العنوان كلمات للحوار مع الدعاة الشباب «٥»
الكاتب عبد الحليم محمد أحمد
تاريخ النشر الثلاثاء 15-يناير-1974
مشاهدات 12
نشر في العدد 183
نشر في الصفحة 9
الثلاثاء 15-يناير-1974
في الجامعة.. أخيرًا
إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لما بعث معاذًا إلى اليمن قال: «إنك تقدم على قوم أهل كتاب، فليكن أول ما تدعوهم إليه عبادة الله، فإذا عرفوا الله فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم خمس صلوات في يومهم وليلتهم، فإذا فعلوا فأخبرهم أن الله فرض عليهم زكاة من أموالهم، وترد على فقرائهم، فإذا أطاعوا بها فخذ منهم وتوق كرائم أموالهم» «۱».
● هكذا واجه دين الله دائمًا جاهليات الإنسان.. عقيدة صحيحة مقابل عقيدة مريضة، فإذا استقامت عقيدة الإنسان، استقام سلوكه تبعًا لهذه العقيدة. أما أن يؤمن بعقيدة أو يستمسك بأفكار، ونطالبه أن يسلك سلوك عقيدة أخرى أو أفكار أخرى، فهذا هو الاعتساف بعينه.. وما كان الاعتساف ليحقق خيرًا قط. وإذا شئنا التشبيه، فالأمر أشبه بمن يضع العربة أمام الحصان ويريدها أن تنطلق في سبيلها، إن الحصان هو بمثابة العقيدة.. هو الإيمان بالله واليوم الآخر، وهو تقوى الله في السر والعلن، فإذا وضع الحصان في مكانه أمام العربة، قادها إلى غايتها، وحقق بها كثيرًا من المكرمات.
● فما واجبنا مع قومنا من فتيان وفتيات، وهم قد ورثوا الدين وراثة، دون فهم ودون وعي ودون تقوى؟
واجبنا أن ندعوهم إلى الله.. وأن نجادلهم بالتي هي أحسن، حتى يدركوا حقيقة الدين في صفائه وسموه وشموله، وحتى يدركوا سعة تلك المذاهب والفلسفات الرائجة.
● ندعو الشباب إلى الله رغم اختلاطهم العابث، وندعو الشابات إلى الله رغم ثيابهن المبتذلة، ندعو الشبان والشابات جميعًا إلى الإسلام عقيدةً وعبادةً وخلقًا، فإذا خالطت بشاشة الإيمان قلوبهم، استقاموا على أمر الله، وصلوا وصاموا خاشعين لله، وكفوا عن الاختلاط المشين والزي الفاضح.
● عندها يزداد -يومًا بعد يوم- ركب المؤمنين الجادين في مشاركتهم، والمحتشمات في زيهن، وتصون المشاركة والاحتشام عفة نفس، وطهارة قلب وتقوى الله عز وجل.
«۱» حديث صحيح رواه الشيخان
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل