العنوان لعقلك وقلبك (48)
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 23-فبراير-1971
مشاهدات 54
نشر في العدد 48
نشر في الصفحة 2
الثلاثاء 23-فبراير-1971
تفسير المفردات
﴿وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ﴾ (الهمزة: 1).
الويل: الخزي والعذاب وهو لفظ يستعمل في الذم والتقبيح والتهديد.
الهمزة اللمزة: الذي يطعن في أعراض الناس، ويظهـر عيوبهم، ويحقر أعمالهم.
مدينة الجواسيس!
قدم «عمير بن سعد» على أمير المؤمنين عمر بن الخطاب وقال له:
يا أمير المؤمنين: إن بيننا وبين الروم مدينة يقال لها «عربسوس»، وإنهم يخبرون عدونا بعوراتنا، وقد بدت منهم الخيانة.. فلا يظهروننا على عورات الروم!!
فقال الحاكم المسلم «عمر»: إذا رجعت إليهم فخبرهم:
أولًا: أن تعطيهم مكان كل شاة شاتين، ومكان كل بقرة بقرتين، ومكان كل شيء شيئين.. فإن رضوا فأعطهم إياها وأجلهم عن هذه القرية.
ثانيًا: وإن أبوا ذلك فانبذ إليهم، وأمهلهم سنة، ثم حاربهم!
لويس عوض!!
«لويس عوض نسخة منقحة لسلامة موسى، فهو أستاذه الروحي، انفجر لويس في سنة ١٩٤٧ عن کتاب سماه «بلوتلاند وقصائد أخرى من شعر الخاصة» وقال في مقدمته: «حطموا عمود الشعر، لقد مات الشعر، مات عام ١٩٣٢، مات بموت أحمد شوقي» وكان يدعو إلى إحلال العامية محل الفصحى وكان يعتقد أن استخدام اللغة المصرية كأداة للكتابة قد ينتهي بعد قرن أو قرنين بترجمة القرآن إلى اللغة المصرية، كما حدث للإنجيل إذ ترجم من اللغة اللاتينية إلى اللغات الأوربية الحديثة وقدم نفسه سنة ١٩٥٤ أنه «عرف بدعوته للأدب العامي في صدر حياته الأدبية»، فهو حاقد على العربية وكتابها وأهلها، يستخدمه قوم لأغراض بعيدة الأثر في حياة الأمة».
ما جزاء الدفاع عن المسلم؟
عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من رد عن عرض أخيه، رد الله عن وجهه النار يوم القيامة»، وتلا رسول الله صلى عليه وسلم: ﴿وَكَانَ حَقًّا عَلَيۡنَا نَصۡرُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ﴾ (الروم: 47) وخصّ الوجه، لأن تعذيبه أنكى في الإيلام وأشد في الهوان!!
هل من سميع؟!
قال تعالى: ﴿وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَٰكِن كَرِهَ اللَّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ﴾ (التوبة: 46) صدق الله العظيم.
للذكرى!
لقد كان إبعاد الفلسطينيين عن المعركة، وحل فرقهم العسكرية، الشغل الشاغل لقيادة الجنرال «جلوب».
عبد الله التل
الهجرة.. طريق الدعوات
كل عام تطالعنا ذكرى الهجرة.. ينشط الكتاب والخطباء مذكرين الناس بالعبرة والعظة من الهجرة.. ثم تمضي الأيام تقطع وكأن شيئًا لم يحدث، ونعيش في دنياها بكل صراعاتها.. ولعل السبب في هذا أن تذاكرنا للهجرة لم يتجاوز أطراف ألسنتنا وشبا أقلامنا، ولم نعش الهجرة في أنفسنا ولم نتصورها في حياتنا.
إن من يعيش الهجرة بنفسه ويتذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يعلن أمر التكليف له بالهجرة، يعلنه لصاحبه أبي بكر.. يقول الرسول «إني قد أذن لي في الخروج».
الهجرة إذًا أمر من الله تعالى لرسوله بأن يترك أرضه ودياره وأهله إلى أرض جديدة ليستوطنها ويستعمرها ويرفع فيها لواء دينه.. بعد أن قطع ثلاثة عشر عامًا بين أهله ولم يجد منهم إلا الصدود والإعراض.. فالهجرة تعطينا مفهومًا كبيرًا وهو أن الدين أعز من الأرض ومن الأهل ومن المال ومن كل شيء.. وهذا المعنى أكده المولى عز وجل: ﴿الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ﴾ (الحشر: 8).
وبعد هجرة الرسول عليه الصلاة والسلام إلى المدينة تشكلت قوة كبيرة، وتهيأت جيوش واستطاعت بعد عشرة أعوام أن تعود مظفرة إلى مكة التي أخرجته.. تعود جیوش دولة تكاملت تشریعاتها ونظمها وقوانينها.. يعود الرسول عليه الصلاة والسلام بجيش كبير وحكومة منظمة وتشريعات متكاملة وأنظمة مطبقة.. فتكون الهجرة قد حققت هذا الكسب الكبير والنصر الخالد للدعوة الإسلامية.
