; رسائل (العدد 594) | مجلة المجتمع

العنوان رسائل (العدد 594)

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 09-نوفمبر-1982

مشاهدات 14

نشر في العدد 594

نشر في الصفحة 46

الثلاثاء 09-نوفمبر-1982

لأننا جبناء؟

. أود أن أعلق على حديثكم في العدد الأخير رقم ٥٨٩ من مجلتكم «المجتمع» حول موضوع «المجزرة إبادة شعب مسلم»

. نعم إنها حرب بين المسلمين والصليبيين ولم تكن حربًا بين المقاومة والكتائب أو المقاومة وإسرائيل. إنها حرب خطرة وقحة تستهدف في النهاية إبادة شعب مسلم من الوجود أو استضعافه.

فقط دعوني أوجه نداء للجهاد لكل المسلمين في شتى بقاع الأرض.

إن المسلمين اليوم ماتت ضمائرهم حتى رائحة الجثث وبشاعة التنكيل لم توقظ صوتًا واحدًا بل ماتت كل الأصوات!

أصبحنا نحتفل ونلهو ونمارس حياة طبيعية ونسينا إخوة لنا يقتلون.

الصليبية تستيقظ والإسلام يموت. نعم لأننا جبناء ماتت فينا روح التضحية والفداء.

حكيم منشاوي – الخرطوم

لا للعالم الثالث

أبناء الإسلام:

إننا وإن كانت منا شعوب فقيرة تتضور جوعًا– بل تموت– لن نستسلم لما يحاك حولنا من الدسائس التي تحاول أن تذلنا وتخضعنا لمشيئة الحكومات الخفية التي تفننت في اختراع الأسماء وتزويق الألقاب، وجعلت بين المسلمين فوارق وموانع يصعب علاجها في سنوات عديدة.

ونحن لو نظرنا إلى مقياس القوة والسيطرة التي يتميز بها المعسكران:

الشرقي، والغربي وما تثير الأساطيل العسكرية من رعب وخوف لدى ضعاف الإيمان بالله، ومهما بلغت قوة قنابلهم نووية ونيتروجينية وغيرها من أسلحة الفتك والدمار، فإن هذه النظرية تسقط أمام صمود المجاهدين الأفغان الذين لا يملكون بترولًا ولا ذهبًا، ولا طائرات ومدرعات ولكنهم جاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله، ولم يرفعوا مذكرة لمجلس الأمن، ولم يمرغوا جباههم حول الموائد المستديرة، وفيما أعتقد أن أرشيف المحكمة البشرية قد صنفت المجاهدين الأفغان في ملف ما يسمى بـ «العالم

الثالث».

إننا أشبه بصاحب كافور الاخشيدي عندما كانا عبدين لأحد التجار وقد تمنى هذا الصاحب أن يعمل مع طباخًا ليملأ بطنه، وتمنى كافور أن يحكم مصر وفعلًا تولى كافور حكم مصر وفي جولة من جولاته رأى صاحبه وهو في حالة مزرية مشينة فقال لمن معه: «لقد قعدت بهذا همته فكان كما ترون وطارت بي همتي فكنت كما ترون»

لقد قعدت بنا الهمم فأصبح العلوج يطلقون علينا ما يسمى بـ «العالم الثالث». وهذا لعمري اسم نحمله يزري بنا ويبعث على التقزز والاحتقار لما فيه من الذل والصغار لنا لأننا لو نظرنا إلى دول ما يسمى بـ «العالم الثالث» لوجدنا غالبيتهم من المسلمين الذين تولى أمرهم عشاق المناصب والعروش الذين باعوا أوطانهم باسم الحرية والسلام.

محمد أحمد معبر القحطاني

وحوش المدنية

. يتأفف الإنسان عندما يقرأ «قصة» تحكي وحشية وهمجية حيوانات الغاب فهو عندما يعلم بفتك تلك العجماوات بواحد من بني الإنسان تصيبه الشفقة على ذلك الإنسان وربما شعر بالحقد على ذلك الحيوان وينسى أثناء تلك العاطفة ما يحوكه الإنسان العاقل المفكر لأخيه وما يدبره من الدسائس للكيد به رغم ما ينادي به في جميع وسائل الإعلام بالسلام والاستقرار، أقول رغم ذلك ترى بعض الدول الكبرى تجتاح جاراتها من الدول الصغرى، وتبتلعها بلا شفقة لأم والهة باكية ينفطر الحجر لحزنها، وطفل ظل يبكي على أمه التي أردتها رصاصة بقربه ورجل عاجز فقد أهله وذويه وأرملة قتل وحيدها.

