العنوان كينيا – إثيوبيا: رسائل متبادلة حول الحدود الساخنة
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر السبت 10-مارس-2001
مشاهدات 11
نشر في العدد 1441
نشر في الصفحة 27
السبت 10-مارس-2001
الزيارة التي قام بها رئيس أركان الجيش الإثيوبي اللفتنانت جنرال تساديكات جبري تينساي إلى كينيا في الحادي عشر من فبراير المنصرم حملت أكثر من معنى حول سير العلاقات بين الجارتين الإفريقيتين، خاصة في ظل التوتر الحدودي والفتور الدبلوماسي بينهما.
ويشير بعض المصادر في قصر الرئاسة في نيروبي إلى أن المسؤولين الكينيين كانوا قد رفضوا تضمين مقابلة الوفد الإثيوبي مع الرئيس موي ضمن جدول أعمال زيارتهم لكينيا، إلا أن قادة الجيش الكيني أصروا على أن يشمل جدول الأعمال مقابلة مع الرئيس موي من أجل إيجاد الطرق الكفيلة بنزع فتيل الأزمة الدائرة في المناطق الحدودية المشتركة للبلدين، وخاصة الواقعة في منطقة مويالي التي ظلت منذ سنوات عدة تشهد هجمات مسلحة تشنها مليشيات إثيوبية محسوبة على حكومة رئيس الوزراء ميليس زيناوي ضد جبهة تحرير الأرومو «OLF» التي لها قواعد ومعسكرات داخل الأراضي الكينية.
وأشارت المصادر أيضاً إلى أن اجتماع الرئيس موي مع رئيس هيئة أركان الجيش الإثيوبي يوم 14 فبراير الماضي دام لأكثر من 6 ساعات جرى خلاله بحث مطول لأسباب وجذور الخلاف الدائر بين البلدين، حيث تتهم إثيوبيا الحكومة الكينية بإيواء عناصر جبهة تحرير الأورومو المطالبة بالاستقلال عن إثيوبيا بينما تتهم الحكومة الكينية إثيوبيا بمحاولة النيل من الأمن والاستقرار في كينيا عن طريق تنظيم هجمات مسلحة تستهدف المنشآت الاستراتيجية الكينية بالقرب من الحدود بين البلدين وإثارة الرعب في نفوس المواطنين من أجل إجبارهم على هجر ديارهم والاستيلاء على أراضيهم بحجة تبعية تلك الأراضي لإثيوبيا.
وصرحت مصادر مقربة من جهاز الاستخبارات الكينية بأن الرئيس موي طلب من رئيس هيئة أركان الجيش الكيني الجنرال جون کويش وقائد سلاح الطيران الميجور جنرال نيك نیھان ووزير الدولة برئاسة الجمهورية المسؤول عن الأمن مارسون مادوكا والمدير العام لجهاز الاستخبارات الكيني نيلسون بونيت حضور ذلك الاجتماع من أجل توضيح الموقف الكيني وكذلك من أجل إرسال إشارة قوية للحكومة الإثيوبية بأن كينيا مستعدة للرد عسكرياً على أي عدوان إثيوبي محتمل.
وأضافت المصادر أن السفير البريطاني لدى كينيا وليام فراي جيمس وأحد المسؤولين العسكريين في السفارة الأمريكية في نيروبي قد حضرا الاجتماع، مما يعكس خطورة الأزمة بين البلدين.
وعقب ذلك الاجتماع عقد رئيس أركان الجيش الإثيوبي اجتماعاً مغلقاً مع وزير الدولة برئاسة الجمهورية الرائد «متقاعد» مارسون مادوكا من أجل وضع آليات مشتركة بين البلدين لحل التوتر في المناطق الحدودية وضمان عدم قيام المليشيات الإثيوبية بشن هجمات مسلحة على الأراضي الكينية، وأكدت مصادر صحفية أن الجنرال الإثيوبي ألقى باللوم على وسائل الإعلام الكينية لتضخيمها للأحداث التي جرت على الجانب الكيني للحدود المشتركة، حيث وصفها بأنها كانت حادثة صغيرة لا تستوجب الضجة الإعلامية.
ويؤكد المراقبون للأوضاع في منطقة شرق إثيوبيا أن انخفاض حدة لهجة الاحتجاج الإثيوبية ضد كينيا ومحاولتها التقليل من التوتر بين البلدين كان بسبب تعيين البريجدير جنرال رتشارد موانيكي نائباً لقائد قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام بين إثيوبيا وإريتريا «وهو كيني الجنسية» وقبول كينيا إرسال 600 جندي للمشاركة في عمليات حفظ السلام على طول الحدود المشتركة بين إثيوبيا وإريتريا، وذلك لرغبة إثيوبيا في استمالة كينيا للوقوف بجانبها وتفضيلها لها أثناء عملية رسم الحدود بين البلدين هذا الشهر التي يقوم بها فريق مشترك برئاسة موانيكي.
من جانبها أرادت إثيوبيا من زيارة رئيس أركان جيشها توصيل رسالة للحكومة الكينية التي رفضت في الشهر الماضي استقبال وزير الأمن الإثيوبي أو حتى تنظيم جدول زيارته أثناء وجوده في نيروبي حيث عاد إلى بلاده بخفي حنين ولم يقابل أي مسؤول كيني على الإطلاق.
وفحوى تلك الرسالة أن إثيوبيا ليست في موقف ضعف وأنها لم تفقد قدرتها العسكرية على الرغم من حربها مع أريتريا.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل
يتعرضون لانتهاكات خطيرة بذريعة «الإرهاب والتطرف» المهاجرون الصوماليون في كينيا.. عنف متواصل واشتباه دائم!
نشر في العدد 1912
11
السبت 24-يوليو-2010