وفي الهجرة لرجال الدعوات درس كبير، وهو رفض اليأس والاستلام والتواكل، وأن النصر قرين الصبر وأن تغيير موقع العمل لا يعني أبدًا التحلل من المسئولية أمام الله.. فالرسول عليه الصلاة والسلام أذن بالهجرة لأصحابه الأولين الذين أرسل بهم إلى الحبشة فعادوا منها ومعهم قلب النجاشي وتأييده.. ثم كانت الهجرة للمدينة التي لقي فيها كل تأييد وفتح ونصر.
﴿وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً ۚ﴾.
إن الهجرة تفتح أمامنا آفاق الدنيا كلها، فالأرض لله والمسلم مكلف بتبليغ رسالته للناس أجمعين.
﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾.
مطلب قدیم!
· سافر الوفد الفلسطيني الأول المكون من أعضاء عرب يمثلون 94% من سكان فلسطين إلى لندن ليجري اتصالات مع الإنجليز بشأن الأوضاع القائمة والمظالم التي يلقاها العرب، فاشترط عليهم وزير المستعمرات «ونستون تشرشل» أن يفاوضوا دكتور «وایزمان» اليهودي ورئيس المنظمة الصهيونية!! وأسرع «وايزمان» فنشر في الصحف استعداده لمفاوضة العرب على شرط ألا يناقش «وعد بلفور» ولا يسمح بمساسه، وذلك في سنة ١٩٢١!!
· وفي نفس الوقت أرسل «تشرشل» برقية للمؤتمر الصهيوني المنعقد في «كارلسباد» يتمنى له النجاح في إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين!!
· وكان قرار المؤتمر إنشاء فرقة يهودية مسلحة للدفاع في فلسطين ضد العرب!!
كيف حصل الأتراك على الخلافة الإسلامية؟
كيف وصلوا بالعالم الإسلامي إلى الزعامة العالمية؟
يقول في هذا «أبو الحسن الندوي»:
· لقد فتح محمد الثاني ابن مراد الملقب بالفاتح القسطنطينية العظمى عاصمة الدول البيزنطية سنة ١٤٥٣ م - ٧٥٣ هـ، وكان عمره أربعة وعشرين عامًا وتحت قيادته ٣٠٠ ألف مقاتل، وكان أسطوله المحاصر للبلدة من البحر ۱۲۰ سفينة حربية.
وكان التُرك موضعًا للثقة في قيادة الأمم الإسلامية واسترداد قوة المسلمين ومكانتهم في العالم.. فتبوءوا القيادة عن أهلية وجدارة.
· أهلية الأتراك للزعامة
- لقد تفرد الشعب التركي المسلم تحت قيادة آل عثمان بمزايا اختص بها من بين الشعوب الإسلامية يومئذ:
أولاً: كان شعبًا ناهضًا متحمسًا طموحًا فيه روح الجهاد، وكان سليمًا من الأدواء الخلقية والاجتماعية التي أصابت الأمم الإسلامية من الشرق في مقتلها.
ثانيًا: كان متوفرًا لديه القوة الحربية التي يقدر بها على بسط سيطرة الإسلام المادية والروحية، ويرد غاشية الأمم المناوئة وعاديتها ويتبوأ قيادة العالم.
ثالثًا: كانوا في أحسن مركز للقيادة العالمية، كانوا في شبه جزيرة البلقان بحيث يشرفون منها على آسيا وأوروبا.. وكانت عاصمتهم خير عاصمة لأكبر دولة تحكم على آسيا وأوروبا وإفريقيا حتى قال نابليون: «لو كانت الدنيا دولة واحدة، لكانت القسطنطينية أصلح المدن لتكون عاصمة لها».
من الوثائق
تعليمات القائد المسلم لقيادة الجند
كان عمر بن الخطاب يقول عند عقد اللواء لأمير الجند:
«بسم الله، على عون الله، امضوا بتأييد الله، ولكم النصر بلزوم الحرب والصبر.
1- قاتلوا ولا تعتدوا ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ﴾.
2- ولا تمثلوا عند اللقاء!
3- ولا تمثلوا عند القدرة!!
4- ولا تسرفوا عند الظهور!!
5- ولا تقتلوا هرمًا ولا امرأة ولا وليدًا!!
وتوقّوا قتلهم إذا التقى الفرسان، وعند حمّة النبضات وفي شنّ الغارات.
٦- ونزّهوا الجهاد عن عرض الدنيا!!
7- وأبشروا بالرباح في البيع الذي بايعتم به ذلك هو الفوز العظيم».
فأنّى لنا بحاكم كعمر يرعى تنفيذ هذه الوثيقة؟!