العنوان لا تقنطوا.. ففي الجيل الطالع... ملامح فجر جديد
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 29-أغسطس-1972
مشاهدات 33
نشر في العدد 115
نشر في الصفحة 8
الثلاثاء 29-أغسطس-1972
مع... الطالب الصغير سنًّا
الكبير.. عقلاً
محمد موسى محمد علي
لا تقنطوا.. ففي الجيل الطالع... ملامح فجر جديد
أشبال الإسلام الصغار.. الذين فتحوا أعينهم على الإيمان والطهارة.. والذين أحبوا الإسلام وأحبوا القرآن وتعلقت أحلامهم الفتية بمستقبل الحياة الإسلامية الزاهرة... هم الأمل الوضيء الذي يبعث الارتياح في قلوبنا... و يطمئننا على مستقبل الإسلام وبقاء الخير والرحمة على امتداد الحياة.. إنهم جيل الأمل العزيز ..
ومن بين هذه الصفوف التــي تتجمع تقتحم واقع الحياة التقينا بـــ «محمد موسى محمد علي» التلميذ بمدرسة عمر بن الخطاب الابتدائية والذي استرعى الانتباه في احتفال جمعية الإصلاح الاجتماعي بجيل القرآن ... لقد سبحت أرواح الحضور مع صوته الخاشع الجميل وهو يرتل بإيمان وإجلال ما حفظه من القرآن، وهو أيضا الأول في مسابقة وزارة التربية التي نظّمتها الأندية الصيفية، لقد كان محمد الأول دائما.. حتى في دروسه هو الأول دائمًا على أقرانه..!
-كم تحفظ من القرآن يا محمد؟
حتى الآن حفظت ثلاثة أجزاء... عم، تبارك، قد سمع، بالإضافة إلى سورة الأنفال ..
-ألا تجد صعوبة في حفظ القرآن؟
كلا... وذلك لأنني أتصور المعاني من خلال الآيات التي أتلوها وأعيش تلك المعاني..
وأيقنت أن مثل هذا النبت الطيب لا بد أن يكون قد وُجد في مناخ نقي وصالح أتاح له أن ينشأ في حب القرآن والحياة من معانيه.
ما الذي وجهك إلى القرآن... أعني ما الذي جعلك تتجه إليه وتحبه وتسعى إلى حفظه؟؟
أعتقد أن للوالد فضلا كبيرا في ذلك، وأذكر أنه أخذني ذات مرة إلى صلاة العيد ومن يومها وأنا أحب الصلاة وأحاول تعلم القرآن... وأحس أن هذه الرغبة تكبر معي ...
يعلم إخوته.. الصلاة…
هل لك إخوة في المنزل؟
نعم لي إخوة أصغر مني سنًّا.. أحاول جهدي أن أساعدهم لينشئوا على حب القرآن.. أكبرهم أخت تستعد لدخول الابتدائية، وقد شرعت في أداء صلواتها من الآن والحمد لله..
التعليم الديني في المدارس… رمزي!
ألم يكن للمدرسة تأثير كبير في اتجاهك للقرآن الكريم؟
كلا... إنه اهتمام خاص... وأنا أمضي الكثير من وقتى بالمنزل في تلاوة القرآن... أستمع إلى الحصري وعبد الباسط عبد الصمد ... إن ما تعلمته بمجهودي البسيط هو أضعاف ما علمتني إياه المدرسة.. إن التعليم الديني في المدارس.. هو تعليم رمزي فحسب ومحاولة لإثبات المادة في المنهج شكليًّا فقط ولكنه ليس بالتعليم الكافي الذي يسد حاجة التلميذ المسلم في التعرف على دينه وتعليم أداء الواجبات الدينية.
وهل تقرأ في الكتب الدينية لوحدك؟
نعم... وبصفة خاصة… في ظلال القرآن للشهيد سيد قطب، وفقه السنة للأستاذ سيد سابق، ورسائل الإمام الشهيد حسن البنا...
- وماذا عن مجتمع المدرسة يا أخ محمد... هل يعجبك؟
في المدرسة يجد الإنسان كثيرًا من المضايقات... إنهم يسخرون من سلوكنا الإسلامي ويُطلقون عليه الألقاب «مُلّا... مثلا»، وهذه أشياء تحز في النفس خصوصا، وبعض الأساتذة يشاركون في ذلك... لكن هذا لا يؤثر أبدًّا في تمسكنا بالدين...أحيانًا نتحدث إليهم بالحسنى ونحاول هدايتهم... بعضهم يهديه الله..
ماذا نتمنى أن تكون بعد إتمام الدراسة؟
سأدرس الطب إن شاء الله... وإنْ وُفقت فسأكون طبيبًا، وأرجو أن تمکننی دراساتي الإسلامية أن أتعلم علاج النفس الإنسانية على ضوء الهدي الإسلامي، عندها سأكون حققت أمنية غالية هي الجمع بين الطب الجسماني والروحاني!.
قلت إنك شاركت في نشاطات الأندية الصيفية ومسابقة القرآن... هل كان الإقبال على النشاط الديني واضحًا؟
كلا لقد كان الإقبال على الرسم والموسيقى والرياضة أکثر بكثير... ولا مجال للمقارنة إطلاقًا... وهذا يُظهر مدى قوة التوجيه الديني للتلاميذ في المدارس والمنازل إذًا... لماذا يُعرض التلاميذ عن القرآن تمامًا في حين يقبلون إقبالاً كاملاً على الموسيقى والرسم وغيرها؟.
إن الانطباع الذي يتركه محمد في نفس محدثه هو أن هذا الطفل تجاوز بعقله الكبير مرحلة الطفولة . إنك لا تشعر بأنك تخاطب طفلاً في الصف الرابع الابتدائي بل شخصًا كبيرًا - والأمل الذي يتركه محمد في نفسك كبير أيضًا.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل