; فيلم « محمد رسول الله»  يواجه معارضة عالمية | مجلة المجتمع

العنوان فيلم « محمد رسول الله»  يواجه معارضة عالمية

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الاثنين 24-سبتمبر-1973

مشاهدات 17

نشر في العدد 169

نشر في الصفحة 21

الاثنين 24-سبتمبر-1973

فيلم « محمد رسول الله»  يواجه معارضة عالمية.

يواجه مشروع الفيلم المزمع إنتاجه عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- والذي تشارك فيه أربع  دول إسلامية هي ليبيا، ومصر، والكويت، والمغرب – يواجه- معارضة عنيفة على مستوى العالم الإسلامي أجمع. 

وقد قام تحرك شعبي في إندونيسيا يطالب الدول المعنية بالانسحاب من المشروع فوراً وهاجمته مجلة الشهاب الإسلامية في بيروت كما قامت رابطة العالم الإسلامي بحملة واسعة النطاق لحظر الفيلم ومنع إنتاجه.

وقد تابعت رابطة العالم الإسلامي تطور القضية منذ الإعلان عن المشروع في الصحف عام ۱۹۷۰، وقامت باتصالات شتى مع كاتب السيناريو الأستاذ «عبد الحميد جودة السحار» ومجمع البحوث الإسلامية والأزهر الشريف ومع المخرج «مصطفى العقاد» وقد أبدى الجميع حرصهم على عدم تمثيل شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم أو الصحابة وبدأت المراجع الدينية في الأزهر الشريف مراقبة السيناريو، إلا أن الرابطة أوضحت بكل تأكيد رفضها لفكرة المشروع من أساسه لما فيه من مساس بشخص الرسول عليه الصلاة والسلام الذي لا ينبغي أن يصبح موضوع فلم وتصوير سينمائي.. وفيما يلي ننشر نص القرار الذي أصدره المجلس التأسيسي للرابطة بعد الاطلاع على قرار اللجنة الثقافية الخاص بموضوع «فیلم محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم».

نص القرار: 

قرار المنظمات الخمس

كذلك اجتمعت المنظمات الإسلامية الخمس العالمية بمكة المكرمة في ذي الحجة ۱۳۹۰ هـ وهي:

مؤتمر العالم الإسلامي بكراتشي، المنظمة الإسلامية العالمية بجاكرتا، المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بالقاهرة، المؤتمر الإسلامي العام بالقدس «بعمان الآن». 

رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة عرضت عليها الأمانة العامة للمنظمات موضوع هذا الفيلم بتقرير واف، فأصدرت المنظمات بالإجماع القرار التالي:

نص القرار:

أن من المجمع عليه بين أئمة الفقه الإسلامي حرمة ظهور ذات بصورة الرسول -صلى الله عليه وسلم- في الأفلام أو فوق المسارح بأية صورة أو مثال أو إشارة لما في ذلك من الانتهاك لحرمته وقداسة شخصيته صلى الله عليه وسلم والمنافاة لوجوب احترامه وتوقيره وتعظيمه، وقد أوجب الله تعالى على المؤمنين تعظيم حرمته وتوقير ذاته وإجلاله في مخاطبته وندائه وحرم كل ما فيه إخلال بذلك أو أذي يناله قال تعالى ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَرۡفَعُوٓاْ أَصۡوَٰتَكُمۡ فَوۡقَ صَوۡتِ ٱلنَّبِيِّ وَلَا تَجۡهَرُواْ لَهُۥ بِٱلۡقَوۡلِ كَجَهۡرِ بَعۡضِكُمۡ لِبَعۡضٍ أن تَحۡبَطَ أَعۡمَٰلُكُمۡ وَأَنتُمۡ لَا تَشۡعُرُونَ،إِنَّ ٱلَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصۡوَٰتَهُمۡ عِندَ رَسُولِ ٱللَّهِ أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ ٱمۡتَحَنَ ٱللَّهُ قُلُوبَهُمۡ لِلتَّقۡوَىٰۚ لَهُم مَّغۡفِرَةٞ وَأَجۡرٌ عَظِيمٌ.. وقال تعالى: ﴿لَّا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُم بَعْضًا ۚ قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمْ لِوَاذًا ۚ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيم. (سورة النور: 36). وقال تعالى ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انظُرْنَا وَاسْمَعُوا ۗ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ. (سورة البقرة : 104). وكان اليهود يقولون له ذلك قصدًا لسبه وتحقيرًا لمقامه.. فأمر الله المسلمين أن يقولوا في المعنى قولاً كريمًا لا أذى فيه ولا تعريف بسبه فقال تعالى: «وقولوا انظرنا، وقال تعالى في وجوب توقيره واجلاله ﴿إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا، لِّتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا. (سورة الفتح: 8 – 9 ). الآية، وقال تعالى: 

﴿الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ۚ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ ۙ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون. (سورة الأعراف: 157 ).

ولما كان من التحقير الواضح والأذى المحرم وضع -كاميرا- موضع الرسول -صلى الله عليه وسلم- في مواقفه ومشاهدة وتصرفاته في حياته عند العرض كما جاء في «سيناريو» الفيلم وجب أن يكون حكمها في التحريم حكم ظهور شخصيته وصورته -صلـى الله عليه وسلم- وكيف يليق ذلك بمن أرسله الله رحمة للعالمين وأخبر عنه أن من أطاعه فقد أطاع الله وجعـــــــل اتبــــــاعه يوجب محبته تعالى، ورفع ذكره أنه أمر أن يذكر اسمه مع اسمه تعالى في كلمة الإيمان وفي الأذان، وجعله أفضل خلقه حتى الملائكة والنبيين اجمعين قال تعالى: ﴿مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ ۖ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا. (سورة النساء: 80). وقال ﴿قُلْ أن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ. (سورة آل عمران: 31).

وقال تعالى ﴿وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ. (سورة الشرح: 4). وأن الإشارة إليه -صلى الله عليه وسلم- في جميع شؤونه -بالكاميرا- التي وضعت خيالاً مكان الذات الشريفة احتيالاً على التمثيل في الفيلم إشارة لا يقرها الشرع ولا يرضاها المسلمون قاطبة.

وقد يتجرأ أقوام بعد حين إذا أبيح إخراج هذا الفيلم على ظهور شخصية تمثله مكان الكاميرا أو هناك الطامة الكبرى والخطر العظيم والإثم الجسيم وقد علم أن الرسول صلى اللــــــه عليه وسلم لا يدانيه بنص القرآن والسنة وإجماع المسلمين أحد مــــن الخلق في أقواله وأعماله وكرامته وعظمته، وشمائله وفضائله ومعجزاته وخصائصه فيستوي في التحريم تمثيله بأية صورة عنه ووضع الكاميرا مكانها في الفيلم أو الرمز إليه بشيء نحو ذلك وإذا كانت الألفاظ التي فيها أذى له صلى الله عليه وسلم وإهانة محرمة فكيف الخيال الذي يتحرك إلى الخلف والإمام وفي الصفوف والمواقف مشيراً إليه -صلى الله عليه وسلم- وإلى حدیثه وأقواله كلها.

 وكما يحرم ذلك كله في حق الرسول صلى الله عليه وسلم يحرم تمثيل أصحابه الأكرمين -رضي الله عنهم- أجمعين باتفاق أهل العلم أشرفهم بالصحبة العظيمة واختصاصهم بها دون من عداهم من الناس ولكرامتهم عند الله تعالى وثنائه عليهم في القرآن الكريم، قال تعالى: ﴿مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ۖ سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ۚ ذَٰلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ ۚ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ ۗ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا. (سورة الفتح: 29). فهم أحقاء إجماعًا بالتكريم والتعظيم والتوقير. 

ولذلك أجمع أهل العلم على حرمة تصويرهم في الأفلام أو على المسارح لما فيه من المنافاة الصارخة لكل ذلك.

وبالإضافة إلى هذا الفيلم المزمع إخراجه عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قائم في كل مشاهده وأدواره على وضع الكاميرا موضعه صلى الله عليه وسلم وعلى تمثيل كثير منه الصحابة رضوان الله عليهم يجب مطلقاً لما تقدم بيانه.

أما ما يبرر به مخرجو الفيلم وضعه ونشره في البلاد الإسلامية وغيرها من أنه دعاية قوية للإسلام ونشر لفضائله إلى آخر ما يبررون به هذا الإخراج فلا وزن له ولا يسوغ الالتفات إليه فإن الإسلام لم يشرع الدعوة إليه وإذاعة أحكامه وتعاليمه وفضائله بوسائل محرمة تزري بقدر منزلة رسول الإسلام وصحابته الكرام.

وإنما الدعوة إليه والإذاعة لمبادئه تكون بالوسائل الشريفة التي لم يحرمها صاحب الرسالة والتي تتفق مع إجلاله وتوقيره وتعظيم أصحابه وجلالة أقدارهم. 

لذلك كله قرر المجلس بالإجماع حرمة إخراج هذا الفيلم وإظهار صورة أو خيال عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أو غيره من الأنبياء ولو بالإشارة إليه بالكاميرا ونحوها وكذلك إظهار صور أصحابه الأكرمين جميعًا ومنع ذلك بتاتًا، كما قرر أن ينشر هذا القرار في البلاد الإسلامية عامةً وإبلاغه لجميع المنظمات الإسلامية ووزارات وإدارات الإعلام لمشيخة الازهر ومجمع البحوث والمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية وفي الصحف والإذاعات وتكليف الأمانة العامة للمجلس بتنفيذ ذلك وإخطار مخرج الفيلم به ردًا لخطابه المرسل إليها في هذا الموضوع واتخاذ الإجراءات القانونية ضد كل من يحاول إخراج فيلم في هذا الشأن الإسلامي البحت والله ولي التوفيق وهو حسبنا ونعم الوكيل وصلى الله على عبده ورسوله نبينا وسيدنا محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه إلى يوم الدين.

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

تفسير زئبقي للقرآن

نشر في العدد 11

40

الثلاثاء 26-مايو-1970

مِرْآة الرأي العالمي

نشر في العدد 17

20

الثلاثاء 07-يوليو-1970

من أخبار العالم الإسلامي

نشر في العدد 97

22

الثلاثاء 25-أبريل-1972