; لقاءات المجتمع.. مع محمود عبد الوهاب فايد | مجلة المجتمع

العنوان لقاءات المجتمع.. مع محمود عبد الوهاب فايد

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 21-أكتوبر-1975

مشاهدات 46

نشر في العدد 271

نشر في الصفحة 18

الثلاثاء 21-أكتوبر-1975

لقاءات المجتمع مع محمود عبد الوهاب فايد الأستاذ بكلية الدعوة وأصول الدين بالجامعة الإسلامية- المدينة المنورة أثناء زيارته للكويت -بدعوة من وزارة العدل والأوقاف والشؤون الإسلامية -أجرت «المجتمع» لقاءً مع الشيخ محمود عبد الوهاب فايد الأستاذ بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، والشيخ محمود عايد من العلماء الذين يجهرون بالدعوة، ويعيشون قضايا الإسلام والمسلمين، وقراء الزميلة «الاعتصام» -مثلًا- يعرفون جهاده الفكري المتواصل في مناصرة الحق والمعروف، وقمع الباطل والمنكر، وقد طرحنا عليه عدة أسئلة، أجاب عليها مشكورًا. ●- البلاغ المبين أو الصدع بالحق أو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب ينوط بعلماء الإسلام في كل حين، فإذا ساد الضلال ونقص الناس من الدين كان ذلك الواجب أظهر وألزم، وفي هذه الفترة من عُمْر الأمة توالت الانحرافات وانتشرت في مجالات العقيدة والحكم والسلوك والتربية والإعلام والاقتصاد وعلائق الأمة بغيرها من الأمم، وفي نفس الوقت لوحظ سكوت العلماء أو خفوت صوتهم إزاء ما يجرى من انحرافات مزلزلة، فبم تُفسر هذه الظاهرة؟ وكيف يعالج هذا الوضع، وضع العلماء الساكتين؟ ●الجواب على السؤال يحتاج إلى مقدمة-: في عصرنا هذا اشتدت المؤامرات وكثرت على الإسلام وعلى الدعاة إليه واشترك في التآمر الصليبيون والصهيونيون والماسونيون والشيوعيون، وكشف كل فريق النقاب عن وجهه وأعلن عن مطامعه، واتخذ الوسائل المدروسة التي ينال بها إربه، ويبلغ غرضه، نعم بعد أن انتهت الحروب الصليبية بالفشل الذريع أخذ أعداء الإسلام على اختلاف مِللهم وأهدافهم يستعدون للمستقبل ويتهيؤون للغد على حين اغتر المسلمون بهذا النصر فناموا من أعدائهم وطال نومهم، وليتهم احتفظوا بوحدتهم وقوتهم بل فرقتهم الأهواء وفرقتهم المطامع، وانقطعت الرابطة بين الحكام والمحكومين، واشتغل الناس بأنفسهم عن دينهم، وخرجوا على تعاليمه، رغم أنه كان الحارس لدنياهم، وأخراهم، وأدرك الأعداء بفضل عيونهم ما تفشى بين المسلمين من قلاقل واضطرابات، وفتن وخلافات فانتهزوا ساعة الضعف وانتقضوا على بلاد الإسلام فاجتلوها وتقاسموها وعرف الأعداء أن سر قوة المسلمين هو قرآنهم، قال «غلادستون» رئيس وزراء بريطانيا: «ما دام هذا القرآن في الشرق فلن يتم لنا استعماره» وتأكد لديهم أنه لا يمكن لهم أن يواجهوا القرآن بحرب علنية بأن يصادروه ويحرقوه لأن هذا يثير عليهم ثائرة المسلمين، فاكتفوا بأن يعملوا على تنحيته عن كل مجالات الحياة بصورة مستورة لا تثير في تقديرهم نفسًا ولا تستوقف حسا. وبدأ الأعداء يصطفون لأنفسهم رجالًا نالوا ثقتهم وتأييدهم ومكنوا لهم في الحكم وأخذوا يوجهونهم من وراء الستار، ولعب الخلاف البغيض في مستقبل البلاد فكلما بدأ لحزب أن يحكم فعليه أن يتودد للغاصبين المحتلين، وحرص الأعداء على ألا يمكنوا لطائفة دون طائفة ليمكن لهم أن يظفروا برضاهم جميعًا، فكلما بلغت طائفة غايتها من الحكم ومكنت لأنصارها ونكَّلت بخصومها رفع الغاصبون أيديهم عنها ومكنوا لمعارضيها ليصنعوا بهم مثل ما صنعوا معهم من قبل وليمكنوا لأنصارهم كما فعل أسلافهم. وفي غمرة هذا بدأ الأعداء ينفذون مخططاتهم، لا بأس من طبع القرآن طبعة أنيقة تقدم في المناسبات في غلاف ثمين لا يفتح بعدئذ للقراءة، بل يفتح لمشاهدة روعة الطباعة والصناعة إلى جانب هذا اتخذوا خططًا مدروسة محكمة لإبعاد القرآن عن السياسة والحكم، والقضاء، والمدرسة والبيت والمجتمع وزاد التآمر فاقتحموا عليه المسجد. وبدؤوا بفتح مدارس مدنية، وإغلاق مكاتب تحفيظ القرآن لأسباب صحية، ومن هذه المدارس يتخرج من يوكل إليه الحكم، وليس عنده دراية بحكم الدين، وثنُّوا بإنشاء محاكم وبقوانين لم يشرعها الله، وروَّجوا مبدأ الفصل بين الدين والسياسة لعزل علماء الإسلام وحجب تأثيرهم، وأعلنوا السخرية بالعلماء في كل أجهزة الإعلام لتنمحي هيبتهم من قلوب العامة والخاصة واختلقوا لهم التهم ليزجوا بهم في السجون، وحرموا أولادهم من لقمة العيش ليعرضوهم للضياع وبعد أن أخافوا الدعاة أشاعوا الفجور، وقضوا على تقاليد الأسرة لينشروا التحلل، ولم يبق للمسجد وظيفة سوى أن ينقر فيه السجدات في سرعة واستحياء. هذا كله ولا شك أثَّر على الدعاة إلى الله وأحدث ركودًا في الدعوة، ومع هذا فلا أحب أن أتشاءم فالتشاؤم ليس من الإسلام، لا أقبل أن نيأس ﴿إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ﴾ (يوسف:87)، لقد بدأ الميزان يتغير -وفي نظري- لصالح الدعوة الإسلامية، وظهرت مجلات إسلامية لم تكن من قبل، وبدأ صوت الدعوة إلى الله يرتفع، وأخذت الحقائق تتكشف، وتبين للناس ما كان محجوبًا عنهم من مآس. قد يكون هذا التغير ضئيلًا لكنه عمَّا قريب سينمو، والشجرة الباسقة أصلها بذرة مدفونة، والمطلوب أن يسير الدعاة إلى الله بخطى مدروسة ومتزنة، وأن يواصلوا السير في رَويَّة وحكمة، وأن تكثر اللقاءات بين الدعاة إلى الله في الدول الإسلامية ليتعرف بعضهم على بعض وليتدارسوا كيف يُبَلِّغون الدعوة على حقيقتها وكيف يواجهون الانحرافات على اختلافها، وكيف يؤمنون أنفسهم من بطش الحكام، وليكن شعارهم قوله تعالى ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ﴾ (التوبة:2) هذا هو العلاج في نظري. ●- لو كنت شيخا للأزهر.. ماذا تفعل؟. ●وجه إليّ هذا السؤال أكثر من مرة عقب مواقف وفقني الله فيها بعضها مع رئيس الجمهورية السابق وبعضها مع أحد شيوخ الأزهر، وفي كل مرة كنت أرفض الإجابة ذاكرًا موقف الإمام مالك عندما كان يسأل عن مسألة فيقول: أوقعت؟ فإن يسأل له: لا قال: دعوها تقع. ●وكنت أخشى أن يتلقف السائلون الإجابة ليفسروا مواقفي بأني طامع، تحركني المطامع والآن لم أجد مانعًا من الإجابة فأقول وبالله أستعين-: 1- أعيد النظر في قانون تطوير الأزهر، ومناهجه، تفاديًا للأخطاء التي تكشفت، وعملًا على إيجاد العالم المبرز في علوم الدين والحياة. والقسم الثانوي أرى أن يتفرع إلى فروع قسم ديني، قسم أدبي، قسم رياضي، قسم علمي، وفي كل هذه الأقسام يعطى الطالب وجبات دينية عربية تقل وتكثر حسب ما تتطلبه الكليات التي يلتحق بها، وبشرط أن تكون كمية كافية لتذوق العلوم العربية والدينية، وبهذا نخفف العبء عن الطالب، ونراعي التناسب بين مواد الثانوي والكليات، ونزود الطالب بالعلوم الدينية والعربية اللازمة لفهم الإسلام والدعوة إليه. 2- إنشاء مجلس علمي صحفي لمتابعة ما نشر في الصحف والرد على ما ينشر مما يتنافى مع الإسلام مع بيان مزايا ديننا التي يفوق بها ما عداه. 3- إنشاء صحيفة أسبوعية تتحول في المستقبل إلى يومية تكون مرآة للأزهر وينشر فيها الأزهريون ما يتراءى لهم، ويشرف عليها أزهريون من صفوة العلماء الأدباء، وصحفيون مهرة من ذوي الخبرة. 4- أعمل على تعيين ملحق ديني بكل سفارة يتابع ما يكتب عن الإسلام ويتولى الرد على الزائف منه ويعتني بدراسة أحوال الدولة ومدى استعدادها للسماح للإسلام بأن يتنفس فيها، وللأزهر بأن تتعاون معه. 5- تشجيع الطلاب الأزهريين بمكافآت نقدية وكتب علمية، وأوسمة شرفية ليؤدوا واجبهم أيام العطلة الصيفية بإلقاء دروس دينية عقب صلاة الفجر لمدة نصفه ساعة، ودروس أخرى نحو الأمية عقب صلاة العصر، ودروس أخرى دينية بين المغرب والعشاء. 6- أسعى لجعل الأزهر مؤسسة إسلامية مستقلة يكون العالم الإسلامي مسؤولًا عن الإنفاق عليها وأسعى لإقامة اتحاد بين الجامعات الإسلامية في أنحاء العالم الإسلامي يكون من حق المشتركين فيه انتخاب شيخ الأزهر، ولا يشترط أن يكون مصريًّا بل يُكتفى بأن يكون عالمنا مشهودًا له بالكفاءة العلمية والدينية والخلقية والغيرة على دين الله وحرماته، وبهذا تضمن له حرية الحركة وعدم تأثره بالأجواء السياسية المختلفة ويمكن للأزهر أن يقوم بوظيفة التعليم والتبليغ لما يتوفر لديه من مال يجمع من سائر دول العالم الإسلامي. 7- أوثق الروابط بين الجامع الأزهر والجامعات الإسلامية الأخرى والجمعيات الإسلامية في بلاد العالم الإسلامي بتبادل الزيارات، وعقد المؤتمرات لدراسة أحوال المسلمين ومعالجة مشكلاتهم على ضوء تعاليم الإسلام. 8- إرسال بعثات لتبليغ الإسلام إلى الدول التي تجهله في قارات العالم. 9- أقوم بتوزيع مواد القوانين الوضعية على جامعة الأزهر والمعاهد الدينية الأزهرية لدراستها دراسة فاحصة وصياغة المواد التي تخالف الإسلام صياغة تتفق مع تشاريعه، ثم تراجع مرة أخرى وتحوَّل إلى الجامعات الإسلامية في العالم الإسلامي لإبداء رأيه فيها ثم تحول لمجمع البحوث لإقرارها ثم أطالب بتطبيقها حتى يتحقق هذا الأمل الذي يراودنا جميعا. ●- يقول الله تعالى: ﴿لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا﴾ (المائدة:82)، وهناك دعوات في الأمم المتحدة وغيرها تبتغي «إنهاء حالة العداء» بين هذه الأمة، واليهود، فكيف تنهي حالة العداء، بينما النص القرآني واضح ومحكم؟ آية ﴿لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا﴾ (المائدة:82) اختلف المفسرون فيها هل يراد بها العموم أو الخصوص، ومهما يكن من أمر فيهود زماننا لا ينبغي أن نختلف في أنهم أشد الناس عداوة لنا فقد احتلوا أرضنا وسفكوا دماءنا، وانتهكوا حرماتنا، ونوايا الشر والغدر لا تفارق قلوبهم لحظة واحدة، كيف لا وهم في الوقت الذي يمدون فيه يد السلام يستزيدون من الأسلحة المدمرة؟ أليس هذا يعني استعداد اليهود للغدر حين توافيهم الفرصة؟ إن اليهود وهم يزعمون أنهم يمدون يدهم للسلام لا يزالون يستجلبون أحدث أسلحة الدمار من أمريكا، وأمريكا تفتح لهم ترساناتها ليغرفوا منها كما يشاؤون فواجب ألا نغفل لحظة واحدة عن عدونا واجب أن نستعد له، ونتخذ كل الوسائل الناجحة التي تمكننا من مقاومته وإجلائه، واجب أن نتسلح بكل الأسلحة المادية والمعنوية، ونشتري السلاح من كل دولة حتى يهابنا العدو، ويتحقق لنا النصر الذي نبتغيه ﴿وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40) الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ ۗ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ﴾ (الحج:40-41) ﴿وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ﴾ (الأنفال:60) واجب أن نربي أمتنا على تعاليم الإسلام وفضائله، ونستمسك بحبله، ونتجنب كل ما يغضب الله، ويستوجب عقابه، واجب أن ندرب شبابنا باستمرار على أنواع الأسلحة، ونكون على استعداد في كل وقت لملاقاة العدو، فكفانا ما حل بنا من مِحن، وما نزل بنا من فتن. إن عداوة اليهود لنا قائمة، وستظل قائمة إلى أن تقوم الساعة، روى البخاري ومسلم عن ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم «تقاتلكم اليهود فتسلطون عليهم حتى يقول الحجر يا مسلم هذا يهودي ورائي فاقتله» ولنتأمل كلمة (يا مسلم)، أنه لا يقول (يا شيوعي يا، یا..) بل يقول (يا مسلم) إن تجمع اليهود في فلسطين، وما أحرزوه من نصر في هذا العصر إنما هو لتمتلئ نفوسهم بالغرور والطمأنينة فيسرعون في شوق بالرحيل إليها، والتهافت عليها حتى إذا تم ذلك كره الله فيهم خلقة حتى الحجر ويومئذ يسلط الله عليهم عباده المسلمون حقًّا فيخلِّصوا العالم منهم دفعًا لأذاهم وحسما لشذاهم مرة أخرى أقول يجب أن نرتفع لمستوى الجهاد الصادق في سبيل الله ونتمسك بعودة أرضنا، وإني أنصح لإخواننا الفلسطينيين -قواهم الله وبارك في جهادهم وجهودهم- أن يحسنوا نواياهم، ويتمسكوا بإقامة دولة إسلامية تقوم على الإسلام وتعتمد عليه، وترجع في كل شؤونها إليه، وليطمئن إخواننا المسيحيون بل ليطمئن اليهود الذين كانوا