العنوان قصيدة .. «بين يدي المسيح»
الكاتب د. حسان حتحوت
تاريخ النشر الثلاثاء 26-ديسمبر-1972
مشاهدات 18
نشر في العدد 131
نشر في الصفحة 10
الثلاثاء 26-ديسمبر-1972
· قصيدة الدكتور حسان حتحوت التي ألقتها ابنته التلميذة إباء حتحوت في ندوة الجمعية الطبية الكويتية «بين يدي المسيح» مساء الأربعاء ۲۰ ديسمبر ۱۹۷۲.
· في العدد القادم تقدم «المجتمع» تلخيصًا وافيًا للكلمات التي ألقيت بين يدي المسيح عليه السلام.
ابن الإنسان
للدكتور حسان حتحوت
يا بن الإنسان تحيات يا بن الإنسان
و محبات ملء الوجدان
وأحاديث مثل المسك تعطر كل لسان
يا روح الله وكلمته
یا بر الله ورحمته
ببني الإنسان
كل الإنسان
* * *
يا بن العذراء
یا نبت الأرض الخضراء
يا قدر الله وقدرته سكنت مريم
طهرا لا عيب ولا مأثم
خلقًا لا يعجز من خلق الخلق الأقدم
ولدى جذع النخلة تم الميلاد،
يا مريم لا تبكي كمدا
يا مريم لا تخشي أحدًا،
فالله أراد
وتحقق وعد رصدته فهوم الحكماء،
وهداهم نحو خبائك نجم سماء،
سجدوا شكرا للرحمن
نثروا ذهبًا حول المهد ومرا ولبان
عقدوا البيعة لابن ابنة عمران
زين الولدان،
عيسى .. ابن الإنسان
* * *
ونشأت كمثل السر بصدر الليل
تخشى أمك سيف الجبروت وتخشى الويل
وتركت الدار إلى مصر
فلجأت إلى أحنى صدر
في ستر الله وما في الدنيا آمن منه من ستر
واشتد العود
وأتى اليوم الموعود
وإذا بك لفلسطين تعود
وأتيت كما خبر يوحنا قبل الأمس
وطلعت على الدنيا كطلوع الشمس
وجعلت الجهر مكان الهمس
في ثورة حب فيها النور وليس النار
تهدي الأبرار وقد تؤذي بصر الأشرار
حاربت فكان الحب سلاحك
والمقدس ساحك
وجعلت الحب يزيل عن المذنب ذنبه
وجعلت الحب يطهر للمؤمن قلبه
وجعلت الحب وسيلة من يقصد ربه،
وهتفت بأعلى صوت «الله محبه».
* * *
وشفيت الأبرص والأكمه
و هديت الحائر بالكلمة
ورددت إلى الأموات حياه
تدعو لله وتكشف عن آيات الله
ودعوت فآمن من آمن
أنصار الله حواريوك،
لكن قد ظل بقومك من
جحدوا الآيات فما تبعوك
وكذاك النور يسر عيون
لكن تعشى منه عيون
وبذرت الحب على الطرقات وفي جبل الزيتون
فاختار الحقد العشارون
وائتمر الفريسيون
ومضت أقطاب يهود تنسج خيط الغدر شباك
وأصابعهم تجدل تاج الأشواك
ومجامعهم تنضح السم الفتاك
آذيتهم دعوتك وأذاهم مراك
فامتد الغدر إذ امتدت بالخير يداك
وأتاك يهوذا بالأجناد بجنح ظلام
وتبرأ بيلاطس من حكم الإعدام
ومضى يغسل بالماء يديه
ویهود خلف الحكم تصر عليه
والجمع لديه
عرض عليهم إطلاق سجين من محبس
فأشاحوا عنك وطلبوا عفوا لبربّس
يا تعس يهود فيما رسمت من بهتان
وإرادته من قتل لابن الإنسان
حسبوا نور الله ستطفئه الأفواه
وإذا كان السعي لئيمًا ضل الساعي في مسعاه
وتحول سهم عن مرماه
وأرادوا الموت فنلت الخلد وزدت حياة فوق حياة
ورفعت بكف الله تضم ابن الإنسان لحضن الله
****
ومضيت ولكن البذرة صارت زَهَرة
والزهرةَ صارت ثمره
يمضي المحسن لكنّ الاحسانَ يظل يخلّد أثره
وتعاقب من بعدك ليل ونهار
ومضى الإنسان يدور مع الفلك الدوار
دب النسيان إلى التذكار
نشِط الشيطان يوسوس للأفكار
واعتكر الصفْوُ، وزاغ الطرفُ، وحال الحال وجار الجار
وإذا في المغرب طاغوت روميّ جبار
وإذا في فارس قوم عبدوا النار
وإذا في مكة أوثان يعبدها الكفار
ويح الإنسان أن استهدى بشعاع المصباح الأسود
وتجبر واغترّ وعربد
وتعالى صوت الأبرار دعاءً لما اشتد البأس
يا رب الناس الهً الناس
أنقذهم من شر الوسواس الخناس
یا رب ابعث بعد الفرقد فرقد
یا رب امح ظلامًا لا يتبدد
فأجاب الله دعاء الخير فشق الظلمة وجه محمد
قد جاء يؤكد للدنيا ذاك الناموسا
ويوقر ما أوتي موسى
ويبشر بين الناس بما بشر عيسى
آمنت به وبهم وبدعوتهم
علمنا أن رسالته كرسالتهم
ومحبته كمحبتهم
آمنت بمن خلق الأكوان
آمنت بمن عطف الإنسان على الإنسان
وبما وصى في التوراة وفي الإنجيل وفي القرآن
كل من عند الله تعالى الله
رب الأرباب ولا نعبد إلا إياه
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل