت نبأ مفاده اتفاق أربع دول إسلامية على إخراج «فيلم محمد رسول الله وأصحابه ألا وهي «المملكة المغربية - الجمهورية العربية الليبية- دولة الكويت- ودولة البحرين» وقد رصدت لذلك «ستة ملايين دولار» كدفعة أولى لإخراج ذلك الفيلم... «مقتضى ما نشرته تلك الصحف وغيرها».. وقد استنكر هذا الخبر جماهير المسلمين وعلماؤهم لا سيما «علماء الحرمين الشريفين» إذ أن إخراج فيلم يمثل النبي «ص» أو غيره من الأنبياء أو الصحابة «رضي الله عنهم» في شكل رواية مسرحية أو فيلم سينمائي يشتمل على مفاسد كثيرة نوجز طرفا منها فيما يلي: «أولًا»: تشكيك المسلمين في عقائدهم وتبديد ما وقر في نفوسهم من تمجيد هذه المثل العليا إذ أنهم قبل رؤية هذه المشاهد يؤمنون حقا بعظمة الأنبياء ورسالتهم، ويتمثلونهم حقا في أكمل مراتب الإنسانية وأرفع ذراها: إذ هم بعد العرض قد هانت في نفوسهم تلك الشخصيات الكريمة وهبطت من أعلى درجاتها إلى منازل العامة والأخلاط وقد تقمصهم الممثلون في صور وأشكال مصطنعة مما يتقلص معه ظل الدين والأخلاق. «ثانيا»: إثارة الجدل والمناقشة والنقد والتعليق حول هذه الشخصيات الكريمة وممثليها من أهل الفن والمسرح تارة، ومن المشاهدين تارة أخرى، وأنبياء الله ورسله فوق النقد والتعليق. «ثالثا»: التهاب المشاعر وتحزب الطوائف ونشوب الخصام بين أهل الأديان، كما وقع بين المسلم واليهودي اللذين تخاصما، ولطم المسلم وجه اليهودي لأنه أقسم بالذي اصطفى «موسى» على العالمين، وأقسم المسلم بالذي اصطفى «محمدا» على العالمين، فلما بلغت الخصومة خاتم النبيين «صلى الله وسلم عليهم أجمعين» غضب حتى عرف الغضب في وجهه وقال: «لا تخيروني على موسى»، ثم أثنى عليه بما هو أهله، ونهاهم أن يفضلوا بين أنبياء الله - سدا لذريعة «الفتن» ومنعا «للتحزبات».. وما أحوجنا إلى الأمن والاستقرار وإطفاء الفتن وتسكينها لا إثارتها وإشعالها .... «رابعا»: من مفاسد التمثيل الكذب على «الله ورسله» لأن التمثيل أو التخييل ليسا إلا ترجمة للأحوال والأقوال والحركات والسكنات، ومهما يكن فيهما من دقة فلا مناص من زيادة أو نقصان وذلك يجر طوعا أو كرها إلى «الكذب والضلال»، والكذب على الأنبياء: كذب على الله تعالى ـ وهو ضلال. وبهتان مبين ... على أنا لو افترضنا محالًا أو سلمنا جدلًا بأن تمثيل الأنبياء لا نقيصة فيه ولا مهانة، فلن نستطيع بحال أن نتجاهل أنه ذريعة إلى اقتحام حمى الأنبياء وابتذالهم وتعريضهم للسخرية والمهانة والاستهزاء، ويظهر ذلك جليًا فيما ذكرته «اللجنة المختصة بالفتوى: في مجلة الأزهر - في عددها الصادر في رجب: ١٣٧٤ هـ» إذ تقول: أولًا: كيف يمثل «آدم أبو البشر، وزوجه» وهما يأكلان من الشجرة؟ وما هي هذه الشجرة؟ «أهي شجرة الحنطة؟ - أم هي شجرة التين؟ - أم هي شجرة النخلة؟» وعلى أي حال نمثلهما وقد ﴿طَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ﴾؟؟ وهل نمثل الله تعالى وقد ناداهما: ﴿أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ﴾ أو نترك تمثيله «تعالى» وهو ركن في الرواية ركين...؟؟؟ سبحانك.. سبحانك.. نعوذ بك من سخطك ونقمتك ومن هذا الكفر المبين...؟؟؟؟؟» ثانيًا: كيف يمثل موسى وهو يناجي ربه - وكيف يمثل وقد وكز المصري فقتله؟ بل كيف يمثل وقد أحاط به (فرعون والسحرة ورماه فرعون بأنه مهين) ولا يكاد يبين...؟؟؟؟ وكيف تمثل العقدة التي طلب من الله أن يحلها من لسانه؟؟؟ وما مبلغ جرم الممثلين والمشاهدين إذا أفلتت؟؟؟ ولا بد أن تفلت منهم فلتة «مضحكة - أو - هازئة» حينما يتمثلون الرسولين وقد أخذ أحدهما برأس الآخر وجره إليه...؟؟؟؟ وما مبلغ التبديل والتغيير «لخلق الله الفطرى» ليطابق هذا الخلق الصناعي: وقد عملت فيه أدوات الإصباغ والعلاج عملها...؟؟؟ ثالثًا: وكيف يمثل «يوسف الصديق بهيئته: بدوي مملوك»: وقد همت به امرأة العزيز وهم بها لولا أن رأى برهان ربه؟؟؟ ثم يمثل مسجونا مع المجرمين.....؟؟؟ وما تفسير «الهم» في «لغة الفن» رابعا: كيف يمثل أنبياء الله وأقوامهم يرمونهم بالسحر تارة وبالكهانة والجنون تارة أخرى...؟؟؟؟ بل كيف يمثلون حينما كانوا يرعون الغنم؟ «وما من نبي إلا رعاها..؟؟» بل كيف يمثلون وقد آذاهم المشركون ولم يستح بعضهم أن «يرمي القذر والنجس» على «خاتم النبيين»، وهو في الصلاة والكفار يتضاحكون..؟؟؟ خامسا: إذا كان الله جلت قدرته قد أعجز الشياطين عن أن يتشبهوا «بالأنبياء» توقيرا وإعظاما لهم «عليهم الصلاة والسلام» كما يدل على ذلك ما رواه (البخاري ومسلم) في «صحيحهما». أن رسول الله «ص» قال: «من رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي». والأنبياء أخوة يمس كل واحد منهم ما يمس أخاه... فإذا كان الله قد حال بين الشياطين وبين التمثل بالأنبياء مع أنه أعطاهم القدرة على التشكل كما يهوون فكيف يستبيح الإنسان لنفسه أن يكون «أخبث من الشياطين» بتمثيل الأنبياء؟ ونقل «ابن عبد البر»: أنهم ذكروا أن رسول الله «ص» كان إذا مشى يتكفأ وكان الحكم «ابن أبي العاص» يحكيه في مشيته فالتفت النبي «ص» يوما فرآه يفعل ذلك. فدعا عليه» فكان الحكم مختلجا يرتعش من يومئذ أفلا يخش الممثلون أن يصيبهم من العذاب الأدنى مثل ما أصاب الحكم؟ «ثم ماذا يكون الشأن: إذا اجترأ إنسان على التمثل بالنبي – محمد «أو» غيره واهتاج الناس وأثار ذلك شعورهم استياء من الجرأة على قداسة النبوة؟؟؟» فالنتيجة التي «لا مناص منها» ولا مفر أن: تشخيص الأنبياء تنقيص لهم أو ذريعة إلى هذا التنقيص لا محالة... ولو حاول «بعض أجواق التمثيل» تمثيل قصة «أحد الرسل الكرام» - عليهم الصلاة والسلام لرأوا من إنكار العلماء والجرائد وجماهير الشعوب ما لا يخطر ببال أولئك الأفراد الذين يرون «جوازه» ولو وقع مثل ذلك في بلد لم تذلل أهله سيطرة الحكام لما كان إلا «مثارا للفتنة»، ولتصدى الناس لصد الممثلين بالقوة... بل يغلب على ظني أن أكثر الناس يعدون - تمثيل الملوك والأمراء وكبار رجال الدولة وأهل العلم والدين... - مما يزري بمقامهم ويضع من قدرهم.. وأن أحدا من هؤلاء لا يرضى لنفسه ذلك لأن أكثر الممثلين لهذه القصص من سواد العامة وقد يتجاوز التمثيل الأهداف الجدية، ويتخذ وسيلة للترفيه الممنوع وبث الدعاية نحو أغراض غير كريمة وخاصة فيما «يتعلق بالتاريخ» كما أن تمثيل «أصحاب النبي ص» لا يجوز، فقد اتفق أهل العلم على أنهم - صفوة هذه الأمة وخيارها، وأن الله شرفهم وخصهم بصحبة رسوله «ص» وأثنى عليهم في كتابه الكريم بقوله: ﴿محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم﴾ (الفتح: الآية 29) وجاءت الأحاديث الصحيحة بتسجيل فضلهم وأن لهم قدم صدق عند الله... فالقيام بتمثيلهم وأد لكل ما تكنه القلوب لهم من محبة وجلال واحترام، وفيه منافاة لهذا الثناء الذي أثنى الله عليهم به وتنزيل لهم من المكانة العالية التي جعلها الله لهم وأكرمهم بها... ولقد سبق أن قرر «مجلس رابطة العالم الإسلامي» بالإجماع: حرمة إخراج فيلم وإظهار صورة أو خيال عن الرسول «ص» أو غيره من الأنبياء ولو بالإشارة إليه بالكاميرا ونحوها.... وكذلك إظهار صورة أصحابه الأكرمين جميعا، ومنع ذلك بتاتا.. كما قرر «المجلس» أن ينشر قراره هذا في البلاد الإسلامية عامة، وإبلاغه لجميع المنظمات الإسلامية ووزارات وإدارات الإعلام، ولمشيخة الأزهر، ومجمع البحوث، والمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية وفي الصحف والإذاعات..، كما قررت «المنظمات الإسلامية الخمسة وهي»: «1» مؤتمر العالم الإسلامي بكراتشي «2» المنظمة الإسلامية العالمية بجاكرتا «3» المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية «4» المؤتمر الإسلامي العام «بالقدس» بعمان ـ الآن «5» رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة في اجتماعهم المنعقد «بمكة المكرمة» في «ذي الحجة عام: ۱۹۳۰ هـ» استنكارهم الشديد لمحاولة إخراج فيلم سينمائي يمثل فيه النبي «ص» بأي صورة من الصور أو كيفية من الكيفيات...، كما يستنكر تمثيل «الصحابة: رضوان الله عليهم» ويناشد المؤتمر كل «الحكومات الإسلامية» أن تقضي على هذه المحاولة في مهدها...، كما استنكر ذلك بالإجماع «هيئة كبار العلماء للمملكة العربية السعودية» في قرارهم الصادر بتاريخ «١٧-٤-١٣٩٣هـ» ومنعوا ذلك منعا باتا.... إن المسلمين عموما ينتظرون من الحكام خطوة جريئة لمنع هذا الفيلم وأن يغلقوا باب هـذا «الشر»، وأن يبذلوا كل ما يستطيعون في «نصرة» دين الله، والذود عن محارمه ومحاربة أعدائه، وعدم إتاحة الفرص التي ينفذ منها الأعداء لبث سمومهم ونشر أباطيلهم، فلا نفتح لهم الباب ونسلمهم الزمام، ونكون عونا لهم على حرب «مثلنا وأمجادنا ومبادئنا السليمة وعقائدنا الصحيحة»، إنهم يسعون وراء ذلك بإخلاص ويبذلون فيه المهج وينفقون فيه الأموال، ونحن نهيئه لهم ونعضدهم فيه ونحتضن هذا المشروع المدسوس... «حاشا لله أن يقره مسؤول أو يرضاه من عرف مفاسده وأضراره.» إن في الأدب والتاريخ وتصوير الفضائل ومكارم الأخلاق لميدان فسيح للفن والتمثيل فليتجه إليها الفن ما شاء له الاتجاه، وليبتكر ما شاء له الابتكار وليدع أنبياء الله ورسله والصحابة الكرام محفوفين كما حفهم الله تعالى بالجلال والوقار وليعمل على أن يكون مفتاحا للخير مغلاقا للشر «فطوبي لمن كان كذلك».. والويل ثم الويل لمن يثير غضب الله وسخطه وانتقامه وغيرته «لأنبيائه» من أهل «الفن والممثلين.. » هذا وقد جرت الكتابة لكل من - رؤساء الدول المشتركة في إخراج هذا الفيلم»، والله يحفظكم... والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته عبد الله بن محمد بن حميد «الرئيس العام للإشراف الديني بالمسجد الحرام - وعضو هيئة كبار العلماء وعضو رابطة العالم الإسلامي»
الرابط المختصر :