العنوان كان لا بد أن يبكي
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 05-سبتمبر-1972
مشاهدات 13
نشر في العدد 116
نشر في الصفحة 29
الثلاثاء 05-سبتمبر-1972
فالطفل الذي يملأ البيت صراخًا ينتهي أمره إلى الضرب والتأديب والبكاء
وهكذا كان أمره.
لقد ملأ الدنيا صراخًا وعويلًا فأدبه التاريخ، وربما يكون الوحيد الذي بكى على رؤوس الأشهاد ومسمع من الدنيا ملكًا مضاعًا لم يحفظه حفظ الرجال.
لقد بكى أبو عبد الله آخر ملوك غرناطة وهو يمتطي ظهر سفينته، حين فقد مدينة صامدة بقيت تصارع الموت مدة قرنين.
أما هذا فقد كان يركب ظهر المحيط والخليج، وحين فقد لم يفقد مدينة، وإنما فقد شرف أمة وحضارة أمة، ولم تك هذه الأمة تصارع الموت، لقد كانت تملك كل أسباب الحياة.
• • •
والسؤال المحير لكل أصحاب العقول كيف لم تبك هذه الأمة ضياعها وضياع شرفها أي بلادة إحساس، وأي موت معنوي، هذا الذي أصيبت به هذه الأمة.
لقد كان هذا أكبر إنجازاته، وعلى أشلاء أمة متبلدة الإحساس، ميتة الروح، بقي حيًا وعندما مات بكوه بكوه بشدة، لأنه كان الوحيد الذي يحتكر الحياة فيهم
لكن: كيف ماتت روح هذه الأمة التي قدمت للحضارة ما قدمت وصنعت للإنسان ما صنعت هذا هو الكتاب المطلوب تأليفه هذا الأسبوع.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل