العنوان كلمات للحوار مع الدعاة الشباب (185)
الكاتب عبد الحليم محمد أحمد
تاريخ النشر الثلاثاء 29-يناير-1974
مشاهدات 16
نشر في العدد 185
نشر في الصفحة 9
الثلاثاء 29-يناير-1974
التكامل والتوازن في تربيتنا (٢)
• ذكرنا في الحلقة السابقة حاجتنا إلى تثبيت صفات الريادة الصادقة وتنمية روح الجهاد، جنبًا إلى جنب مع تدعيم العبادة الخالصة لله –تعالى- وكل من الريادة والجهاد يسوقنا إلى جانب هام من جوانب التربية، هي الروح الجماعية التي بدونها لا تتم ريادة ولا يتم جهاد.
• فالروح الجماعية تقدر العمل المشترك؛ بل تراه -خاصة في هذا العصر الجماعي- فرضا لا يتم نشاط اجتماعي مثمر إلا به. وكذلك تتقبل الروح الجماعية المنزلة التي يقتضيها توزيع العمل، وتتحمل المسئولية التي يفرضها.
هذا مع الاعتزاز بالجماعة، وبذل النصح لها وبذل النصرة لها سواء كانت تلك الجماعة صغيرة أو كبيرة تعمل لهدف قريب أو لهدف بعيد والنصرة هنا بالمعنى الإسلامي الكامل الوارد في حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا. قيل: يا رسول الله؛ كيف أنصره إن كان ظالمًا؟ قال: ترده عن الظلم فإن ذلك نصره(١)».
• على أن تدعيم هذه الروح الجماعية ينبغي أن يتوازن مع جانب آخر خطير وهو الحفاظ على ذاتية الفرد وتنمية شخصيته وإطلاق مواهبه لاستخدامها بطموح إسلامي في مرضاة الله -عز وجل- ومما يعين على تحقيق ذلك: تنمية فضيلة المبادرة والتجربة الذاتية لدى الفرد فضلًا عن تثبيت روح الاعتماد على النفس وتشجيع التجديد والابتكار.
• والشورى -كخلق ونظام- كفيلة بتوفير التوازن الكامل بين الروح الجماعية وبين الحفاظ على شخصية الفرد؛ فهي تولد الحرص على معرفة رأي الآخرين كمـا تولد احترام الآخرين وإن كانوا مخالفين في الرأي، وهي أخيرًا تنزل الفرد عند رأي المجموع عن رضا وطواعية.
• والشورى في نفس الوقت هي الحصن الأمين ضد طغيان الروح العسكرية التي قد تظهر عند بعض الرؤساء والتي تسوق الجميع بعصا واحدة كالقطيع.. وهي حصن أيضًا ضد طغيان الصوفية وهيمنة الشيخ على المريد، التي قد تظهر عند آخرين. وهي تعطي الفرصة أخيرًا لإنهاء فترة الحضانة التي يفرضها فريق ثالث من الرؤساء.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل