العنوان قضية الحرب والسلام!
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 26-مايو-1970
مشاهدات 33
نشر في العدد 11
نشر في الصفحة 4
الثلاثاء 26-مايو-1970
الحرب ستبدأ.. لا لن تبدأ..
الحل السلمي..
لا لا بد من الحرب..
إزالة آثار العدوان:
عبارات عجيبة غص بها قاموس السياسة العربي، وتعبت آذاننا من سماعها، وأعيننا من رؤيتها، فأي حرب وأي سلم هذا الذي يتحدثون عنه،
ومع من السلم ومع من الحرب.
ولمَ نحارب؟ ولمَ لا نحارب؟
الواقع أن الأمة العربية تعيش في معميات عجيبة، وتمضي على طريق وعر وهي معصوبة العينين، وتشك أن تسقط في هاوية لا خروج منها..
الذين يقولون إن حربًا بيننا وبين «إسرائيل» سوف تقع قوم مُضَلِلون ومُضَلَلون،
والذين يقولون إن سلمًا بيننا وبين إسرائيل سوف يكون أكثر ضلالًا من الأولين.
والذين يقفون في «الحلقة الوسطى» ويمسكون بأيديهم اليمنى ورود السلام وفي يسراهم سيوفًا مغلولة هم من قطيع المنافقين.
سيقال إذا كان دعاة الحرب ودعاة السلم وفريق الوسط لا يعجبكم فمن تكونون؟
إننا نقول إن الحرب بيننا وبين الأعداء أعداء الإسلام لم تبدأ في حزيران ولا في سنه ٤٨، ولكنها بدأت منذ مئات السنين، إن الحرب قد أعلنت علينا من أوروبا منذ أن تفتحت عيناها على خطر الإسلام عليها؛ فحشدت جيوشها علنًا منذ ألف سنة وإلى اليوم، وكانت بعد ذلك أمريكا التي اقتفت أثرها تمتطيها الحركة الصهيونية، وكانت روسيا، التي بدأت تتحرك أطماعها من عهد الإمبراطورة كاترين إلى لينين، كل هؤلاء أعلنوا ضدنا حروبًا لا هوادة فيها، ولن نكتفي هنا بذكر الجيوش والقواعد العسكرية، ولكن نضع في مقدمة هؤلاء الزحف التبشيري الذي كان يسبق الجيوش المغيرة ليمهد، ونضع في مقدمة هؤلاء الكأس والجنس كما فعل بعض زعماء أوروبا حين استعصى عليهم غزو المسلمين في إسبانيا؛ قالوا ألقوهم بالنساء والخمر.
ونضع في مقدمة هؤلاء الأموال المزيفة التي كانوا يقرضوننا إياها، ثم تأتي الجيوش لتقوم بتحصيل الأموال، ولعل أوضح مثل ديون خديوي مصر، والنقطة الرابعة ومشروع أيزنهاور للشرق، والديون غير المشروطة والمشروطة.. كلها مقدمة لزحف الجيوش.
نقول إن الحرب بدأت منذ مئات السنين ولم تتوقف إلى يومنا هذا؛ المبشرون بالصليبية الشيوعية يطلقون رصاصهم إلى فكرنا، وتجار الجنس والخمر.
يدمرون في كياننا، ثم تتبعهم جيوش تركل جسدنا الواهن بأقدامها، الحرب يا قوم بدأت منذ مئات السنين، وستظل مئات السنين ما قام بيننا دين الإسلام، وما قام فينا عزم على إعلاء كلمته في الأرض.
ولكن الحرب ستنتهي وسيشملنا «سلام» الغرب والشرق المزيف إذا هجرنا هذا الدين بقيمه ومثله وسيفه، «وسلام» أوروبا في أرضنا هو أن نرفع راية التسليم للزحف الصليبي، وراية التسليم للتكتل الصهيوني، وراية التسليم للغارات الشيوعية، ووقتها فقط سيحتوينا السلام المزعوم.
وعلى طريق الإسلام نقول إن هذا السلام نرفضه ونقطع رأسه بسلاح الإسلام، ولن تكون بيننا وبين الصليبية والصهيونية والشيوعية إلا استجابة لنداء ربنا.
﴿قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ﴾ [1] (التوبة: 14).
[1] (التوبة: ١٤)
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل