العنوان في الصميم... تحية إلى الشاب المؤمن الذي قال كلمة الحق..
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 15-فبراير-1977
مشاهدات 12
نشر في العدد 337
نشر في الصفحة 50
الثلاثاء 15-فبراير-1977
بإعجاب وتقدير قرأت كلمة الحق التي قالها شاب مؤمن من طلاب جامعة القاهرة في حضرة المسؤولين.
حمدت الله أن عرين الإسلام ما زال حافلًا بالأسود وميدان الحق لم يزل خاصًا بالأبطال المجاهدين، وأن الأرض التي صرخ فيها العز بن عبد السلام بوجه المماليك ها هي تنجب أمثال العز بن عبد السلام -رضي الله عنه- وأرضاه. وحتى يستمر هذا الشاب وأمثاله في قول كلمة الحق نقول له:-
تأسي يا أخي برسول الله صلى الله عليه وسلم، فلقد كان مثالًا للأبطال في شجاعته، وقدوة للصابرين في ابتلائه ومحنه.. لم يقعده خوف من تبليغ دعوة ربه، ولا استبدت به شهوة أو رغبة في جمع المال وحب الزعامة، ولو شاء لكان ملكًا في قومه.. ولو أراد لكان أغنى أهل الجزيرة.
لقد وضع صلى الله عليه وسلم الدنيا بشهواتها وطواغيتها تحت حذائه وكان بنعمة الله وفضله أقوى من قريش وغيرها من قبائل العرب، وأعز من كسرى وقيصر.
حذار يا أخي الشاب من فتاوى المتفقهين الذين سيقولون لك: لقد قدت نفسك إلى الهلاك.
ولو أنصفوا لقالوا: إن الهلاك في بعدنا عن دعوة الله وتثاقلنا إلى الأرض واستسلامنا للظالمين.
حذار يا أخي أن تأسرك الوظيفة أو التجارة أو الخوف على مستقبل الأولاد ورغبات أمهم.. وقد تكون العقوبة لأمثالك إغراء بمنصب رفيع أو أو.. فتحرر من كل شهوة وعش مع الحق ولو أمضيت حياتك في غياهب السجون.
وتذكر قول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
ماذا يريد أعدائي بي أنا جنتي وبستاني في صدري.. حيث رحت فهي معي لا تفارقني، أنا سجني خلوة ونفيي سياحة وموتى شهادة.
أو كلمة سيد قطب رحمه الله.
«وإن النصر في أرفع صورة هو انتصار الروح على المادة والعذاب على الفتنة والألم على الحياة».
إن الذي منع غيرك من كلمة الحق شهوته إلى الوظيفة التي من عليه بها السلطان وهو يحدث الناس -ليل نهار- بأن الدنيا لا تساوى عند الله جناح بعوضة.
أخي الشاب المؤمن: إن تحكيم شريعة الله في الأرض يحتاج إلى جهاد وأمر بمعروف ونهي عن منكر، ويحتاج أيضًا إلى اجتماع كلمة العاملين إلى الله صفا واحدًا كأنهم بنیان مرصوص، والطريق إلى تحقيق هذه الأهداف محفوف بالمخاطر والمحن فوطن نفسك وهيئها لهذا الطريق ودع عنك فتاوى المتفقهين، وفلسفة المستسلمين، وذل الذين أسرتهم الدنيا.
وأهدافنا العظيمة تحتاج إلى سواعد الشباب وصدقهم مع الله -سبحانه وتعالى- وأصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كانوا شبابًا.
وتحية لك ولكل شاب سار في طريق الحق وعقد النية على العمل والجهاد من أجل نصرة هذا الدين.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل