العنوان كلية الآداب.. و«الطريق» إلى الهاوية
الكاتب عوض الفضلي
تاريخ النشر الثلاثاء 11-يناير-1994
مشاهدات 14
نشر في العدد 1083
نشر في الصفحة 14
الثلاثاء 11-يناير-1994
لعل إلقاء نظرة ولو سريعة على بعض ما يقوله الكاتب في روايته.. بل إن اطلاعك على غلافها الخلفي فقط سوف تجد فيه دعوة صريحة وواضحة إلى الزنا، بل هي شرح عملي ومفصل لهذه الجريمة النكراء وكيف السبيل إلى ولوجها؟! فأبطال الرواية من الساقطين والساقطات «كرمكم الله». فماذا نترجي بعد ذلك أن يكون مضمون الرواية؟!
ليس الغريب أن تكون هذه النوعية من الكتابات موجودة في عالمنا، فعالمنا فيه الخير والشر، كذلك ليس غريبًا أن يكون كاتبها ينتمي للمسلمين، فكما تعلمون هم كثيرون الذين ينتمون للإسلام اسمًا لا عملًا!! فمن باب أولى ألا نستغرب أن يكون كاتب هذه العبارات هو الكاتب المشهور نجيب محفوظ، فكتاباته تشهد له بالسبق في هذا المضمار، مضمار الكتابات الساقطة والمنحرفة أخلاقيًّا!!
ولكن الغريب أن يدرس أبناؤنا الطلبة والطالبات هذه الكتابات في الحرم الجامعي في الكويت، هذا الحرم الذي لم يعد حرمًا الآن!! فلقد اخترق هذا الحرم وأسيء له ولحرمته بهذه المقررات التي فرضت على طلابنا، والأغرب من ذلك أن يكون هذا المقرر من مقررات كلية الآداب، الكلية التي يفترض فيها أن ترسخ الآداب؛ لا أن تهدمها بمعول العلم والثقافة!!
والأشد غرابة أن يكون ذلك في قسم اللغة العربية الذي من المفترض فيه أن يغرس القيم ويحرس الفضيلة ويصون العفاف؛ لارتباطه بلغة القرآن الكريم وفضائل العرب وتراثهم الأصيل، لا أن يكون مزرعة للإيدز الفكري، يفقد من يصاب بالانتماء إليه مناعته وحصانته!!
ولو نظرنا إلى اسم الكتاب «الطريق» لتسالمنا أي طريق يدعو إليه الكاتب؟ ومن يقرأ الكتاب يجد الأمر جليًا، وأن الكاتب يدعو إلى طريق الغواية وطريق الشيطان وطريق الشر، فهو فعلًا الطريق إلى الهاوية!!
وكلمتنا نوجهها إلى مديرة الجامعة الدكتورة الفاضلة فايزة الخرافي.... لقد عرف عنك كل خير وعن إخلاصك وحرصك على المستوى العلمي والأخلاقي في جامعة الكويت، لقد عرفناك عميدة لكلية العلوم سابقًا، والكل يشهد بنزاهتك العلمية والأخلاقية؛ سواء الأساتذة أو الطلبة أو الموظفين، وها أنت أمام مسئولية عظيمة ومهمة جسيمة، تتطلب منك مضاعفة الجهد والبذل
الدكتورة الفاضلة
ما سقته في بداية حديثي هو حقيقة موجودة في جامعة الكويت في كلية الآداب؛ حيث قام أحد الأساتذة في قسم اللغة العربية في أحد المقررات بإلزام الطالبات والطلبة معه بقراءة روايات يختارها هو لهم من مؤلفات نجيب محفوظ، متدنية أخلاقيًّا، فغلاف الكتاب الخارجي يدل على مضمونه وغلافه الخلفي فيه المختصر الذي يدل على المعنى والهدف من القصة الذي يروج له الكاتب، ويلزم الطلبة والطالبات في هذا المقرر بتجهيز حبكة الرواية وعرضها أثناء المحاضرة أمام الطلبة والطالبات!! فإن كان هذا الأمر صعبًا على الطلاب أن يقوموا بعرض مثل هذه المشاهد الساقطة والمنحلة؛ صعوبة هذا الأمر على الطالبات، بحيث يقمن بعرض مشاهد تخدش حياء المرأة وكرامتها!!، ويهدد الدكتور بأنه من لا يشارك يخصم من درجاته!!
فما أرجوه منك أن تطلعي على هذه الروايات؛ حتى تتحققي من ذلك، كما أتمنى أن تحاولي قراءة الغلاف الخلفي لرواية الطريق لنجيب محفوظ وتكملته للنهاية، ونرجو أن يأتي اليوم الذي يحترم فيه الحرم الجامعي، وتكون له حرمة حقيقية تضع للأستاذ فيها حدًّا لا يتجاوزه في أن يختار من المقررات ما يبني الأخلاق ويرسخ الآداب.
والله الموفق!!
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل