; في تنزانيا: فتنة تقودها امرأة ضد شريعة الله | مجلة المجتمع

العنوان في تنزانيا: فتنة تقودها امرأة ضد شريعة الله

الكاتب مراسلو المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 12-يوليو-1988

مشاهدات 11

نشر في العدد 874

نشر في الصفحة 32

الثلاثاء 12-يوليو-1988

المسلمون في تنزانيا يمثلون الأغلبية، ومع ذلك ليس لهم من الأمر شيء بسبب انخفاض مستوى التعليم بينهم، فهم أقل من «15%» بين طلاب الجامعات والمعاهد العليا، ولا تتجاوز نسبتهم «22%» من مجموع طلاب وطالبات المدارس، ونسبتهم في أوساط المثقفين والموظفين وهيئات التدريس لا تصل إلى «١٠%»، فهم في حاجة الآن إلى مدارس في مناطقهم، وفي حاجة إلى مراكز ثقافية وصحية، وفي حاجة إلى رفع مستواهم المعيشي، فأرض تنزانيا وهبها الله طبيعة زراعية قابلة لإنتاج كل محصول اقتصادي من السكر والشاي والفواكه، والبهارات والدواجن وغيرها، وهي لقربها من خط الاستواء لا تكاد الأمطار تنقطع عنها، وتربتها تنبت كل شيء، وبأسرع وقت، فهي خضراء دائمًا، ولا تكاد ترى عيناك مساحة من الأرض خالية من الخضرة.

والمسلمون لن يكون لهم كيان، ولن تكون لهم قوة، إلا إذا سلكوا طريق التقدم في العلم والمعرفة، واستغلوا الإمكانيات لرفع مستوى شعوبهم، وأهل الخليج والجزيرة العربية- بما عندهم من إمكانيات مالية- يستطيعون أن يوفروا أسباب النهضة العلمية والاقتصادية، وتقع عليهم المسؤولية في ذلك، فقد كان أجدادهم هم الذين نشروا الإسلام في أنحاء المعمورة، وكانوا قدوة صالحة للشعوب التي اعتنقت الإسلام، وقد أنعم الله عليهم الآن بالمال، فما أقل من أن يقوموا ببعض ما يجب عليهم نحو الإسلام والمسلمين، وفي استطاعتهم أن يرفعوا راية الإسلام كما كانت خفاقة في القارات جميعها، ولا ريب أنه سيكون من العمل المبرور، المتصل بعمل الأسلاف في نشر الإسلام، لو خصصوا بعض ما يصرف في الرياضة والترفيه لإعداد منتخبات من الدعاة والأطباء والمهندسين تجوب أفريقيا لخدمة الدعوة الإسلامية.

فتنة جديدة:

من أجل تنفيذ خطط العداء ضد الشريعة الإسلامية ينتهج العلمانيون واليساريون نهجًا جديدًا باسم «تحرير الشعب من الرجعية»، ومن نماذج هذا النهج ما حدث في الفترة من ٧/٥/١٩٨٨ إلى ١٠/٥/۱۹۸۸ حيث عقدت اللجنة الدائمة للحزب الثوري الحاكم في تنزانيا «سي. سي إم»- تحت رئاسة رئيس الحزب جوليوس نيريري الرئيس التنزاني السابق - ندوة عن «المرأة ومكانتها في النهضة الحديثة».

وفي إحدى جلسات الندوة التي حضرها أيضًا الرئيس التنزاني الحالي السيد علي حسن موني، ألقت رئيسة الاتحاد النسائي التنزاني التابع للحزب الثوري صفية كاواوا- زوجة الأمين العام للحزب الثوري رشيد كاواوا- كلمة اتهمت فيها الشريعة الإسلامية بظلمها للمرأة، وادعت أنها حجر عثرة تقف أمام تقدم المرأة، وفي التمثيل لادعائها الكاذب ذكرت قضية تعدد الزوجات على أنها ظلمت المرأة، وبناء على زعمها الباطل اقترحت وطالبت بإعادة النظر في الشريعة الإسلامية، وإجراء تعديلات خاصة في القضية المذكورة.

ردود الفعل:

كان لكلمة صفية كاواوا أعمق الألم في نفوس المسلمين، ففي 8/5 قام رئيس تنزانيا السيد على حسن مويني، وألقى كلمة رد فيها على صفية كاواوا في زعمها الباطل، وقال بأن الإسلام ليس عقبة أمام طريق المرأة إلى التقدم، إلا أن المرأة- نتيجة جهلها بالإسلام الذي أعطاها حقوقها كاملة- صارت هي نفسها عقبة أمام تقدمها.

وفي 13/5/88 أقام المسلمون في زنجبار مظاهرات يحتجون فيها على الكلمة الباطلة للسيدة صفية كاواوا، ونددوا بها أيما تنديد، إلا أنه من المؤسف أن الشرطة في زنجبار تدخلت لصد المتظاهرين، وأطلقوا عليهم النيران، مما نتج عنه استشهاد أحد الشباب وجرح العديد منهم، وبعد ذلك الحادث رفعت الجمعيات والمنظمات الإسلامية في تنزانيا مذكرات تعرب فيها عن استيائها وعميق أسفها إزاء الكلمة المشينة للسيدة صفية كاواوا.

وجدير بالذكر أن وسائل الإعلام أعطت كلمة صفية كاواوا أهمية كبيرة، حيث أذاعها الراديو، وتناقلتها الصحف عبر صفحاتها الأولى، مما يشير إلى شيء كامن وراء ذلك ﴿يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (الصف:8).

هوية كاواوا وزوجها:

المعروف أن السيدة المذكورة هي زوجة رشيد كاواوا السكرتير العام للحزب الحاكم، والذي ينسب نفسه إلى الإسلام، ولكن أعماله الظاهرة تخالف الإسلام تمامًا، والدليل على ذلك أنه زوج بناته للمسيحيين بدعوى أنه يحب الحرية، ولذلك ترك لبناته حرية اختيار الأزواج مهما كان انتماؤهم!!

ولما رأى رئيس الحزب الحاكم- جوليوس نيريري- المسيحي الحاقد على الإسلام والمسلمين أمامه رشيد كاواوا على هذه الشاكلة، بدأ يستعمله هو وزوجته لمحاربة الإسلام في تنزانيا المسلمة، وبالأخص زنجبار التي يتمتع المسلمون فيها بالأغلبية الساحقة؛ حيث تبلغ نسبتهم ٩٩%، ويمهد له طريق تنصير المسلمين.

مقاومة مسلحة:

على إثر المظاهرات التي انطلقت- ولا سيما في إقليم زنجبار- اعتراضًا على فتنة السيدة كاواوا، قامت القوات المسلحة التابعة الحكومة زنجبار بقتل بعض ابناء المسلمين وجرح عدد منهم، في محاولة تفريق حوالي عشرة آلاف مسلم قاموا بمسيرة سلمية بعد صلاة الجمعة يوم السابع والعشرين من رمضان ١٤٠٨ هـ إلى قصر الرئاسة، وهم يرفعون شعارات تحتج وتستنكر ما قالته رئيسة الاتحاد النسائي التابعة لحزب الحاكم «سي. سي ام» الاشتراكي في المؤتمر الذي عقده الحزب المذكور في دودوما العاصمة تحت شعار «تحرير المرأة»، وإثر ذلك تم بعد هذا الحادث الأليم القبض على كثير من المسلمين وبعض الشباب المتحمس، منهم الداعية الشيخ علي حمد جابر خريج كلية الشريعة بالجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، بدعوى أنهم استعملوا الدين لإثارة الفوضى والتخريب بإقامة المسيرة الممنوعة، وقد صرح السيد آدم نصيب السكرتير العام للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية- وهو مجلس حكومي- إن المجلس يستنكر ما فعله مسلمو زنجبار بشدة، وناشد على حد زعمه جميع المسلمين في أنحاء تنزانيا للمبادرة إلى استنكار موقف المتمسكين بدينهم، وما فعله الشهداء الذين قتلوا من أجل الدفاع عن دينهم!! والمعروف أن المجلس المذكور قد أسسه جوليوس نيريري للدفاع عن مصالح حكومة تنزانيا، وليبرر لها كل ما يصدر عنها ضد المسلمين.

ومما قالته صفية كاواوا وهي تخطب باللغة السواحلية حرفيًا: «إن هناك حاجة ملحة إلى إلغاء قانون الزواج في الشريعة الإسلامية بصفة نهائية، ذلك القانون الذي يسمح للرجل التزوج بأكثر من زوجة».

وتساءلت: «هل نحن ملزمون باتباع هذه الشريعة؟»، وأضافت زاعمة: «إن الاتحاد النسائي مع كثير من النساء في العالم بوجه عام ضد أمر تعدد الزوجات؛ لأنه يهين المرأة ويظلمها، وطلبت من المشايخ والقضاة في تنزانيا المبادرة والبحث عن إمكانية تعديل تلك الشريعة»، واستطردت قائلة: «إن هناك حاجة كذلك إلى البحث في استبدال القوانين التي تهين النساء في المواريث».

وبهذا الأسلوب تشن الحرب على الشريعة الإسلامية في تنزانيا!! لكن.. هل يعلم المسلمون شيئًا عما يجري في ذلك البلد... ولا سيما في إقليم زنجبار؟

بيان رقم ٢٥: ﴿هَذَا بَلاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنذَرُوا بِهِ﴾ (إبراهيم: 52)

وقفة مع المعتقلين ورفض للقتال بين الفلسطينيين:

﴿سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا ۖ وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ ۚ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ﴾ (آل عمران: 151).

