العنوان لقاء مع.. الشيخ كلزار أحمد الأمين العام لجمعية اتحاد العلماء في باكستان
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 12-مارس-1974
مشاهدات 63
نشر في العدد 191
نشر في الصفحة 11
الثلاثاء 12-مارس-1974
لقاءات المجتمع
لقاء مع.. الشيخ كلزار أحمد
الأمين العام لجمعية اتحاد العلماء في باكستان
العلماء ورثة الأنبياء، وأقمار هدى تبدد وحشة الظلام وهم حراس وحماة العقيدة الإسلامية، التي حافظت عليها أمتنا، رغم ضراوة الكيد لها، ومحاولة النيل منها- مع أن العقيدة الإسلامية ملك لكل مسلم. فلقد بدأ الله الإسلام من طبقة الكهنوت. والعلماء أثقل مسؤولية من غيرهم لأنهم أكثر علمًا وخشية لله.
﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ﴾ (فاطر:28). والمسلمون لا يسيرون إلا بهدى الذي يقول: قال الله قال رسوله، ولا يقدمون أحدًا على الذين يقفون على منبر كان يقف عليه- صلى الله عليه وسلم-.
فالعلماء إذن زعماء وقادة وقديمًا قيل: «عالم ذو همة ينهض في أمة».
وإذا كان أصحاب الصحف والمجلات يتسابقون؛ لإجراء محاورة صحفية مع الرؤساء والزعماء والوزراء الوافدين، الذين هم من أساطين السياسة فإن من أعلام الإسلام علينا أن نعرف لهم مكانتهم وقدرهم فهم الذين يمثلون- في الحقيقة- أصالة الأمة ويحملون آلامها وآمالها.. ويسرنا زيارة العلماء العاملين لكويت، يسرنا أن نقدمهم لقراء مجلتنا. لنسمع آراءهم في واقع المسلمين وسبيل النهوض بهم، ومن غيرهم أكثر علمًا بداء المسلمين ودوائهم؟! ويسعدنا أن نكون واسطة تعارف بين إخواننا المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، يسعدنا أن نساهم في تحقيق قوله صلى الله عليه وسلم:«المسلمون كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر».
وأن تعرض مشاكل المسلمين على صفحات «المجتمع».
لجملة هذه الأسباب كان لقاؤنا مع فضيلة الشيخ كلزار أحمد الأمين العام لجمعية اتحاد العلماء في باكستان.
● متى تأسست جمعية العلماء وما هي أغراضها؟
- تأسست جمعية العلماء عام ١٣٨٤، ومركزها الرئيسي في مدينة لاهور، وأغراضها:
1- توحيد صفوف العلماء في باكستان.
2- تأييد الحركات الإسلامية وأن تكون الجمعية دعامة لهم.
3- العمل على قيام الخلافة الراشدة. وعدد أعضاء الجمعية اليوم ما يزيد على
«٦٠٠٠» عضو من العلماء موزعون في سائر أنحاء باكستان الشرقية والغربية.
وللجمعية «٥٠٠» مدرسة في مختلف مناطق باكستان.
● هل لجمعية العلماء مواقف في سياسة باكستان أم أنكم تتجنبون الأمور السياسية؟؟
- قلت: إنه من أغراض الجمعية العمل لإقامة الخلافة الراشدة، وهذا هو جوهر السياسة. والإسلام كل متكامل ومنه السياسة. وقد قتل عدد كبير من جمعية العلماء في فتنة «بنغلاديش» التي تمت بانفصال جزء عزيز علينا من باکستان. وأنا اعتقلت ثماني مرات آخرها عام ۱۳۸٥عند اعتقال مجلس شورى الجماعة الإسلامية، واعتقلت أكثر من مرة بسبب القاديانية.
● هل تواجه جمعية العلماء صعوبات، وما هي هذه الصعوبات؟؟
- لا بد لكل جماعة تعمل لإقامة حكم الله من صعوبات ومن هذه الصعوبات التي نواجهها.
