العنوان لقاءات فارغة ومؤتمرات فاشلة
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر السبت 11-أغسطس-2007
مشاهدات 39
نشر في العدد 1764
نشر في الصفحة 5
السبت 11-أغسطس-2007
تمر القضية الفلسطينية اليوم بواحدة من أصعب مراحلها عبر التاريخ، بعد أن أصيبت بحالة من الجمود والتعقيد، فالوضع الفلسطيني الداخلي يشهد انقساماً وصراعاً بين أبناء الشعب الواحد لم يحدث من قبل، وذلك بعد أحداث غزة التي سقط فيها التيار المتصهين داخل السلطة، على أيدي تيار المقاومة، ثم اصطفاف ذلك التيار المتصهين بوضوح في الخندق الصهيوني ضد حركة حماس وقوى المقاومة، وسط حالة من الشلل العربي والإسلامي، وعجز عن إصلاح ذلك الوضع.
ولم يعد يكسر ذلك الجمود إلا الإعلان عن لقاءات صهيونية فلسطينية فارغة، أو مؤتمرات فاشلة هنا وهناك، برعاية الولايات المتحدة المنحازة - على طول الخط - للكيان الصهيوني.
فيوم الاثنين الماضي التقى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس برئيس وزراء الكيان الصهيوني إيهود أولمرت، وهو اللقاء الثالث لهما منذ أحداث غزة. وكالعادة لم يسفر اللقاء عن شيء سوى التصريحات الفاشلة التي تطلق في الهواء. والأهم أن مثل تلك اللقاءات الفاشلة باتت تمثل - في كل مرة - غطاء لاعتداءات واجتياحات صهيونية ضد أبناء الشعب الفلسطيني، ففي لقاء الاثنين الماضي، وبينما كان عباس يتبادل الابتسامات والمصافحات مع أولمرت أمام كاميرات الإعلام، كانت القوات الصهيونية تجتاح مخيم العين في مدينة نابلس بالضفة الغربية المحتلة، وتعتقل ثمانية من أبناء المقاومة وفي الوقت ذاته كانت قوات أمن السلطة تواصل حملتها في مطاردة واختطاف كل من له صلة بحركة حماس في الضفة.. وهو ما يؤكد أن مهمة السلطة والكيان الصهيوني وهدفهما واحد، وهو مواجهة حماس والقضاء عليها!!
من جهة أخرى فقد أطلق الرئيس الأمريكي بوش مؤخراً دعوة لانعقاد مؤتمر دولي في الخريف المقبل لإعادة ما أسماه إطلاق عملية السلام الفلسطينية/ الإسرائيلية ولم تتضح حتى الآن معالم ذلك المؤتمر ولا برنامجه، كما لم يوضح الرئيس الأمريكي نفسه برنامجه أو حتى أفكاره الرئيسة عن هذا المؤتمر خاصة أنها ليست الدعوة الأولى أمريكياً لمؤتمرات سلام. فمنذ مؤتمر مدريد في نوفمبر ۱۹۹۱م، واتفاقية أوسلو بين السلطة والصهاينة ۱۹۹۳م، لم تتوقف مؤتمرات السلام برعاية واشنطن، ولكن نتائجها كانت فاشلة ولم تحقق شيئا على أرض الواقع للقضية الفلسطينية، فالأرض مازالت محتلة، واللاجئون ما زالوا في الشتات والقدس ما زالت تحت مطارق التهويد وجدار الفصل العنصري مازال قائماً، والشعب الفلسطيني ما زال تحت حصار التجويع وحملات القتل والتدمير، بل إن الحديث عن الحل الدائم وإقامة الدولة الفلسطينية لم يتعد العموميات في تصريحات وبيانات للاستهلاك المحلي، بينما الواقع على الأرض يشهد بمزيد من العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني، ومزيد من إحكام القبضة الصهيونية على الأرض الفلسطينية.
إن الذي يبدو من مؤتمر الخريف القادم أنه لعبة أمريكية جديدة تهدف إلى تشكيل تكتل في المنطقة يقدم المزيد من الخدمات المجانية للمشروع والأطماع الأمريكية في المنطقة.. فهل تتنبه المنطقة لذلك؟!
لقد كان الأولى بمحمود عباس ورجال السلطة أن يبدأوا حواراً فلسطينيا جامعاً لكل القوى والفصائل يوحد الصف الفلسطيني ويقويه، في مواجهة الأطماع الصهيونية المستفحلة.. لكنه - عباس - استجاب للابتزاز وخضع للتهديد الصهيوني بعدم الاقتراب من حماس وعدم الحوار معها، وإلا سيتم نسف العملية السياسية، وفق ما ذكرته صحيفتا «يديعوت أحرونوت» و«هآرتس»، وكان الأولى بالدول العربية وجامعتها أن تبدأ حراكا جادا لتوحيد الصف الفلسطيني، وعدم المشاركة في المؤتمر المزمع، والفلسطينيون منقسمون بهذا الشكل!!
إن لقاءات أولمرت - عباس ستتكرر ومؤتمرات ما يسمى بالسلام ستتواصل، وهدفها معلوم وهو إعطاء دولة فلسطينية على الورق، وعبر التصريحات مقابل التمكين للمشروع الصهيوني السرطاني في المنطقة.. ولئن أصيب الموقف العربي بالعجز بالشكل الذي نتابعه اليوم، فإن الشعب الفلسطيني الملتف حول مقاومته لن يتوقف عن المقاومة والكفاح والجهاد لاسترداد حقه وإقامة دولته، بإذن الله.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل