; الشيخ كمال الخطيب- أحد قادة الحركة الإسلامية في فلسطين المحتلة عام ١٩٤٨م- لـ“المجتمع”: قرار مشاركة الحركة الإسلامية في انتخابات الكنيست خروج على نهجها وأصالتها | مجلة المجتمع

العنوان الشيخ كمال الخطيب- أحد قادة الحركة الإسلامية في فلسطين المحتلة عام ١٩٤٨م- لـ“المجتمع”: قرار مشاركة الحركة الإسلامية في انتخابات الكنيست خروج على نهجها وأصالتها

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 14-مايو-1996

مشاهدات 9

نشر في العدد 1199

نشر في الصفحة 30

الثلاثاء 14-مايو-1996

  • نسعى لتصحيح مسار الحركة الإسلامية وإعادته إلى الص. والتميز والأصالة.
  • الكنيست مقبرة الأحزاب العربية، ومشاركة الحركة الإسلامية فيه يساعد الحكومة الإسرائيلية على مد الجسور إلى الشعوب والحركات الإسلامية.

الشيخ كمال الخطيب- رئيس مجلس بلدي كفر كنا في فلسطين المحتلة عام ١٩٤٨م - هو أحد أبرز الشخصيات القيادية في الحركة الإسلامية، وكان على رأس المعارضين القرار مشاركة الحركة في انتخابات الكنيست الإسرائيلي.

المجتمع التقت الشيخ الخطيب عبر الهاتف وأجرت معه هذا الحوار حول الملابسات التي أحاطت باتخاذ القرار وانعكاساته على الأوضاع داخل الحركة الإسلامية، وفيما يلي نص اللقاء:

• ما الأسباب التي دفعتكم في الحركة الإسلامية لإعادة النظر في قراركم السابق بمقاطعة انتخابات الكنيست وما هي وجهة نظركم الشخصية في هذه المبررات.

- لقد سبق أن أعلنت الحركة الإسلامية عن موقفها من المشاركة في انتخابات الكنيست الإسرائيلي في مؤتمرها العام الذي عقد يوم 5/ ۲۸ ۱۹۹5 م والذي تمثل في أن الحركة الإسلامية لن تخوض الانتخابات لدورة ١٩٩٦ م، وفي إعطاء أبنائها ومؤيديها حرية الاختيار في تحديد الموقف الخاص بكل منهم، وكان ذلك بأكثرية ٧٠ من أعضاء المؤتمر إلا أنه وكما يبدو فقد ظلت فكرة خوض الانتخابات تراود بعض الإخوة ممن لم يتوانوا عن استغلال كل فرصة مناسبة لإعادة طلب فتح ملف الانتخابات حتى كانت الظروف الأخيرة التي تمثلت في إغلاق مكاتب لجنة الإغاثة الإسلامية ومصادرة أموالها وممتلكاتها، والتي كانت- حسب رأيي- خطوة إسرائيلية مدروسة بهدف الضغط على بعض مسؤولي الحركة الإسلامية من أجل إعادة التفكير الجدي، بل والمندفع لخوض الانتخابات وبأي ثمن، و-بالفعل- فقد نجحت للأسف هذه الخطوة الإسرائيلية في لي ذراع الحركة الإسلامية، وبالتالي فلعل هذا الأسلوب سيعتمد -من الآن فصاعدا- حينما تريد السلطة الإسرائيلية ابتزاز موقف من الحركة الإسلامية

•   وما هي الآلية التي اتبعت في اتخاذ القرار الأخير بالمشاركة في الانتخابات؟ وهل أنتم راضون عنها؟

- لقد تم ابتزاز الموقف والقرار الأخير لخوض انتخابات الكنيست من خلال الانقلاب على القرار الشرعي المؤتمر عام الحركة الإسلامية... نعم فقد سعى البعض لأن يتخذ القرار في مجلس شورى الحركة الإسلامية والذي فيه أغلبية تؤيد خوض الانتخابات بعكس المؤتمر العام، وهنا تبرز ظاهرة الفجوة بين القيادة والقاعدة في الحركة الإسلامية.

إلا أنه وبعد محاولات جدية من طرف بعض الإخوة وأنا أحدهم فقد تم الضغط بكل الإمكانات لإعادة تشكيل مؤتمر جديد، وفعلا فقد تم عقد المؤتمر، وكانت النتيجة هي أكثرية ضئيلة ٤٧ مع الانتخابات، و٤٥ ضد الانتخابات، ولكن بعد التأكد من وجود ملابسات خطيرة وأكبت انعقاد المؤتمر وتبينت -صباح اليوم- التالي فقد أعلنت أنا وبعض الإخوة عدم شرعية القرار وعدم الالتزام به.

•  هناك حديث عن بوادر انشقاق داخل الحركة على خلفية التباين الحاد في المواقف من مسألة المشاركة في انتخابات الكنيست، ما صحة ذلك؟

-  لقد أعلنت أنا والشيخ رائد صلاح- رئيس بلدية أم الفحم- من خلال صحيفة صوت الحق والحرية وعبر فهمنا لهذا الحق- أننا نسعى لتصحيح مسار الحركة الإسلامية، وذلك من أجل إعادته إلى الصفاء والتميز والأصالة الإسلامية.

 صحيح أن هناك إشكالات كثيرة في مواقف وممارسات بعض الإخوة المسؤولين في الحركة الإسلامية، إلا أن الموقف والتباين في قضية انتخابات الكنيست الإسرائيلي أدت إلى التعجيل في قرارنا بتصحيح المسار، خاصة بعدما تبين لنا نية هؤلاء القياديين في دعم مرشح حزب العمل لرئاسة حكومة شيمون بيريز دون أن يعودوا بذلك إلى الإخوة الآخرين، إضافة إلى أنهم ابتدعوا في مفاوضات تحالفية مع قائمة الدكتور أحمد الطيبي- مستشار عرفات- الذي سبق وأعلن أن الحديث أو التحالف معه يمثل خطأ آخر للحركة الإسلامية عليها ألا تقترب منه.

 وعليه فإننا أعلنا عن إعادة تصحيح المسار وليس الانشقاق عن الحركة الإسلامية، مع أن بعض الإخوة اعتبروها فرصة للتخلص من الأصوات التي تسعى لإعادة تأصيل مسار الحركة الإسلامية، فكيف تنشق عن حركتنا التي بنيناها -والحمد لله- بأيدينا مع إخواننا، إذ إنه برأيي فإن من ينشق عن الحركة هم الذين يخرجون عن أصالتها وتميزها ونقائها ونهجها بغض النظر عن القلة أو الكثرة.

•  وما مدى صحة المعلومات التي تحدثت عن قيام رئيس الحركة الشيخ عبد الله نمر درويش بفصلكم أنتم والشيخ رائد صلاح من الحركة وهل تمثلون بالفعل أقلية داخل الحركة كما قال بعض معارضيكم؟

- لقد سمعنا فعلًا باتخاذ قرار بفصلنا دون حضورنا ودون السماع إلينا وفي نظري أن هذه الخطوة غير عقلانية ولا تعتمد على أسس وأصول وقواعد قانونية، وهي تعود بالتالي الرغبة شخصية في ظل استغلال أكثرية جاهزة في مجلس شورى لم يكتمل بناؤه بشكل سليم حتى الآن.

مع ذلك فإن الشيخ عبد الله يعرف جيدًا أننا أنا والشيخ رائد نحمل وبعض الإخوة القلائل في مجلس الشورى رأيًا مغايرًا للأكثرية، إلا أن هذا الرأي حمله %٥٠ في المؤتمر الأول، و۷۰% في المؤتمر الثاني، و٤٩% في المؤتمر الثالث الذي أكدت على الملابسات التي حدثت فيه، وعليه فلا أظن أن الشيخ يصدق أنه قادر على فصل أكثر من نصف الحركة الإسلامية ممن تنسجم مواقفهم مع آرائنا ومواقفنا.

•  ألا تعتقدون أن قيام الحركة الإسلامية بدعم شيمون بيريز في حملته الانتخابية في ظل الإجراءات القمعية التي تمارسها حكومته بحق الشعب الفلسطيني أمر خطير؟

- لقد كان من دواعي ودوافع إقدامنا على إعلان تصحيح المسار في الحركة الإسلامية رؤيتنا لوقائع ومشاهد كلها تشير إلى تلاشي مميزاتنا وخصائصنا الإسلامية، وليس أدل على ذلك من التصريح الواضح لبعض الإخوة في الحركة الإسلامية بأنهم سيصوتون ويوجهون الأصوات لشيمون بيريز بزعم دفع الأضرار أو اعتبار حزب العمل أكثر اعتدالاً من الليكود، وهذا تحليل مرفوض منطقيًا وواقعيًا مع التأكيد على أن أبناء الحركة الإسلامية وكما نعهدهم لن تمتد أيديهم لتضع في الصندوق ورقة لبيريز أو نتنياهو، حتى لو تجند لذلك كل أصحاب هذا الرأي من مسؤولي الحركة الإسلامية.

•  وإلى أي مدى ترون أن وجود الحركة الإسلامية في الكنيست الإسرائيلي سيكون له تأثير إيجابي على أوضاع الفلسطينيين في المناطق الفلسطينية المحتلة عام ١٩٤٨م خاصة وأن الأحزاب العربية الأخرى التي سبقت الحركة الإسلامية بالمشاركة فشلت في تحقيق إنجازات مقنعة، وفقدت في الوقت نفسه ثقة الجماهير؟ وهل يمكن أن يتكرر ذلك مع الحركة الإسلامية؟

- مما يجدر ذكره أنني سبق وسميت الكنيست الإسرائيلي بأنه مقبرة الأحزاب والحركات العربية، فجميع هذه الأحزاب ابتدأت برصيد جماهيري ضخم إلا أنه تلاشى مع الأيام، فمثلًا الحزب المسمى الجبهة الديمقراطية الحزب الشيوعي، كان له يومًا ستة نواب، وتجاوز نسبة الحسم المطلوبة في الانتخابات، ولكنه تراجع بصورة كبيرة في انتخابات عام ۱۹۹۲م، والحزب المسمى الحركة التقدمية كان له نائبان في انتخابات عام ۱۹۸۸م فيما تلاشت وفشلت في انتخابات ۱۹۹۲م، وهي اليوم على وشك الاندثار، والحزب المسمى الحزب العربي الديمقراطي له الآن نائبان، وكل الدلائل تشير إلى أنه لو خاض الانتخابات لوحده فلن يتجاوز نسبة الحسم.

وعليه فإن الحركة الإسلامية حتى وإن كان مسؤولوها أكثر صدقاً وإخلاصًا وتفانيًا من غيرهم إلا أن هذا لا يعني أن الذي حصل مع غيرهم لن يحصل معهم، لا لشيء إلا لأن خيوط لعبة النجاح ليست بأيديهم، الأمر الذي سينعكس على الفكرة الإسلامية والحل الإسلامي في الشارع الفلسطيني في الداخل.

•  ألا تعتقدون أن مشاركة الحركة الإسلامية في انتخابات الكنيست تشكل اعترافا قانونيًا طوعيًا بدولة إسرائيل؟

- نحن نعلم أن مصلحة كبيرة تحرزها الحكومة الإسرائيلية بدخول الحركة الإسلامية في انتخابات الكنيست على اعتبار أن مثل هذه الخطوة ووجود أعضاء إسلاميين في البرلمان سيساعد الحكومة الإسرائيلية في الوصول إلى الشعوب والحركات الإسلامية، فكلما استطاعت الحكومة الإسرائيلية اعتماد عناصر عربية حزبية وغير حزبية لمد الجسور الوهمية مع الحركات الوطنية والحكومات العربية كان لابد للحكومة من فصائل إسلامية تكون الجسر الجديد إلى الحركات والشعوب الإسلامية، وكما كان الدور الأول سلبيًا واستفادت منه الحكومة الإسرائيلية فلن يكون الدور الثاني للإسلاميين أوفر منه حظًا.

الرابط المختصر :