العنوان كان في قديم الزمان.. مجموعة قصص للأطفال
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 06-ديسمبر-1994
مشاهدات 11
نشر في العدد 1128
نشر في الصفحة 58
الثلاثاء 06-ديسمبر-1994
فمن اهتماماته بالأطفال تربية وتوجيها، وفي إطار جهوده المتتابعة لتنشئتهم على الأخلاق والمثل الرفيعة ، صدرت للمؤلف سلسلة قصص تحمل عنوان «كان في قديم الزمان»، وتتوزع على ست حلقات كل واحدة منها تتضمن قصة فيها عبرة وفائدة، ولا تخلو من الطرافة والسهولة في العرض والعبارات والمضمون لتكون متناسبة مع حاجة الأطفال ومتعتهم واستيعابهم في آن واحد.
هذه القصص مزيج من الذكريات المحببة والتجارب المضنية، والثقافة الواسعة التي جنَّدها لتكون في متناول الأطفال الأعزاء، ولتسهم في تنامي «أدب الأطفال»، ذلك الأدب الذي لاتزال الحاجة ماسة لتزايد اهتمام الأدباء به، كما لا يزال بحاجة إلى الاستواء على سوقه، ومن ثم النضج الذي يحقق الغاية ويوصل إلى الهدف من إنشائه في زحمة النتاج الأدبي الموجه للأطفال الذي لا يخرج عن نطاق التسلية في أحسن صوره وإن كان يدخل في صميم عملية المسخ والتخريب التي تراد لأجيالنا الصاعدة أن تتربى عليه وتعيش تحت تأثيره سواء منها ما كان تخريبًا ذهنيًا عن طريق القصص الخرافية، أو سلوكيًا بواسطة القصص البوليسية أو أخلاقيًا من خلال القصص الهابطة التي تدعو إلى الابتذال والفحش وتزينه وتحببه إليهم.
القصة الأولى تحمل عنوان «المعلم الصغير» وتتحدث عن طالب نابه يزينه أدب جم وخلق وحياء، ويمتلك إلى جانب ذلك شجاعة أدبية استخدمها عندما سمع من معلمه إحدى اللوحات الفكرية، حيث أراد التشكيك بوجود الله بطرحه فكرة أنه ينبغي ألا نؤمن إلا بالمحسوسات التي نراها، واستنتج من ذلك أن الله غير موجود لأننا لا نراه، وهنا استأذن التلميذ أو «المعلم الصغير» بالكلام وطلب من المعلم أن يريه وزملاءه عقله إن كان يمتلك عقلًا وبعد حوار بسيط بدت حيرة المعلم وما لبث أن ثاب إلى رشده واستسلم لحجة المعلم الصغير.
اما القصة الثانية «آخر العنقود»
فيدور الحديث فيها عن ذلك الولد الذي كان محل رعاية أبويه ودلالهم وخاصة أمه ،لكنها مع الدلال كانت تعلمه وتوصيه ببعض الحكم والوصايا، وعندما ماتت أمه كان أول عمل قام به هو تنفيذ وصايا أمه التربوية.
والقصة الثالثة «صندوق الدنيا»،
فهذا مقطع منها يعطينا فكرة عن مضمونها وأسلوبها «قال الرجل وهو يهز برأسه: بلي، ولكن.. لا فائدة للفانوس وأنت أعمى لا ترى، قال الأعمى: يا أيها المبصر، إنني لم أحمل الفانوس إلا لتروني أنتم وإذا لم أحمل الفانوس فقد يصطدم بي واحد من المارة أمثالك لأنني لا أظهر له جيدًا في الغمة».
ونأتي إلى «ذكريات مع حارس الحديقة» القصة الرابعة التي تذكر لنا اهتمام الآباء بدراسة أبنائهم وخاصة أيام الامتحانات، وكيف أن الأب لاحظ بعض الفتور والملل على ابنه ونظر في الورقة التي أمامه، وإذا به يرسم بها أرجوحة وألعابًا أخرى كان يستمتع بها في الحديقة قبل أن يحجز بسبب الامتحان، وهنا انتبه الأب المربي إلى حاجة ابنه إلى الترويح فاصطحبه في زيارة إلى الحديقة ليعرض له بعض حاجته إلى المتعة والاستئناس.
«في الصف الأول» القصة الخامسة
تدور حول تلميذ متفوق، وفي أحد الأيام قصر أو نسي فلم يغفر له معلمه ولم يشفع له نبوغه واجتهاده فبكي متألمًا، فأحس المعلم بخطئة التربوي وعاد فأصلح الموقف بعد أن تعلم درسًا لا ينسى
القصة الأخيرة في السلسلة بعنوان «الورقة الرابحة»، تتحدث عن عامل أحذية يفوز بالجائزة الأولى للسحب «اليانصيب» فتضطرب أحواله ولا يصدق نفسه ثم يبيع محل الأحذية ويضع الأموال التي ما كان يحلم بعشرها في صندوق داخل البيت، ويأخذ قليلًا منها، ويهم بالسفر وحده إلى الخارج في رحلة استجمام ورفاهية بعد أن رفضت زوجته مرافقته، وقبل أن يتحرك القطار يأتيه من يخبره بأن حريقًا شب في بيته وأن زوجته وأولاده أسعفوا إلى المستشفى وأن كنزه الثمين التهمته النيران وضاع كما ضاعت أحلامه الكاذبة .