1- تعدد الفرق الإسلامية وصعوبة اجتماعها في اتجاه واحد.
2- موقف الحكومات التي تعاقبت على باكستان خلال عشر سنوات، فهي تحارب دومًا اتحاد جمعية العلماء.
3- فتنة القاديانية: فهي مندسة في وظائف الدولة انتشار السرطان في جسم الإنسان.
● نرجو أن تعطونا فكرة عن مدارس الجمعية، ووضع العلماء في باكستان؟؟
- العلماء في باكستان لا يأخذون رواتب من الدولة، باستثناء ۱٪ يأخذون رواتب من الأوقاف، والبعض تأخذهم الحكومة أئمة للجيش.
ولذلك فالعلماء في باكستان فقراء، والدولة غير مسؤولة عنهم، ولا تعترف بشهادة معاهدنا في وظائف الدولة.
والمصدر الوحيد للعلماء جمعيات شعبية تابعة للمساجد يساهم بها أهل الخير، وتقوم بتقديم الرواتب لأئمة المساجد.
والنادر من علماء باكستان من تبلغ رواتبهم ثلاثين دينارًا، والباقون دون ذلك.
وهذا لا يؤثر مطلقًا على معنوية العلماء وقيامهم بواجبهم. خير قيام و يقنعون بالقليل.
أما المدارس فيشرف عليها نخبة صالحة من العلماء ومناهجها معظمها باللغة العربية- لغة قرآننا الكريم.
● فضيلة الشيخ حيث إن المؤتمر الإسلامي عقد في مدينتكم «لاهور» ولا مانع عندكم من الخوض في الجوانب السياسية. فما هو رأيكم في هذا المؤتمر؟؟
- خلال انعقاد المؤتمر كنت خارج باكستان في هذه الجولة، وكنت قبل انعقاد المؤتمر أحسن الظن وأقول: لا بد أن يكون هناك خير وراء انعقاد مؤتمر إسلامي. ولكن استغربت بعض المواقف منها:
1- نستنكر الاعتراف ببنغلاديش، ولقد استنكرت الحركات الإسلامية، والمنظمات الطلابية هذا الموقف، وقام عدد من المظاهرات وجميع رؤساء اتحاد الطلبة في باكستان معتقلون لهذا الغرض، و۹۰٪ من رؤساء اتحاد طلبة باكستان إسلاميون.
ومن بين المعتقلين ابني واسمه فريد أحمد رئيس جمعية الطلبة في بنجاب وهي أكبر جامعة في باكستان، أقول: إن ابني فريد معتقل كخبر وفي الحقيقة جميعهم أبنائي وأحبهم كفريد.
2- نستنكر كذلك أن المؤتمر رفض البحث في مشاكل المسلمين. كمشكلة الفلبين، والمسلمون كانوا يذبحون في الفلبين أثناء انعقاد المؤتمر، ولم يحرك المؤتمرون ساكنًا لنجدة إخوانهم وكذلك رفض المؤتمر بحث مشكلة كشمير، وأثناء انعقاد المؤتمر أيضًا، كان الهندوس يقومون بعملية إبادة للمسلمين في منطقة «غوجراد» في الهند.
3- نستنكر أيضًا إشراك القسس والمبشرين في المؤتمر وعلى أيديهم يذبح المسلمون في الفلبين، وهم الذين ينادون بتدويل القدس، وتاريخنا معهم ملطخ بالويلات.
وهم الذين أوجدوا إسرائيل في أرضنا، ولم يقدموا دليلًا واحدًا يبرهنون فيه أنهم قد عادوا عن حربهم للإسلام.
● هل هذه هي الزيارة الأولى للكويت، وما هو سبب زيارتكم؟؟
هذه هي المرة الأولى التي أزور فيها الكويت. أما سبب الزيارة فهي الدعوة إلى الله وبصورة أخص أحذر إخواني من خطر القاديانية.
وقمت بطبع مجموعة من الكتب أرجو أن تترجم قريبًا للعربية ومنها:
1- من إسرائيل إلى ربوه، وربوه مركز من مراكز القاديانية في باكستان.
2- القاديانيون ومزاعمهم.
3- اتجاه القاديانيين السياسي.
4- القاديانيون في المرآة.
5- نظرة القاديانيين للإسلام.
6- لماذا نطالب بتكفير القاديانية.
7- القاديانيون أعداء كشمير.
8- القاديانيون وتحريف القرآن.
فللقاديانية مركز كبير في مدينة حيفا تحت إشراف الصهيونية ولا بد من جهد جماعي لمكافحة القاديانية، فالأعمال الفردية قليلة الجدوى ومن أجل هذا الغرض أقامت جمعية اتحاد العلماء في باكستان مشروعًا باسم «مشروع الدفاع عن الإسلام وترويجه» ولهذا المشروع ثلاثة أقسام.
● هل هناك نشاط لأعداء الإسلام في باكستان؟؟
- لأعداء الإسلام نشاط في كل مكان، وفي باكستان نحصر نشاطهم في تكتلات ثلاثة.
1- الشيوعية: مجاورة باكستان للدول الشيوعية ساعد على وجود نشاط لهم في باکستان، خاصة الصين الشعبية التي استغلت مساعدتها لنا في حربنا مع الهند عام ١٩٦٥، وحاولوا أن يفرضوا علينا شروطًا تتعارض مع جوهر ديننا.
2- النصرانية واليهودية ومن وسائلهم:
أ- المستشفيات النصرانية.
ب- المكتبات النصرانية.
ج- المدارس النصرانية.
فعام ١٩٤٧ كان عدد النصارى۰۰۰، ۸۰ وأصبحوا في عام ۱٩٦٢
۰۰۰، ۲۰۰، ۱.
أما المؤسسات النصرانية.
1- معاهد البحوث التي تعد المبلغين والدعاة: ١٣ معهدًا.
2- المعاهد اللاهوتية: ۷۸۲ معهدا.
3- المدارس: ٦٣٤٦٠
4- المستشفيات: ۷۲
5- القاديانية أو الأحمدية وليست أقل خطرًا من الخطرين اللذين سلف ذكرهما. ولهم نشاط مشبوه في باكستان يعرفه جميع المسلمين.
● كيف ترون مستقبل العمل الإسلامي في باكستان؟!
- رغم خطورة الأعداء، وكثرة ما ينفقون لصد الناس عن الإسلام. ما زلت متفائلًا بأن المستقبل لهذا الدين، وأن الله لا بد أن يهيئ دعاة جديرين بحمل أمانة الدعوة. ولهذا فإن مردود أعمال أعداء الإسلام لا يتناسب مع ضخامة مؤسساتهم وفروعهم. وإن المسلمين في باكستان عندهم استعداد طيب، ونسأل الله أن يوفقنا لدعوته وأن يهدينا ويهدي بنا.
المجلة: في كلام فضيلة الشيخ كلزار أمور بالغة الخطورة تستوجب الوقوف عندها والتعليق عليها. منها أن باكستان لا تساعد المدارس الإسلامية ولا تعترف بشهاداتها حتى يزهد الناس بهذه المدارس ويبتعدوا عنها، ولهذا الموقف نظائر في كثير من الدول، وهذا أمر مؤلم.
والدول الإسلامية الغنية تقدم مساعدات لدول تحارب المسلمين، وتقف بسلبية كاملة من أمثال هؤلاء المسلمين الذي لو وجدوا الدعم المادي، لكان لعملهم مردود كبير جدا، ومع شديد الأسف ذهبت وفود لدراسة أوضاع المدارس والجمعيات الإسلامية، وعادت لدولها تناشدها مساعدته وإغاثتهم. لكن كلام هذه الوفود بقي حبرًا على ورق، لكن الجهود التي أقامت ٥٠٠٠ مدرسة، والتقى عليها منظمات وجماعات لا تحصى سيبارك الله بها، ونرجو أن يكرمنا الله بعودة الخلافة الراشدة التي هي من أهداف اتحاد علماء باكستان ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله.