العنوان لا يا دعاة جهنم.. لا يا قتلة مروان حديد.. لا يا من بعتم الجولان..لا لن تطفئوا نور الله
الكاتب د.عبدالله أحمد محمد
تاريخ النشر الثلاثاء 03-يوليو-1979
مشاهدات 14
نشر في العدد 452
نشر في الصفحة 24
الثلاثاء 03-يوليو-1979
في بيان أذاعه العميد عدنان الدباغ وزير الداخلية ونائب الحاكم العرفي في سوريا أن اثنين وثلاثين قتلوا وجرح أربعة وخمسون خلال هجوم على مدرسة المدفعية، بواسطة «عصابة» من الإخوان المسلمين يؤيدهم النقيب إبراهيم يوسف.
ويمضي البيان ليقول: «باسم شعبنا ستضرب بشدة، وبدون هوادة، وسنصفي هذا التنظيم العميل»
ثم ينسب البيان الغير حياء العمالة لجماعة الإخوان لحساب الولايات المتحدة وإسرائيل ومصر. وفي تعليق هادي على بيان حكام سوريا نقول بعون الله:
فعلها قبلكم أتاتورك وعبد الناصر: إننا لا نملك الوسائل للتحقق من صدق ما جاء بالبيان، لكننا من ناحية أخرى من خلال تجاربنا مع حكام المنطقة نعرف أن وسيلتهم للبطش هي افتعال الأحداث أو استغلالها ليقدموا لشعوبهم المبرر لإرهابهم وبطشهم.
وفي التاريخ الحديث افتعل نابليون بونابرت حادث محاولة اغتياله لينكل بخصومه، وفعله مثله مصطفى كمال أتاتورك في تركيا، وفعل مثلها جمال عبد الناصر في مصر.
فالطريقة قديمة، ومكررة حتى أنها لم تعد تخدع الشعوب ﴿يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ﴾ (البقرة: 9)
والعداء القائم في سوريا من قبل «دعاة جهنم» هو عداء للإسلام طفحت به أعمالهم، وما تخفى صدورهم أكبر.
ذلك أن حكام سوريا هم من طائفة «النصيرية» وهم الذين يقولون بأن «عليًا» -رضي الله عنه- إله، وأن الرعد صوته، والبرق نوره «!!»، وهي طائفة حرق علي -رضى الله عنه- جدودهم حين ادعوا في عهده ذلك، ولها في تاريخ الإسلام خيانات كثيرة بدأت من عهد الصليبيين حين تحالفت معهم ضد المسلمين.
خيانات
- بدأت الخيانات من عهد الصليبيين
واستمرت خيانات النصيريين في عهد الاستعمار الفرنسي لسوريا، حتى أن فرنسا كافأتهم بإقامة دولة العلويين في سوريا، ثم وحدتها مرة أخرى مع دولة دمشق ودولة حلب لتمهد لهم ليس دولة العلويين، بل كل سوريا، ولتتحكم -فيما بعد- الأقلية الكافرة في الأغلبية المسلمة، ولتتسلط على رقابها ومقدراتها.
- وكان من آخر خياناتهم ما حدث سنة 1967، حين أذاع وزير الدفاع «يومئذ حافظ الأسد » البلاغ 66 يعلن فيه سقوط الجولان قبل أن يدخل إليها عساكر اليهود بإحدى وعشرين ساعة، ثم ليصدر أوامره بالانسحاب من الجولان فلا يصطدم الجيش السوري الباسل باليهود إلا من موقع واحد أبى الشرفاء أن يتركوه دون قتال «المدعو تل القمار» وعرف بعد ذلك أن الصفقة تمت في السفارة السورية في باريس بالاشتراك مع صديقه إبراهيم باخوس وكان الانقلاب العسكري الذي تم سنة 1970 ليقذف بالأسد في قمة السلطة هو المكافأة الظاهرة، ولا ندري -حتى الآن- ما خفي.
دور آخر:
ووصل «دعاة جهنم» إلى الحكم لينفذوا المخطط المرسوم إبعادًا للشعب عن دينه، وحطًا من قيمه وموازينه، وإشاعة للفاحشة والانحلال بين صفوفه وما فعلوه في برامج الإعلام، وما غيروه من مناهج التعليم، وما فعلوه بالمدرسين والمدرسات الحافظين لدينهم والحافظات كل ذلك، وغيره دليل على «الدور» الذي يقوم به دعاة جهنم في المجال الاجتماعي، بعد الإشارة إلى دورهم في المجال السياسي.
وليس خافيًا أن الدور الاجتماعي لا يقل خطورة عن الدور السياسي، وأن أعداء الإسلام في مخططاتهم الحديثة يجعلون الدور الاجتماعي هدفًا لأحداث «التغيير الاجتماعي» في حياة الشعوب الإسلامية تحت اسم «التحديث» أو «التغريب» أو «التطور»، والقصد إبعاد الأمة الإسلامية عن قيمها ومثلها العقدية والخلقية والاجتماعية ليتم الانحلال في القاعدة بعد أن سلمت القمم أو استسلمت وهو الدور الذي اختاره «الغرب الصليبي» بديلًا عن التبشير القديم، وإن بقي الأخير يعمل في مناطق محدودة.
وهكذا حل «دعاة جهنم» ممن هم من جلدتنا، ويتكلمون بلساننا محل الأجانب كما تنبأ بذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حديثه مع حذيفة بن اليمان.
الكفرة الفجرة يقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس:
ومارست النصيرية الكافرة الحاكمة جرائم القتل، وتضرب بعض النماذج الجرائم قتل خسيسة لا ترتكبها أحط العصابات فما بالك بحكومات لها نظام وترفع الشعارات وأول هذه الجرائم قتلهم مروان حديد- رحمه الله-.
ذلك الشاب الذي وقف يقول كلمة حق بعد أن سمع مذيع النصيريين يقول «أمنت بالبعث ربًا لا شريك له وبالعروبة دينًا ماله ثان، فهاجمته جنودهم، ثم سجنوه، ونقص وزنه داخل السجن -مما يلاقي- أكثر من النصف.
وأخيًرا قتلوه داخل السجن قتلة خسيسة أعطوه حقنة السم ليلفظ بعدها أنفاسه الأخيرة.
وفي 3- 7- 1975 قامت قواتهم بالهجوم على حي باب النهر، وقتلت الشاب أحمد زلف.
- وفي 27- 11- 1975 قامت مخابراتهم بالهجوم على حي العليليات، وقتلوا الشاب غزوان علواني أمام بيته.
- وأثنا انعقاد مؤتمر الدعوة العالي بالمدينة المنورة «صفر 1397هـ» حدثني أحد أعضائه السوريين ممن يوثق في روايته أن مخابرات البعث النصيري قتلت فتاتين من خريجي كلية الشريعة في دمشق وألقت بجثتيهما في طريق المطار، وأكد ذلك عالم سوري كبير يقيم حتى الآن في دمشق.
- وفي هذا العام «1399هـ» نقل إلينا أنهم هجموا خلال شهر ربيع على منزل الشاب «محمد دياب فاعور» فقتلوه في فراشه عند طلوع الفجر، وفي جمادي الأولى أطلقوا الرصاص على الدكتور حسين خلوف، ثم اعتقلوا المهندس رياض معمور وأطلقوا الرصاص على زوجته، وشقيقة زوجته.
- وكانت من أواخر أحداثهم الحادث الذي ألصقوه بجماعة معينة يريدون التخلص منها لأنها تقف غصة في حلوقهم، وعقبة في طريق تحقيق أهدافهم.
فأي الفريقين يتهم بالعمالة والخيانة:
- الذين سلموا الجولان، وأعلنوا سقوطها قبل دخول اليهود، أم الذين حاربوا في فلسطين وأذلقوا اليهود أمر الكئوس، وقدموا دم إمامهم فداء لقضية فلسطين المسلمة؟
- الذين كافأتهم فرنسا مرة بدولة العلويين، وكافأتهم القوى الصليبية والصهيونية المتحالفة بسوريا كلها. أم الذين لا يزالون حتى اليــوم مضطهدين على مستوى العالم العربي كله؟
- الذين حاربوا الإسلام بإعلامهم، وبمناهج تعليمهم، وبإشاعة الفاحشة والانحلال أم الذين دافعوا عن الإسلام في كل موقف وقدموا الشهيد تلو الشهيد.
- الذين قتلوا، وعذبوا، وسجنوا أم الذين قتلوا وعذبوا وسجنوا بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله.
وأخيرًا.
فلن نقول لكم مرة أخرى أعملوا ما شئتم فإنا صابرون وجوروا فإنا بالله مستجيرون، ولكنا سوف نقول لكم بإذن الله: - ﴿وَسَكَنتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الْأَمْثَالَ * وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ * فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ﴾ (إبراهيم:45-46).
وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُم مِّنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا ۖ فَأَوْحَىٰ إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ * وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الْأَرْضَ مِن بَعْدِهِمْ ۚ ذَٰلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ * وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ﴾ (إبراهيم-13-14).
﴿وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا ۘ وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا﴾ (الإسراء: 8).
والسلام على من اتبع الهدى
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل