العنوان في ذكرى الإمام الشهيد.. ظلمات ونور (شعر)
الكاتب الأستاذ محمود سالم شحادة
تاريخ النشر الثلاثاء 23-فبراير-1971
مشاهدات 44
نشر في العدد 48
نشر في الصفحة 23
الثلاثاء 23-فبراير-1971
هم الركب ضاعوا بآفاقهم فضلوا ولم يأخذوا حذرهم
وزاغت بهم ظلمات الطريق وريح عقيم وسيل عرم
وتبدي الحضارة ما حولهم وتعثر أنفسهم في الظلم
ويستبدلون الذي هو أدنى بنور من الله لا ينعدم
وما قصة الناس في غابة إذا اختلطت في هواها القيم!
يحلون ما يفعلون افتراء وما الشر إلا الذي فاتهم
ومن سرق الشيء سهوًا يحد ومن يسرق الناس لا يتهم!
ومن لم يكن منجلًا فحصيد ومن لم يكن مستبدًا ظلم
وأشرقت من أفق العارفين وأشرق منك ندى الكلم
تبين للتائهين الطريق إلى الله بعد طويل السأم
وتحرق ما جمعوا من هشيم ويزهق ما وضعوا من نظم
فأرعبت ريحًا تسوء النسيم وأفزعت ذئبًا يضير الغنم
عزمت على أن تجاهد في الله في بيعة لك لا تنفصم
وكنت الفتي حين عز الفداء وماذا يرد الفتى إن عزم
تؤم الكتائب في غربة ولا قارب لك أو معتصم
كأنك طارق في جنده يضاعفهم بمزيد الهمم
يطول الكثير بأعمارهم وما هي إلا تعابيركم
وعشت لتنثر في الله عمرًا فلما انتهى في الشهود انتظم
وكنت من العمر في الأربعين ولكنها ثورة في رقم
تحطم ما لفقوا من حدود وتبني لحاضرهم ما انهدم
يسبح لله ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكم
وما الله إلا العليم الخبير بما كان أخرجه من عدم
وما أوتي الناس إلا القليل وما جهلوا الكثير الأعم
وماذا عدا الحق إلا الضلال لو اتبع الحق أهواءهم
وضاق بدعوتك المارقون ولم تبخس الناس أشياءهم
وما كنت شوكًا يسد الطريق يشيع الأذى ويبيع الالم
فإن تعصف الريح لحنًا جميلًا وأما النشاز فصوت النغم
وأن تهدي البرء رجعية إذا ما تحضر نشر السقم
فإن جمعوا لك أو طاردوك فما أنت بالخاسر المنهزم
وإن قتلوك فهم ظالمون وأنت الإمام الشهيد العلم
ولن تمسك النجم أيدي الصغار ولن يطفئوه بأفواههم
وموعدك الصبح والصبح آت وواعدك الله وهو المتم
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل