; لعقلك وقلبك (55) | مجلة المجتمع

العنوان لعقلك وقلبك (55)

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 13-أبريل-1971

مشاهدات 21

نشر في العدد 55

نشر في الصفحة 2

الثلاثاء 13-أبريل-1971

هذا الباب

اقتضت مشيئة الله أن تكون رسالة سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- خاتمة الرسالات، وتمام الدعوات، وجماع الشرائع، وأن يكون كتابه الكريم حجة الله على البشر، شاملًا للمبادئ والقواعد التي ينبغي أن تسير عليها حياتهم، مما وقع ومما قد يستجد؛ ليسعدوا بها في دنياهم وأخراهم ﴿وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ( فصلت: 42) وتبينه وتفسره سنة كريمة عاصرت نزوله، وقامت على تنفيذه في أول مجتمع سعد بنوره، وذاق حلاوته فكان منه ومن هذه السنة، المرجعان الأصليان الخالدان، لهذا الدين العظيم «تركت فيكم ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا أبدًا، كتاب الله وسنتي».

وكان من شمول هذه الرسالة أن اهتمت بجوانب الحياة كلها، ودقت على جميع أوتار الإنسان، فبينت له ما يجب عليه نحو ربه، وما يجب عليه نحو أخيه المسلم، وما هو مطالب به مع زوجه وأسرته، ثم واجباته نحو مجتمعه، ثم واجبات مجتمعه مع المجتمعات الإنسانية الأخرى التي تعيش معه على هذا الكوكب.

واختص الفقه ببيان القواعد والشروط والمسائل التي تدور في فلك الحياة من عبادات، وبيع وشراء، وزواج وطلاق، وحدود وعقوبات، وما يكون به القضاء والحكم، وما يتعلق بأحكام السلم والحرب... إلخ.

وهذا الباب خطوة جديدة في تقديم هذا الفقه روعي فيه:

١- أن يكون منهلًا سهلًا بعيدًا عن التعقيد اللفظي والتركيبات الصعبة.

۲- وأن يعنى بإبراز الحكمة التشريعية مع الدليل؛ ليستنير الذهن، ويتضح المراد، وتظهر روعة أحكام الشريعة.

٣- وأن يُلقي أضواء يكشف بها زيف الشبهات الوافدة على مجتمعاتنا وبين عظمة فقهنا، والأحكام الخالدة في شريعتنا.

 

معنى الطهارة

قد تدعو صاحبك إلى أداء الصلاة فيعتذر بأنه على غير طهارة، بمعنى: أن هناك مانعًا يمنعه من أداء الصلاة معك، فما هو ذلك المانع يا ترى؟! إنه ما يسمى بالحدث، وهو شيء طرأ عليه جعله يُرجئ الصلاة معك إلى أن يزيله.

والحدث الذي منعه ينقسم إلى قسمين: أصغر وأكبر، فإذا خرج من الإنسان ريح، أو ذهب لقضاء الحاجة من بول أو غائط فهذا يسمى «حدثًا أصغر»، يقتضي أن يتوضأ منه صاحبه ليزيله، وقد يكون صاحبك هذا نام فاحتلم أي خرج منه مني، وهو الماء الأبيض الذي منه خُلِق الإنسان، ومثل هذه الحالة ما إذا اتصل الرجل بامرأته، كما هي سنة الحياة للتزاوج في وجود الإنسان والحيوان والنبات وكما يقول المولى سبحانه: ﴿وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْن لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (الذاريات: 49)، والزوجان هما الذكر والأنثى.

ففي حالة «الاحتلام» هذه أو اجتماع الرجل مع زوجته على النحو السالف يسمى الحدث «أكبر»، ويقتضي غُسلًا للبدن كله، على ما سيُوضح فيما بعد، فإذا قام الإنسان بالوضوء، أو أتى بالغسل فقد حقق الطهارة المطلوبة، وبذلك يرتفع، الحدث ويزول المانع.

·       وقد يصيب بدن الإنسان أو ثوبه أو مكان صلاته نجاسة ما وهي تمنع من الصلاة التي من شروطها طهارة البدن والثوب والمكان، فيقوم الإنسان بإزالتها، فالطهارة في هذه الحالة أزالت خبثًا وهو النجاسة.

·       وفي بعض الحالات لا يجد الإنسان ماءً للوضوء أو الغسل، أو يجد الماء، ولكنه لا يستطيع استعماله لمرض أو غيره، فيقوم إلى ما يسره الله له وهو الصعيد الطاهر، فيتيمم منه، والطهارة في هذه الحالة تُسمى حكمية؛ لأنها أزالت حكم الحدث، وهو المنع من الصلاة، وبهذا نستطيع أن نُعرف الطهارة بأنها:

ارتفاع حدث، وما في معناه وزوال خبث، أو ارتفاع حكم ذلك.

الرابط المختصر :