; لقاءات المجتمع | مجلة المجتمع

العنوان لقاءات المجتمع

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 25-مايو-1971

مشاهدات 21

نشر في العدد 61

نشر في الصفحة 13

الثلاثاء 25-مايو-1971

لقاءات المجتمع

السنغال والقضايا العربية والإسلامية

* اللغة العربية هي اللغة الثانية في البلاد

* عشرون ألف عربي يعيشون في السنغال

 

سفير السنغال في الكويت يتحدث لـ«المجتمع»

* الأستاذ مصطفى سيسي؛ سفير السنغال في المملكة العربية السعودية والكويت، والأمين العام للاتحاد القومي للجمعيات الثقافية الإسلامية بالسنغال؛ زار مقر جمعية الإصلاح الاجتماعي وصحيفة «المجتمع»، أثناء زيارته للكويت لتقديم أوراق اعتماده سفيرًا للسنغال لدى دولة الكويت، وقد أحبت «المجتمع» تقديم السيد السفير لقرائها لتعريفهم بالسنغال كبلد من البلاد الإسلامية، ولإطلاعهم على نشاط الحركات الإسلامية فيها.

وفي فندق شيراتون الكويت كان لقاؤنا مع السيد السفير؛ وفي شيء من الود الخالص والمشاعر الإسلامية المتبادلة كان هذا الحديث.

* بمناسبة تقديم أوراق اعتمادكم سفيرًا للسنغال في بلد عربي مسلم، هل تتفضلون بإعطاء المجتمع فكرة عن علاقة السنغال بالدول العربية والإسلامية؟

- علاقات السنغال مع الدول العربية والإسلامية كانت ولا تزال طيبة، ذلك أن السنغال بلد إسلامي، حيث إن حوالي 90% من الشعب السنغالي هم مسلمون، والسنغال أيضًا يحتل مكانًا مرموقًا في غرب أفريقيا حيث يشكل همزة وصل بين المغرب العربي وبقية الدول الأفريقية السوداء.

ونحن نلتزم بسياسة عدم الانحياز، ونقيم علاقات ودية مع جميع البلدان الصديقة، والسنغال ما زال مفتوحًا امام إخواننا العرب؛ الذين هاجروا إليه من المغرب ولبنان وسوريا، فلذلك توجد هناك جالية عربية كبيرة تقدر بعشرين ألفًا وكلهم يشتغلون بالتجارة.

وقد دخل الإسلام إلى السنغال بصفة خاصة وأفريقيا بصفة عامة عن طريق التجار العرب؛ الذين هاجروا إليه من المغرب ولبنان وسوريا، ولا يزال هؤلاء العرب في السنغال يعملون في التجارة، وهم يعيشون مع أهل السنغال دون أية مضايقة؛ لا من حكومة السنغال ولا من شعبها، فالمجال مفتوح أمامهم ليمارسوا أشغالهم بكل حرية، وبهذه الروح الأخوية اندمجوا في الشعب السنغالي، ومنهم من أخذ الجنسية السنغالية وتزوج في السنغال.

 

السنغال مع المسلمين والعرب

* نعلم أن السنغال بلد مسلم متعاطف مع العرب، فما موقفه من قضايا العرب والمسلمين كقضية فلسطين، وقضايا الثورات الإسلامية في كل مكان؟

- ما زال موقف السنغال من القضية الفلسطينية كما عهدتموه يشجب بشدة عدوان إسرائيل على الأمة العربية.. ويطالب بانسحاب القوات الإسرائيلية من جميع الأراضي العربية المحتلة، كما أنه يؤيد حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره.

ولا يزال السنغال يقف بجانب العرب في المجالس الدولية؛ وخصوصًا في هيئة الأمم المتحدة، ومن المعروف أن السيد إبراهيم بوي؛ ممثل السنغال في الأمم المتحدة، هو الذي ترأس لجنة تقصي الحقائق سنة 1967 التي زارت الدول المتاخمة لإسرائيل للتحقيق.

* أرى أنك تجيد اللغة العربية كأفصح أبنائها فهل لك أن تذكر لنا كيف وأين تعلمتها؟

- تعلمت اللغة العربية أولًا في السنغال على يد السيد الوالد؛ بعد أن تعلمت القرآن عند عمي، وتابعت أيضًا دراستي في السنغال عند علماء كثيرين حيث درست اللغة والنحو والفقه والتوحيد وغير ذلك.

 ثم شاركت في امتحانات أخرى في الجمهورية الإسلامية في موريتانيا للحصول على شهادة الثانوية العامة، ثم دخلت بعد ذلك كلية المعلمين في الجزائر وتخرجت منها بشهادة أستاذ.