رسالة دكتوراه تتحدث عن: علماء الحديث في الهند
للباحث محمد ولي الله عبد الرحمن الندوي
القاهرة: محمود خليل: نوقشت بجامعة الأزهر– كلية أصول
الدين، رسالة الدكتوراه التي تقدم بها الباحث الهندي محمد ولي الله
عبد الرحمن الندوي. بعنوان: «علماء الحديث في بلاد الهند في القرنين الثالث عشر والرابع عشر الهجريين»
وحصل بموجبها على الدكتوراه بمرتبة الشرف الأولى، وترجع أهمية هذا البحث إلى أهمية علم الرجال في دراسة الحديث النبوي الشريف وبيان مراتبهم ودرجاتهم، ويزداد ذلك أهمية إذا كانت التراجم لأئمة فحول في شبه القارة الهندية ولكنهم غير معروفين لنا على الرقعة الإسلامية الواسعة، وقد أفرد الباحث فصلا خاصًا في الرسالة بين فيه الأخطار الهائلة التي منيت بها الهند من حرق ونهب وهدم وتشريد وإبادة لكل الآثار الإسلامية من مدارس وجامعات ومكتبات، تلك الكوارث التي أحدثها الاستعمار البريطاني للهند ۱٢۷۳ هـ ومخططاته الماكرة للقضاء على الإسلام في شبه القارة الهندية.
هذا وقد بذل الباحث ولى الله الندوي جهودًا كبيرة في تحقيق التراث المكتوب باللغتين الهندية والأردية المتعلقة بموضوع هذا البحث الهام تحت إشراف فضيلة الدكتور رجب إبراهيم صقر أستاذ الحديث بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر .
المقدسات الإسلامية في أرض فلسطين من خلال المجموعة القصصية «لمن نحمل الرصاص؟» «لجهاد الرجبي1 »
بقلم : حيدر قفة
أبرزت الآنسة جهاد الرجبي في مجموعتها القصصية «لمن نحمل الرصاص؟» الصادرة عن مجلة فلسطين المسلمة قيمة الأثرين العظيمين: المسجد الأقصى، والحرم الإبراهيمي في الخليل. ومكانتهما عند المسلمين عامة، والفلسطينيين خاصة، إحساسًا، واهتمامًا، ومعايشة، ودفاعًا حتى الموت؟
أما المسجد الأقصى فهو حزين قد دنسته أقدام اليهود الذين لا يراعون حرمته، ولا يحفظون له قدسيته، ولا يعرفون مكانته، ولا يأمن فيه المصلى على نفسه من فجورهم، فهم يضربون النساء ويشتمونهن.
وكأني بالكاتبة الأديبة تستبطئ غضب الناس وثورتهم - في مرحلة من الاحتلال- لسكوتهم على مثل هذه التصرفات الشاذة من اليهود، فهي تستذكر– بحسرة– أيام الغضب «المسجد الأقصى!! ذكريات حزينة عن الغضب.. أمه تقول إن اليهود يدخلون المسجد بنعالهم، يصرخون على المصلين، ويسيئون إلى النساء2 »
ورغم الاحتلال، والذل والانكسار اللذين ينتجان عنه إلا أن كبرياء الأقصى يبقى واضحًا في شموخه «كانكسار الخوف في العين الصارخة، كوهج المطر المسافر صوب التراب العطش، كالظلال البراقة والصمت المغامر في عمق القصيدة، تشكلت القدس من بعيد.. قبة مذهبة بالكبرياء، شهقت رماح بانبهار، وهي تفتح النافذة بارتباك شديد، محاولة إخراج رأسها منها: القدس يا أمي.. القدس : هناك قبة الصخرة، وانفجرت الكلمات دموعًا3»
وكما يغسل المطر الأرض ويعيد إليها نظافتها، تغسل الصلاة في المسجد الأقصى القلب من أدرانه، والنفس من وساوسها، والعقل . من كدوراته فتعيد للمصلي توازنه، وتمحو عنه ذميمة اليأس وتشيع فيه الطمأنينة لمستقبل مشرف «عاد بذاكرته إلى القدس، تحسس بقدميه الأرض المبللة بالمطر، وقف طويلًا بباب الحرم الشريف أبوه يتكئ على عصا قصيرة التقطها من الكروم، وعمه وجه ربيعي يبتسم لباقي الفصول، الناس يدخلون الحرم مبتسمين، الأيدي تتصافح بود يثير استغراب الجنود الواقفين بخوفهم ومللهم، يعدون كلمات المؤذن4»
وحب الأقصى والإحساس به، والحنين إليه. أمور لا ينفك عنها الفلسطيني، لا في غربته البعيدة في أرض الله الواسعة، ولا حتى في قربه وهو يشاهده كل يوم - حيث القرب يذهب انبهار اللحظة– ولا في لحظات فرحه، ولا في ساعات الشدة، وليالي العسر والضيعة، إذ السجون المظلمة، والعذاب المبرمج والإذلال المتعمد بغير حاجة، إنه الأقصى «ما زالت يده تنزف، مازال قلبه ينبض، الحرم الشريف بدا ماردًا من عتمة الزنزانة، ابتسامة عمه تحفر الجدران لتصل إليه 5).
وهذه المكانة للأقصى عند الفلسطينيين لا تعادلها مكانة أخرى في بلدهم، فهم إذا جاء يوم الجمعة اتجهوا نحوه زرافات ووحدانا، للصلاة فيه، وإذا سمعوا أن اليهود ينوون به شرًا– أيا كان – هبوا لافتدائه بدمائهم وأرواحهم «النظرات بدت متوترة، الصمت صار محرمًا، الكلمات ارتدتًا ثوبًا دمويًا، وسارت في الطرقات.. عيون تبكي بألم، وأرجل تدق الأرض غاضبة ..لا ..لا ..أي شيء إلا الأقصى، اقتلوا أطفالنا، قطعوا رؤوسهم على مفاصلكم، فالموت لا يخيفنا، لا يبكينا، ورصاصكم لا يعنى لنا سوى المقاومة، اقتلعوا جذور الزيتون من أكفنا.. افعلوا أي شيء، اسجنوا الربيع، حاربوا حبات المطر، ولكن لا تقربوا الأقصى... الأصوات انتشرت في الشوارع، إنهم يهاجمون الأقصى... يقيمون الهيكل.... الدماء الفلسطينية طهرت الأرض المباركة من نجس أقدامهم6 «أرادت أن تدفن ملامح الدم في باحة المسجد حتى لا تفقدها كل الصور، فلا تعود ترى سوى القبور.. يوم الجمعة يحمل طعمًا مميزا في الشوارع الحزينة7 »
وتعاطف الأقصى مع الناس، أو تعاطفهم معه– سيان– يبقى فيه الأقصى محتضنا الآم الفلسطينيين، وحتى لو لم يبق إلا الكلمات في مواجهة رصاص العدو المتغطرس، يظل الفلسطيني متشبثًا بأرضه، ومسجده الأقصى لآخر نبضة في جسد من يموت من أبنائها «قال لنفسه وهو يتخيل ساحة الأقصى، تحتضن الحمائم المسلحة بالحجارة: «إنها الكلمات– الكلمات التي نظن أنفسنا أبطالًا حين نقولها، وننسى أنها لا تغير شيئًا فعلته يد قوية،» نظر إلى الأرض الصلبة بحدة، وراح ينهشها بأظافره، ورغم الألم لم يتفوه بكلمة، وقرر أن يموت صامتًا، ما دام لسانه الجزء الوحيد الذي بقى حيًا.. في جسده الميت 8).
والحرم الإبراهيمي في الخليل، أثر ثانٍ من مقدسات المسلمين، حيث التاريخ العبق برائحة الأجداد، على امتداد الحنين الموغل في شرايين القلب، وله من الأثر النفسي في غسل الأدران وذهاب الأحزان، مالصدر الجدة الحنون من دفء وأمان «صوت الأذان من الحرم الإبراهيمي أعطى لحزنها طعم المطر، كانت تنتظره طوال الليل، تلك الكلمات وحدها التي تدفع بروح ولدها إلى حيث يمكنها أن تبتسم9 » أرادت أن تصلى في البيت لكنها توجهت إلى الحرم الإبراهيمي
باحثة عن السكينة هناك10 » هذه إشارات قليلة اجتزأناها من مجموعة الرجبي لتكون نماذج لما حوت عليه المجموعة من تصوير للأماكن المقدسة– أو بعضها على الأقل - تلك الأماكن التي هي الأساس في فلسطين وأرض فلسطين، وهي أسباب الصراع عبر التاريخ كله، فهل من السهل أن يتنازل الفلسطيني المسلم عن مقدساته تلك تحت أي ظروف من القهر أو الغلبة، أو حتى دهاء المفاوضات، وسكر السلام!! .
)1 1) الحائزة على الجائزة الأولى في الرواية في رابطة الأدب الإسلامي عن روايتها «لن أضيع سدى».
(2) ص ٣٠
(3)3 ص 63
(4 4 ) ص (٩٥)
(5 5) ص 101
)6 6) ص (۱۱۲)
(7) ص ۱۱۳
(8) ص ١٢٦
(9)ص ۱۰۷ – ۱۰۸
(10) ص ١١٠
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل
لقاءات المجتمع مع السيد أحمد البزيغ الياسين.. حول مؤتمر غرف التجارة والصناعة في البلاد الإسلامية
نشر في العدد 373
14
الثلاثاء 01-نوفمبر-1977
يوميات سوري مجرد من الجنسية.. ضع نفسك مكانه ليوم واحد ماذا تراك فاعلًا؟
نشر في العدد 1804
16
السبت 31-مايو-2008