يعيشون في فلسطين قبل الغزو والاحتلال حين تكون فلسطين كلها دولة إسلامية فالإسلام يتسع صدره للمخالفين المسالمين، وهو سمح كريم لا يستثير أحدًا، لقد كرَّم موسى قال تعالى ﴿وَكَانَ عِندَ اللَّهِ وَجِيهًا﴾ (الأحزاب:69) ومجَّد كتابه المنزل قال تعالى ﴿إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ ۚ﴾ (المائدة:44) كذلك مجَّد عيسي قال تعالى ﴿وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ﴾ (ال عمران:45-46) ومجَّد كتابه الذي آتاه الله له، قال تعالى ﴿وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ﴾ (المائدة:46) ومجَّد أمه المطهرة ونفى عنها الفرية ﴿ فقال إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَىٰ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ﴾ (ال عمران:42) ولا يقبل الإسلام إيمان عبد إلا إذا آمن بالرسل جميعا دون تفريق؛ قال تعالى: ﴿قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ﴾ (البقرة:136) والإسلام يدعو الناس إلى الدخول فيه دون إكراه قال تعالى ﴿لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ﴾ (البقرة:256) ويدعو إلى البر بغير المسلمون والعدل معهم والإحسان إليهم بشرط أن يكونوا مسالمين قال تعالى ﴿لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾ ( (الممتحنة:(8 : وقــال ﴿وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ﴾ (المائدة:8) إن الجهد الذي نبذله لإقامة دولة علمانية أَولى أن نبذله لإقامة دولة إسلامية وسيبارك الله هذا الجهد، ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ ۚ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ ۖ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾ (الروم:4-5) ● - نقرأ لك كتابات متنوعة في الاعتصام وغيرها فإلى أي حد تؤمنون بجدوى الإعلام في البعث الإسلامي المأمول؟ ●لا زلت أؤمن كل الإيمان بجدوى الكلمة المخلصة، فهي بدون شك تجد صداها مع الناس في كل زمان ومكان، قد يستجيب لها قلة لكن يجب أن نضع في حسابنا أن القلة الخيرة لها وزنها وقيمتها بالنسبة للكثرة الشريرة وفي القرآن ذكرت القلة مقرونة بالثناء والكثرة مقرونة بالذم. قال تعالى ﴿كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ﴾ (البقرة:249) و قــال ﴿وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ﴾ (سبأ:13) وقــال ﴿إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ﴾ (ص:24) و قال ﴿وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ﴾ (الأنعام:116) وقال ﴿وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ﴾ (يوسف:103) وقال ﴿وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللَّهِ إِلَّا وَهُم مُّشْرِكُونَ﴾ (يوسف:106) يكفينا أثر الكلمة و إن كان مع قليل من الناس، و يجب ألا يغيب عـــن ذهننا أن نجاتنا مقرونة بالتبليغ، قال تعالى ﴿وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا ۙ اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا ۖ قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (164) فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ﴾ (الأعراف:164-165) إن الكلمة الخالصة لها أثرها إن عاجلًا وإن آجلًا فلنثبت على الحق ولندع إلى الله ولنذكر أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أوذي وثبت في الدعوة ولم يتراجع على الرغم مما لقيه من أذى واضطهاد، لقد اختفى يومًا ما في غار، واليوم أصبح اسمه على جميع المنابر والمآذن في كل الأمصار والدول والأقطار.
الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

نشر في العدد 2

1142

الثلاثاء 24-مارس-1970

حَديث صَريح للشيخ محمد أبو زهرة

نشر في العدد 1

1005

الثلاثاء 17-مارس-1970

مع القراء

نشر في العدد 2

1008

الثلاثاء 24-مارس-1970

مع القراء 1