; لكي تصبح مرآة للمجتمع .. نحو الأفضل على الدوام | مجلة المجتمع

العنوان لكي تصبح مرآة للمجتمع .. نحو الأفضل على الدوام

الكاتب فهمي هويدي

تاريخ النشر الثلاثاء 21-مارس-1995

مشاهدات 14

نشر في العدد 1142

نشر في الصفحة 35

الثلاثاء 21-مارس-1995

في الوقت الراهن بوجه أخص تكتسب مجلة «المجتمع» أهمية خاصة، الأمر الذي يضاعف من مسئوليتها كأحد المنابر المعبرة عن الصوت الإسلامي في العالم العربي؛ إذ ليس خافيًا على أحد أن ظروفًا كثيرة تجمعت في زماننا محاولة تطويق الصوت الإسلامي وإسكاته، وفي مواقع عدة تحقق ذلك الهدف ونجح الساعون في تحقيق مرادهم، ولا بد أن نحمد الله على أن مجلة «المجتمع» ما زالت بعيدة عن التأثر بمثل تلك العواصف الجامحة.
غير أن بقاءها وصمودها، وتحولها إلى أحد ثغور الإسلام النابضة بالحياة، له متطلباته التي من أهمها أن تصبح المجتمع منبرًا صادق التعبير عن حقيقة المشروع الإسلامي، الذي هو مشروع الكافة وليس فئة معينة من الناس.
لا ينبغي أن نبخس المجلة حقها، فلها دورها المشهود في متابعة هموم العالم الإسلامي، وإن تمنيت أن تبذل جهدًا أكبر في التحرك على تلك الجبهة العريضة والواسعة؛ لأن التواصل مع العالم الإسلامي هو أحد الأساليب التي تغذي في الوجدان مفهوم الأمة، أسجل للمجلة أداءها في ذلك الميدان، لكن أدعوها في الوقت ذاته أن توجه عناية أكبر إلى موضوع «الآخر» في الساحة العربية، وألا تستدرج إلى منزلقات الاشتباك مع الآخر؛ لأني أحسب في بعض الأحيان صراعًا ضد الذات، فضلًا عن أن الآخر هو جزء من المشروع الإسلامي، ينبغي أن يكون له مكانته فيه، وينبغي أن ينصب جهد أصحاب المشروع نحو محاولة الإفادة منه واستخلاص أفضل ما فيه لصالح الحاضر والمستقبل، وإذا ما اتسع صدر المجلة لحوار مع الآخر، فأحسب أنها لن تكون فقط معبرة عن فكرة المشروع، وإنما ستصبح حقًّا مرآة لــ «المجتمع»، بأسره..

نحو الأفضل على الدوام
بقلم: نبيل شبيب
المحرر المسئول بالقسم العربي في إذاعة صوت ألمانيا. بون
لا أحسب «المجتمع» في حاجة إلى كلمات ثناء وإطراء، ولا أحسب الإخوة القائمين عليها والعاملين فيها ينتظرون وهم يعبرون بها عامها الخامس والعشرين، تشجيعًا بكلمة تؤكد على ما يحققونه من إنجاز.. بل إن في مقدمة شروط نجاح كلمة الإعلام الإسلامية منطلقًا وغاية وأسلوبًا، ذلك الإحساس الدائم عند القائمين من خلالها على أي ثغر من الثغور أن سائر ما يصنعون لا يزال دون المطلوب ودون الممكن، وأحسب أن هذا ما كان الحافز الرئيسي لدى الإخوة في «المجتمع» على النهوض بها عامًا بعد عام نحو الأفضل على الدوام، وهو ما ينبغي أن يبقى حافزًا إلى المزيد في قادم الأعوام. 
لقد رافقت «المجتمع»، وأخواتها مما نسميه الإعلام الإسلامي جيل 25 سنة مضت، برسالة كان من أبرز معالمها خوض المعركة العقيدية والفكرية والثقافية ضد علمانية مسيطرة على مختلف وسائل التربية والتعليم والإعلام والحكم، وهذا مما ساهم ولا ريب في صناعة ما درجنا على وصفه اليوم بالصحوة الإسلامية، ولكن الإعلام الإسلامي وضع نفسه بذلك أمام مزيد من المهام المطلوبة منه في رسالته الجليلة مع جيل مقبل يحمل أعباء أمانة هذه الصحوة على عاتقه، وهذا ما يجعل قيمة كل حديث عن إنجاز مضى رهنًا بمدى الرؤية الواعية للواجب في حقبة مقبلة وليست المسئولية الإعلامية التي نحملها في تلك الحقبة هي مسئولية ترشيد الصحوة كما يتردد في كثير من المناسبات قدر ما هي مسئولية النهوض بأنفسنا، والارتفاع بمستوى ما ننجز إعلاميًّا وفكريًّا وأدبيًّا -وكذلك في مختلف المجالات الحركية والعلمية والتطبيقية الأخرى- إلى المستوى الذي يوجد ما يكفي من القيادات المؤهلة بكفاءاتها وطاقاتها وواقع منجزاتها لاستيعاب ما وصلت إليه تلك الصحوة الجماهيرية، ولنتمكن من المضي معها إلى الأهداف الجليلة، فنحن -إذا صدقنا مع أنفسنا- نحس بأنها قد سبقت جيلنا الراهن بمراحل من خلال عطائها الفياض ما بين الشيشان وفلسطين وبين البلقان وكشمير.. سواء داخل ما نسميه العالم الإسلامي، أو على مستوى ما يوصف بالأقليات والجاليات الإسلامية. 
وعلى هذا الطريق أسأل الله تعالى لـــ «المجتمع»، والعاملين فيها، وسائر المساهمين في أدائها لمهمتها، ولكل من يحمل قسطًا من أمانة الإعلام الإسلامي في الدعوة إلى الله، دوام التوفيق لما يحب ويرضى من القول والعمل.

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

حَديث صَريح للشيخ محمد أبو زهرة

نشر في العدد 2

1044

الثلاثاء 24-مارس-1970

مع القراء

نشر في العدد 1

931

الثلاثاء 17-مارس-1970

مع القراء 1

نشر في العدد 2

936

الثلاثاء 24-مارس-1970