 

دخول الإسلام إلى السنغال

* كيف انتشر الإسلام في أفريقيا وهل تجد الدعوة إلى الإسلام مجالًا خصًبا تترعرع فيه لو أن دعاة الإسلام أعطوا الإمكانات اللازمة للدعوة؟ وهل لكم دور في هذا المجال في بلدكم السنغال؟

- أرى أن الدعوة الإسلامية انتشرت في أفريقيا تلقائيًا؛ لأن الإسلام دين الفطرة كما تعلمون ومبادئه سليمة تدعو إلى الأخلاق الفاضلة، وهكذا فإن التجار العرب كما ذكرت هم الذين أدخلوا الإسلام إلى أفريقيا والسنغال، أعني بدون قتال، إنما عن طريق المحاضرات والوعظ والإرشاد؛ غير أنه في وسط القرن الثامن عشر قام بعض العلماء السنغاليين بالجهاد في سبيل الله، من هؤلاء الشيخ (عمر الغوفي) من الإقليم الشمالي، وبفضل جهاده دخلت قبائل كثيرة في الدين الإسلامي ومنهم العالم الكبير (ماباجاخو)، وفي أواخر القرن الثامن عشر برز علماء أجلاء أمثال الشيخ الحاج (مالك سي) والشيخ (أحمد بحبه) والشيخ (عبدالله نياس)، وهؤلاء قاموا بتقوية الدعوة الإسلامية ونشر الثقافة العربية فتخرج على أيديهم علماء كثيرون توزعوا على كافة أنحاء البلاد؛ فبنوا مساجد عديدة وأنشأوا معاهد دينية لتعليم القرآن واللغة العربية، وقد أصبح للغة العربية تأثير كبير في الشعب السنغالي؛ حتى أن اللغة القومية السنغالية تكتب بالحروف العربية؛ وذلك منذ قديم الزمان، فكثيرًا ما نرى سنغاليًا يجهل العربية ولكنه يكتب بها ويميز حروفها وحركاتها.

 

حركة إسلامية حديثة في السنغال

وما زالت الحركة الإسلامية في السنغال تسير بتطور وتقدم منذ ذلك الوقت، وخصوصًا بعد أن خرج بعض الشباب السنغاليين إلى البلاد العربية فتعلموا فيها وعادوا إلى وطنهم فأسسوا الجمعيات الثقافية الإسلامية، وفتحت هذه الجمعيات مدارس عصرية كثيرة في جميع أنحاء البلاد لتعليم الثقافة الإسلامية باللغة العربية؛ حسب البرامج المعمول بها في البلاد العربية، وذلك قبل الاستقلال ابتداء من سنة 1953 وبعد الاستقلال أدرك قادة تلك الجمعيات بأنهم لا يمكنهم أن يحققوا شيئًا ذا أهمية كبرى إلا بالاتحاد فيما بينهم وتوحيد برامجهم، فشكلوا الاتحاد القومي للجمعيات الثقافية الإسلامية بالسنغال؛ ويضم هذا الاتحاد خمس عشرة جمعية ويديره مكتب فدرالي مؤلف من أربعة وأربعين عضوًا، ومجلسًا وطنيًا مكونًا من مائة وخمسين عضوًا؛ وأنا أشغل منصب الأمين العام في هذا الاتحاد.

هذا وقد طلبنا من الحكومة السنغالية؛ باسم الاتحاد بإدخال اللغة العربية في مناهج المدارس العامة، وبإعطاء منح دراسية لطلابنا كي يتابعوا دراستهم في الجامعات العربية في الخارج، فقبلت الحكومة هذه المطالب الأمر الذي شجع الشباب على الخروج للدراسة، حيث يوجد الآن في القاهرة حوالي ثلاثمائة طالب وفي المغرب ما يقارب من مائة وخمسين؛ وهناك أيضًا عدد لا بأس به في تونس والجزائر والكويت والسعودية وليبيا والسودان.

 

* بصفتكم سفيرًا للسنغال خارج حدودها.. ما المعلومات التي تحبون أن يعرفها القارئ عن السنغال؟

- تقع البلاد السنغالية في أقصى غرب أفريقيا، مساحتها مائة وستة وتسعون ألفا ومائة واثنان وتسعون كيلو مترًا مربعًا، يحدها غربًا المحيط الأطلنطي الذي يحيط بداكار العاصمة من جهات ثلاث؛ لذلك تسمى داكار شبه جزيرة حيث لها مدخل واحد فقط، ويحدها شرقًا جمهورية مالي وشمالًا الجمهورية الإسلامية الموريتانية، ونهر السنغال يجري في الحدود بيننا وبين موريتانيا، وربما يشق المدينة فيكون نصفها موريتانيا والنصف الآخر سنغاليًا مما يجعل بعض الأسر مشطورة بين القطرين أحيانًا، وتحده جنوبًا غينيا وغينيا المسماة بالبرتغالية.

 

* وماذا عن تاريخ السنغال؟

- الوثائق الأولى عن تاريخ السنغال مكتوبة باللغة العربية، كتبها الرحالة العرب الذين كان لهم دور كبير في إدخال الإسلام إلى أفريقيا الغربية، ومن أشهر هؤلاء الرحالة المؤرخ (ابن حولق)؛ وقد زار غانا والسنغال وكتب عنهما، قال في بعض مخطوطاته: «إنني وجدت في شمال السنغال- وكان يسمى في ذلك الوقت بلاد التكرور نسبة إلى قبيلة تكلور الشديدة التمسك بالدين الإسلامي- قال: وجدت شعبًا أسود طويل القامة يشتغل بالزراعة وتربية المواشي».

* وعن دخول الأجانب فيها؟

- في سنة 1445 اكتشف البرتغالي (نماداموستو) جزيرة الرأس الأخضر؛ ومن بعده استوطن البرتغاليون جزيرة جورس.

وفي سنة 1659 جلب الفرنسي (لوي جولييه) فرقة عسكرية في جزيرة (أندر) وسماها (سان لويس) أي القديس لويس، وفي القرن السابع عشر أقام الفرنسيون مراكز تجارية تطورت تطورًا كبيرًا؛ وتخلت فرنسا عن تلك المراكز للإنجليز سنة 1783، وبعد عشرين سنة استرجعتها ثانية ثم أخذها الإنجليز مرة ثانية فاسترجعتها فرنسا بصفة نهائية سنة 1814.

وفي سنة 1850 جزأت السنغال إلى إمارات متعددة؛ كل إمارة لها استقلالها، ولقد تحققت وحدتها أيام ملوك جلوفار، غير أن داميل (عماري انجوفي سوبل) قام بحركة تمرد ضد الاتحاد الأمر الذي سهل دخول الأوربيين إلى البلاد.

وقد قاوم (لادجور) ملك (كاجور) الفرنسيين حين كانوا يريدون ربط سان لويس بخط حديدي مع داكار العاصمة، وذلك لما لهذا الخط من أهمية استراتيجية للمستعمر، وانتهت هذه المقاومة بموته فيها، وهكذا ظلت بلادنا مستعمرة فرنسية طيلة ثلاثة قرون.

 

* ومتى تم استقلال السنغال؟

- استقلت السنغال سنة 1960، وذلك بنضال سياسي سلمي قاده زعماء السنغال انتهى بالاستقلال بدون حرب، وما زلنا نحتفظ بعلاقات ودية متينة مع فرنسا ونتعاون معها تعاونًا تامًا قائمًا على التساوي بين الدولتين.

* نعلم أن السنغال بلد زراعي فما أهم المحصولات الزراعية التي تعتمد عليها السنغال في زراعتها؟

- الفستق أو الفول السوداني هو أهم هذه المحصولات، وقد أدخلته فرنسا في السنغال سنة 1840؛ نظرًا لأن أراضيها رمال والفستق ينمو في الأراضي الرملية، وفي سنة 1870م كان المحصول الزراعي للفستق تسعة آلاف طن، وما زال الفستق هو المحصول الزراعي الرئيسي للبلاد، وننتج منه الآن ما بين سبعمائة ألف طن ومليون طن سنويًا.

 

السنغال في سطور:

* دولة علمانية نسبة المسلمين فيها بين 80% إلى 85%.

* عدد المستوطنين الفرنسيين في السنغال يتراوح بين 25 ألفًا و30 ألفًا.

* عدد المستوطنين العرب 20 ألفًا من لبنان وألف من المغاربة ومئتا ألف من موريتانيا.

* في حكومة السنغال وزير واحد من أصل فرنسي وقد تجنس بالجنسية السنغالية وتزوج من سنغالية ويتكلم اللغة السنغالية.

* اللغة الفرنسية هي اللغة الرسمية للبلاد.

* في حكومة السنغال ثلاثة وزراء مسيحيون من ثمانية عشر وزيرًا.

* رئيس الوزراء الجديد في السنغال شاب مسلم عمره 36 سنة اسمه السيد عبده جوف.

 

 

 

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

أصول الاقتصاد من الكتاب والسنة

نشر في العدد 2

1012

الثلاثاء 24-مارس-1970

مار جرجس.. والإله حورس!

نشر في العدد 2112

20

الأحد 01-أكتوبر-2017

الصراع بين الإسلام.. واليهود

نشر في العدد 62

17

الثلاثاء 01-يونيو-1971