اليهود الجبناء يستأسدون هذه الأيام، فيقتلون ويشردون ويعتقلون، ويغتصبون الحقوق، ويبتزون الأموال، دونما وازع من خلق أو ضمير؛ فهم اليوم يمثلون النازية في أبشع صورها، وتلك طبيعة قلوبهم المريضة وشيمهم اللئيمة، ونتاج حقدهم على كل من أحسن إليهم.

 ففي المستشفيات المشرفون من جميع الفئات، وفي المعتقلات الآلاف المؤلفة من جميع الفئات، يقضون أحكامهم الظالمة في ظروف لا إنسانية، لو اطلعت عليها جمعيات الرفق بالحيوان- فضلًا عن الجمعيات الإنسانية- لضجت وملأت استنكاراتها أرجاء الكون.

النازيون اليهود أقاموا خيام المعتقلات الشعب الفلسطيني في صحراء النقب القاحلة الجرداء؛ حيث الرمال الطامة، والزوابع الدائمة، والحر الشديد، والذباب الشرس الكثير، فضلًا عن الازدحام الشديد، فلكل معتقل سنتيمترات معروفة من أرض الخيمة، والرؤية محجوبة، فإذا ما أضيف إلى هذا المعاملة السيئة التي يلقاها المعتقل بسبب وبدون سبب؛ حيث الضرب المبرح، والإهانات التي تبدأ بالعرب والعروبة والدين، وكل ذلك لا يكفي؛ فهناك الزنازين.

أما عن الطعام فحدث ولا حرج، الأرز مع بعض حبات العدس التي تقدم للحيوانات، وبيضة واحدة في الأسبوع، وطبيب المعتقل لا يصف إلا الماء و«الأكامول» لجميع الأمراض، والمعتقلون الذين تقطعت أحذيتهم عليهم أن يسيروا حفاة، والملابس الداخلية فلا غيار لعدة أشهر، والأظافر والشعر الطويل من مظاهر حضارتهم فلتبق على حالها، أما عن الكتب والصابون فمن المحرمات، وحيث يقترف اليهود كل ذلك صد الشعب الفلسطيني فلا بد من النظر إليهم كمجرمي حرب.

أيها الناس:

وبرغم كل ذلك سيبقى الشعب الفلسطيني يضرب اليهود في كل مكان إلى أن يستخلص حقه منهم، وستستمر الانتفاضة المباركة، ولو وضع الشعب الفلسطيني كله في المعتقلات، ومهما طال نوم الأنظمة العربية والشعب الفلسطيني بذبح.

فقد عرف الشعب الفلسطيني في الأرض المحتلة طريق الخلاص من الاحتلال، إنه الجهاد، والجهاد مستمر، وسيدرك من حولنا ما أدركناه ولو بعد حين، وبهذه المناسبة، والشعب داخل فلسطين يشق طريقه، ويلتحم مع قوات الاحتلال، في صراع طاحن مرير، نتوجه إلى إخوتنا الفلسطينيين في لبنان: أن أوقفوا نزيف الدم الفلسطيني، وإنه لمن العار أن يقتتل الفلسطينيون، وأن يسفك الأخ دم أخيه، فالقتال الدائر في لبنان قتال ملعون، والذين يؤججون ناره ملعونون، وعلى كل العقلاء أن يوجهوا جهودهم لإنهاء الخلاف ووقف القتال، ولتتوجه البنادق إلى العدو الصهيوني.

إن ما يجري في لبنان بين أهلنا يدمي قلوبنا، ويثلج صدور أعدائنا اليهود والمستعمرين وصنائعهم في المنطقة، وكل عاقل يدرك ذلك، وهو مسؤول أمام الله إن قصر في لم الشمل ورأب الصدع.

وكان هذا البيان قد دعا إلى ما يلي:

1- صيام يوم الخميس ۷/۷/۱۹۸۸ لله تعالى، والتضرع إليه أن يخفف من معاناة المعتقلين والسجناء، والإكثار من الدعاء «لا حول ولا قوة إلا بالله».

2- الإضراب الشامل يوم الجمعة ۸/۷/1988 استنكارًا للحرب الدائرة بين الإخوة في لبنان.

3- التصعيد والمواجهة الشاملة وضرب اليهود يوم السبت 9/۷/1988 انتقامًا للحياة القاسية والمعاملات الشاذة في معتقلات اليهود النازيين.

﴿وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾ (آل عمران: 139).

حركة المقاومة الإسلامية – فلسطين

حماس

الرابط المختصر :