هذه الأعمال الشنيعة تصدر عن أعقل المخلوقات، وأرجحها فكرًا وذلك الإنسان العاقل يحمل– مخادعة ونفاقًا – غصن الزيتون بيد وبالأخرى أفتك الأسلحة وأخطرها، ونحن نغفر لوحوش الغاب عدوانها فهي لا تملك ذلك العقل البشري الجبار. أما «وحوش المدنية» التي لا ترعى جوارًا ولا نمة، ولا تخضع للمبادئ الإنسانية فحسابها عند الله والله شديد العقاب..

محمد أحمد

أهو جيش أم عصابات؟

وكشرت الصليبية الحاقدة عن أنيابها الحادة، وبدأت وعلى المكشوف وعلى مرأى من العالم وسمعه بهدم منازل ومساجد المسلمين في لبنان البلد المسلم.

وداست عساكر الكتائب جثث المسلمين ودنست أعراضهم بدعوى انتشار الجيش اللبناني. وباركت الزعامات العربية بالـ الجميل قادة للبنان، كي يكتسبوا الصفة الشرعية باسم الجيش اللبناني لمحو المسلمين عن الساحة اللبنانية، بأي صورة كانت وبأي شكل كان.

فبالأمس، باسم الفلسطينيين خاضت المليشيات في دماء المسلمين إلى الركب في صبرا وشاتيلا واليوم الجيش اللبناني أو جيش الجميل يكشف القناع عن وجهه ويهاجم بيوت المسلمين ومساجدهم في منطقة المطار وحي الأوزاعي بدعوى أنها بنيت دون ترخيص!

حقًّا للصليبيين أن يعترضوا لأنهم يملكون ترخيصًا بذبح المسلمين من كل متآمر صامت من الزعامات العربية!

أبو محمد

ما أحوج المسلمين!

ما أحوج المسلمين اليوم إلى من يرد عليهم إيمانهم بأنفسهم وثقتهم بماضيهم ورجاءهم في مستقبلهم... وما أحوجهم لمن يرد عليهم إيمانهم بهذا الدين الذي يحملون اسمه ويجهلون كنهه، ويأخذونه بالوراثة أكثر مما يتخذونه بالمعرفة.

المدنية الغربية

. لقد أصبحنا نرى أبناءنا في كل لحظة وفي كل حين يتسابقون في تقليد الغرب ولا يعلمون بأن كل خطوة يخطوها العربي إلى الغرب، إنما تدني إليه أجله وتدنيه من موته في حياته.

• أراد العربي أن يقلد الغربي في رفاهيته ونعمته فلم يفهم منها إلا أن الرفاهية هي الميوعة والتأنث في الحركات وإن النعمة هي ارتياد أماكن الفسق والفجور؟

• أراد أن يقلده في السياحة حتى إذا آن أوانها طار كالأعمى إلى مدن الغرب لا يرى شيئًا إلا مجامع اللهو والقمار، وهناك يبذل من عقله وماله ما يعود من بعده فقير الرأس والجيب.

• أراد أن يقلده في نشاطه وخفته فلا ينشط إلا في الذهاب والإياب، والقيام والقعود، فإذا جد الجد وواجه عملًا يحتاج إلى قليل من الصبر والجهد دب اليأس والملل في جنبات نفسه وأظلمت الدنيا في عيونه.

• أراد أن يقلده في الوطنية والديمقراطية، فلم يأخذ منها إلا النعيق والنعيب والتشدق بالكلمات الرنانة والجمل البراقة دون أن يتبعها بالأعمال

والأفعال.

أراد أن يقلده في تعليم المرأة وتربيتها فعلمها من ذلك التفنن في الأزياء، ورباها على كيفية استهوائها للنفوس واستلاب الالباب والخروج من العفة والطهارة إلى الدنس والقذارة.

هكذا يكون شأن العربي في الفضائل الغربية، يأخذها صورة مشوهة ومعكوسة أما شأنه في رذائلها فإنه يأخذها كما هي. فيكذب كما يكذب ويحتال كما يحتال ويلحد كما يلحد بل ويتفنن فيها حتى يزيدها قبحًا وخشية.

يجب علينا ألا ننخدع بالمدنية الغربية علينا أن نأخذ الحسن منها

ونترك الخبيث منها وما أكثره.

راسم الجعبري

منطق أنا خير منه!

المسلم المخلص يتفتت قلبه حزنًا حينما يرى انقسام المسلمين على أنفسهم فترى قلبه يتلهف شوقًا إلى توحيد هذه القلوب الشاردة لتتوحد الصفوف تحت راية واحدة وتحت قيادة واحدة... وهو في ذلك لا ينام قرير العين.. هادئ البال... مرتاح الضمير... بل نجده يفكر ويعمل فكره. ويراجع خطوات سيره ويتحسس مواقع أقدامه.. وأقدام من ورائه إذا كان إمامًا لجماعة؛ هل هم على الطريق المستقيم؟ أم زلت أقدامهم عن الطريق؟ أم أن الانحراف ما زال يسير يسهل تداركه.....

ويتحسس– كذلك– أقدام الآخرين....

فلعل عندهم من الخير الكثير بل وربما هم على الخير كله وإذا وجدهم على الخير تعاون معهم، وإذا وجدهم على غير ذلك وضع قلبه على قلوبهم بشفقة المؤمن على أخيه المؤمن... ودعاهم برفق ولين إلى الخير... ثم تناقشوا بإخلاص المؤمن.. ثم اتبعوا الحق بلا حرج، انظر وتأمل أخي المسلم الآية الكريمة التي نقرؤها في الصلاة بين يدي الله سبحانه وتعالى يوميًّا ما يقرب من الثلاثين مرة!! ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴾ (الفاتحة:6) فلماذا نكرر طلب الهداية إلى الصراط المستقيم بهذا العدد الوافر يوميًّا في الصلاة؟ أليس هذا إشارة إلى ضرورة مراجعة المؤمن لنفسه؟؟

والمسلم المخلص لا يرى ما هو عليه كل الحق.. ولا ينظر للآخرين من المسلمين على أنهم ليسوا على شيء، لأن هذا هو منطق إبليس الفاسد ﴿أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ﴾ (ص:6) ولا بد من الالتحام والتفاهم وإزالة الحواجز... والتعالي على الخلافات ..... وإنكار الذات

أبو الفاروق

دعاء النجاح

إذا أردت النجاح في فحص أو أي عمل. إذا أردت توفيق الله تعالى في أمر ما بعد أن تعد له كل عدة فادعوه بالدعاء بالتالي:

سمع الرسول– صلى الله عليه وسلم– رجلًا يقول:

 ١- اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد أن تغفر لي ذنوبي إنك أنت الغفور الرحيم فقال- صلى الله عليه وسلم– والذي نفسي بيده لقد سأل الله باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى...»

لكن عليك يا أخي أن تأخذ بأسباب النجاح وهو العمل والاجتهاد مع الدعاء..

محمود زیدان

كفى اعتمادًا على أمريكا أيها العرب

بالأمس أنهت اللجنة السباعية المنشقة عن مؤتمر فاس اجتماعاتها وذلك بعرض مشروع السلام العربي والذي يمثل كامب ديفيد أخرى على الرئيس الأمريكي «ریجان».

أليس ريجان من سلالة بيجن الذي نفذ مذبحة دير ياسين وتل الزعتر وصبرا وشاتيلا؟ فكيف سيكون دوره إيجابيًّا ومؤيدًا؟

إن من بين أعضاء الوفد الذي سيعرض مشروع السلام العربي على ريجان ممثل عن منظمة التحرير الفلسطينية إلا أن إدارة ريجان ومنذ الوهلة الأولى رفضت استقبال الممثل عن المنظمة!!!

أليس في هذا خضوع من العرب لأمريكا وإهانة من أمريكا للعرب كما عهدناها؟ فيا عرب كفى مهزلة واعتمادًا على أمريكا– عودوا إلى الله ثوبوا إلى رشدكم وإن تنصروا الله ينصركم ويؤيدكم ويسدد خطاكم.

إبراهيم الماحي

هياكل وأصنام

. قال تعالى: ﴿لِيَمِيزَ اللهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ﴾ (الأنفال:٣٧)

وقال رسول الله: «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته....»

أمتنا مبتلاه في هذه الأيام بمسؤولين يتولون قيادتها وهم أبعد الناس شعورًا

بالمسؤولية أمام الله سبحانه وتعالى.

وقف عبد الناصر بعد هزيمة ٦٧ ليعلن: أنا المسؤول عن الهزيمة وقالت الدهماء: لا أنت الزعيم الأوحد الذي لا يأتيه الباطل!

في حرب فوكلاند هزمت الأرجنتين فاستقال رئيس الجمهورية وفي حرب ١٩٥٦ استقال إدين أثر هزيمته العسكرية وبعد حرب ۷۳ سقط حزب العمل في الانتخابات الإسرائيلية.

إلا أمتنا المنكوبة تتوالى النكبات وتفنى الشعوب وتذبح وتبقى القيادات لأن المهم بقاء الجوقة متكاملة تجثم بكلكلها على أنفاس هذه الأمة.

عبد الوهاب

. وردتنا من الأخت أم سليمان– جدة قصة مطولة تحت عنوان ﴿وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ﴾ (الصف:11) نقتطف منها الآتي:

. وفجأة.. لمع في ذهنها خاطر.. وانهارت أمامها أحلامها السابقة الوردية...

وتضاءلت في نفسها ملذات الدنيا وشهواتها أمام هذا الخطب الجلل.. وأخذ الشيطان يوسوس لها.. وكيف تنسى شقاء العمر كله وتعبه؟؟ أبلحظة واحدة تهدمي ما بنيتيه؟ ألا يحق لنفسك المتعبة أن تجد قسطًا من الراحة؟ ألا يحق لأطفالك الأبرياء أن ينعموا بطفولتهم؟ إياك والتفريط بالمال.. فزوجك وأمثاله متهورون لا يعرفون للقرش الذي جنيتيه قيمة.. وأخذت أنفاسها تعلو وتهبط وأخذ جسدها يرتعش وأخذت تتمتم.. رباه.. أنقذني.. رباه.. أخذله عني.. اللهم آت نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا وعملنا.. اللهم اجعلها في أيدينا ولا تجعلها في قلوبنا...

وأسرعت الخطأ نحو صندوق صغير وهي تتلو من الذكر الحكيم: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (11)﴾ (الصف:١٠-١١)

وفتحته.. وأخرجت منه النقود كلها ... وخلعت من يديها «سواري عرسها الذهبيين.. ومشت لتلقي بهم جميعًا في حضن زوجها بلهفة.. وبجهد يغالب الشيطان وحب الدنيا.. وقالت: خذ هذا يا أبا معاذ.. الآن فهمت معنى كلمة المحيط التي تكلمت عنها.. فلن أكون خارج هذا المحيط يومًا من الأيام إن شاء الله.. فما معنى وجودنا في هذه الحياة إن لم نكن مسلمين حقًّا!!.. وأخذت تجهش بالبكاء عندما تذكرت واقع المسلمين ومآسيهم... وتمنت من كل قلبها لو ترى ذلك اليوم...

يوم النصر.. بقيادة رجل صالح.. شجاع... من أمثال صلاح الدين.. وربت على كتفها بحنان.. وترقرقت في عينيه دمعة انحدرت لتنمزج مع دموعها قائلًا: بارك الله فيك... من زوجة مطيعة.. تقية.. عاقلة.. بمثلك وأمثالك سوف تعيد مجد الإسلام، وترفع رايته عاليًا.. بإذنه تعالى:

وأخذ بيدها.. ليسيرا في درب الجهاد الطويل..

الرابط المختصر :