العنوان في الصميم إلى أمريكا!!
الكاتب عبد الرزاق شمس الدين
تاريخ النشر الثلاثاء 03-أغسطس-1993
مشاهدات 20
نشر في العدد 1060
نشر في الصفحة 11
الثلاثاء 03-أغسطس-1993
- موضوع العلاج في الخارج عن طريق وزارة الصحة العامة أثير وطرح أكثر من مرة.. وعبر أكثر من قناة إعلامية.. وهو موضوع جدير بالمناقشة والمصارحة والمكاشفة.. وإعادة النظر في سياسة العلاج الخارجي.. وهل هناك خطة واضحة؟ وهل يأخذ كل مواطن حقه للعلاج في الخارج إن احتاج لذلك؟!!! هناك أمثلة يومية كثيرة يطرحها المواطنون والمرضى حول العلاج في الخارج.. ويرون أنهم مظلومون وحقوقهم منقوصة تجاه هذه القضية.. ونحن لا نلقي التهم جزافًا..
بل نحن ننقل هموم هؤلاء مباشرة ومن هذه الأمثلة:
1 - الأخ/ فهد. ج شاب ومواطن كويتي.. لديه طفلة هي وردة في حديقة بيته.. عندما بلغت من عمرها سنتين أصيبت بمرض غريب حيث هزل جسمها ولا تستطيع المشي كباقي الأطفال وكان ذلك بعد التحرير ببضعة شهور حيث كانت الخدمات الصحية متدهورة جدًا!! حاول الأب بكل وسيلة متاحة أن يرسلها للخارج.. ولكن!! دون جدوى!!
يقول: عندما دخلت على الأخ المسئول كان يقف أمامي أحدهم من ذوي المعرفة بفلان من الناس وبسرعة البرق تم التوقيع والموافقة للسفر إلى بريطانيا دون لجنة طبية بل واختار المريض المكان الذي يريده.
ثم جاء دور الثاني وكان من جنسية عربية وقف الشاب العربي بهامته أمام الأخ المسئول فقال:
هو قال إلى أميركا!! أي المسئول الذي بعثه ولم يسمه بالاسم!! فرد المسئول: نحن لا نرسل إلى أمريكا.. العلاج في بريطانيا فقط!! وأخيرًا: وافق صاحبنا العربي..
وجاء دور الأخ الذي حول إلى مستشفى الأميري ثم إلى لجنة ثم إلى... إلخ.... وأخبرا بأنه يحتاج إلى شهرين تقريبًا حتى يبت في أمر ابنته التي تجعل قلبه يتفطر ألمًا وقد يخرج بنتيجة أو لا يخرج!!!
المهم سافر الأخ على نفقته وصرف 5 آلاف دينار كويتي!! وعندما عاد أتى بالفواتير لعل وعسى ولكن!! خرج بخفي حنين!
- الأخ «أحمد. د» مواطن وشاب كويتي.. شاء الله أن تبتلى أخته- شافاها الله- بالورم في الصدر.. وقيل لها بأن العلاج موجود في الكويت.. وهو استئصال الثدي المصاب!!! لم يستطع الإخوة الانتظار طويلًا أمام توسلات فلان وعلان.. والتي باءت كلها بالفشل!! فقام الإخوة الأربعة الموظفين على قدر راتبهم بالموقف الأخوي الرجولي النبيل حيث قرروا أن يقوموا بتسفير الأخت إلى لندن ولتكن مصاريف العلاج أي مبلغ كان! فحياة الأخت أهم وأغلى من هذا المال الزائل الزائف فاتفقوا على أن يدفع كل منهم 5 آلاف دينار ليكون المجموع 20 ألف دينار. ويقوموا بالتناوب بالسفر معها لمدة شهر واحد كل مرة. ثم ترجع الأخت وتمكث في الكويت 3 أشهر ثم ترجع مع الأخ الثاني والثالث والرابع وهكذا لمدة 7 سفرات إلى الكويت- لندن- كويت!! حتى بلغت التكاليف الإجمالية لعلاج الأخت 17 ألف دينار كويتي!!!
الآن الأخت عافاها الله وشفيت بإذنه ولا تحتاج إلى جراحة أو استئصال صدر أو..!!! فقط تحتاج المراجعة بالسنة مرة واحدة أو مرتين للملاحظة والفحص فقط!!!
وذهب الإخوة بعد علاجها إلى وزارة الصحة لعل وعسى أن يصرفوا جزءًا من عرق جبين هؤلاء الإخوة الموظفين الأربعة!! ولكن!! أيضًا دون جدوى!!
- الأخ/ «بدري» مواطن أجريت له عملية جراحية في الكويت لعينه قبل التحرير.. وعندما جاء الغزو العراقي الغاشم ساءت حالة عينه بسبب عدم وجود الأدوية والأطباء الذين يشرفون على حالته.. المهم بعد التحرير حاول جاهدًا أن ترسله الحكومة للعلاج خاصة أنه كان من الصامدين في الكويت ولكن لم يصل إلى مبتغاه وذهب على نفقته بعد أن استدان من هذا وذاك..!! وصرف 6 آلاف دينار على 4 عمليات أجريت لعينه التي تعاني من الالتهابات وضغط العين.. وهي بحاجة إلى خامسة وأخيرة الآن كما أوصاه البروفيسور في ألمانيا.. ورجع ولم يجد شيئًا يسدد له من قيمة علاجه!! ولم يرسل لتكملة العلاج في الخارج. وعلاجه غير موجود في الكويت!!
فهل من مجيب؟!
هذا واقع للمعاناة التي يعاني منها بعض المواطنين.. وأصبح الشعار المتداول المعروف الآن هو أن «لا علاج في الخارج إلا بواسطة»!! ومن ليس لديه واسطة فليرتحم على نفسه!! فماذا يفعل من تقطعت به السبل من ذوي الرواتب الضعيفة المتدنية؟!!! ليس لهم إلا البكاء والألم والنحيب!! فهل من مجيب؟!
وهناك مرضى وليسوا بالمرضى يرسلون في رحلات للسياحة والاستجمام!! إحداهن كانت تقضي شهرين في لندن على نفقة الوزارة مع أنها ليس بها علة!!
وأرجو أن لا يخرج علينا مسئول غدًا في الصحة وينفي ما كتبناه وأن لا أساس له من الصحة!! كعادة بعض المسئولين في الحكومة!!
وكلمة لوزير الصحة لماذا لا تقوم الوزارة بتوفير هذه المبالغ الطائلة في العلاج بالخارج والتي تصرف دون عدالة.. وتأتي بأطباء أكفاء من الخارج كما تفعل بعض الدول في الخليج وتوفر المال والجهد...
هذا إذا علمنا أن وزارة الصحة قد صرفت في عام 1992.. وذلك قبل انتخابات مجلس الأمة.. حوالي 25- 30 مليون دينار كويتي على العلاج بالخارج حيث أرسل العشرات إلى دول العالم ومعظهم كان لمجرد السياحة.
وكذلك قام أحد المسؤولين بوزارة الصحة بتحمل نفقات علاج زوجته وابنه في لندن خلال وجودهما للسياحة ويحرم من هذه الخدمة الكثير من المحتاجين.. نقول اتقوا الله بالمرضى.. فالمرض لا يعرف كبير أو صغير في العلاج.. والناس سواسية كأسنان المشط الواحد.. أليس كذلك؟