; لم يبق إلا أمينة | مجلة المجتمع

العنوان لم يبق إلا أمينة

الكاتب د. إسماعيل الشطي

تاريخ النشر الثلاثاء 17-نوفمبر-1981

مشاهدات 15

نشر في العدد 551

نشر في الصفحة 24

الثلاثاء 17-نوفمبر-1981

لم يثنه وهج الشمس.. ولم يعوقه هواء الصحارى

  • كان الهضيبي يحتفظ له بتقدير خاص.. دون سواه
  • أشد ماكان يكره.. الخلاف والفرقة

كمال السنانيري اسم كنا نرتقبه.. ونتحين خروجه من عالم السجون إلى رحابة الدنيا.. لقد كنا ننتظره من أجل دعوته.. ومن أجل زوجته أمينة.. لم يبق إلا أمينة... كل بيت قطب اجتمعوا بأزواجهم... حميدة تزوجت الدكتور حمدي مسعود.. وفتحية ومديحة ابنتا نفيسة قطب تزوجتا مصطفى كامل ورفعت الصياد- رحمه الله-.. لميبق إلا أمينة... وقد كنا نسمع عن كمال الكثير...

  • لقد كان صلبًا في دينه.. لم يأخذ بالرخص.. وكان ذا عزيمة متناهية.. لم يرض أن يكتب كلمة واحدة لصالح السلطة.. لقد كان الكثير يستل من دمه ليكتب كلمة يسترضي بها السلطة على خرقة... وكانت نفسه تأبى ذلك السقوط... كانت تأبي أن يدرج اسمه في أي عريضة استعطاف أو استرحام... لقد كان شامخًا.
  • لقد كان متعبدًا.. يصوم يومًا ويفطر يومًا.. لم يثنه وهج الشمس المحرق في سجون واحات مصر.. ولم يعوقه هواء الصحاري الملتهب.. ولا حرقة الرمال الممتدة لقد كانت سعادته في أن يضع خرطوم المياه فوق قمة الخيمة ويبللها بالمياه ليستقبل النسائم المرطبة.
  • لقد كان ورعًا.. ما كان يقبل أمرًا فيه شبهة.. وما كان يتعاطى بعض المباحات خوفًا من الوقوع في الشبهة.. لقد كان الإخوان يحتفظون بما تبقى من «الكاز» الذي يستخدمونه في الكوي داخل سجون الواحات ليطهوا به الشاي وغيره.. ما كان يرضى لنفسه شرب هذا الشاي لأنه طهي بمادة مسروقة.. وإن كانت من ظلمة فجرة..

لقد كنا نسمع عنه كل خير وخرج كمال من السجن.. وانطلق في هذا العالم الواسع.. والتأم شمله بأهله وزوجته.. وكانت فرحة بيت قطب لا تضاهى.. وكان المرشد حسن الهضيبي- رحمه الله- أكثر الناس فرحًا بخروجه.. فقد كان يشعر بأن بيت قطب أمانة في عنقه... وكان ينظر بعطف باك إلى أمينة لذلك كان وليها في عقد القران... وجلسنا مع هذا الرجل المرتقب... وأكلنا سويًا.. وتناقشنا كثيرًا... وكم احتد بيننا النقاش... ولقد رأينا في كمال الكثير...

  • كان موضع احترام الجميع وتقديرهم.. له هيبة ووقار.. وكان المرشد حسن الهضيبي- رحمه الله- يحتفظ له بتقدير خاص دون سائر صحبه.. فقد كان يقدر عزيمته المتناهية.. وتفانيه من أجل الدعوة... والالتزام بالطريق.. وقال لي مرة تقديري لكمال ليس ناتجًا عن عطفي على بيت سيد... تقديري لكمال؛ لأنه رجل بكل ما تعنيه هذه الكلمة..». 
  • كان يمتلئ حيوية.. رغم إن السنوات حفرت على وجهه آثارها... وإن الشيب غزا كل شعرة في رأسه... إلا أن الحيوية كانت تتدفق بين كل حركة يتحركها في سبيل الله... لم يركن إلى الدنيا ولم يتجه إلى تحصيل ثروة.. لقد كان عمله الدعوة.. وهذا لا يعمله إلا رجل ككمال...
  • كان يكره الخلاف والفرقة... فتارة تجده في أفغانستان يوحد صفوف المجاهدين.. وتارة في أوروبا يلم العاملين في الدعوة لوحدة كلمة المسلمين... لقد كان حمامة سلام تتنقل من قطر إلى قطر....

ولقد أنهى رحلة حياته بشهادة... وكان يستحقها وكان أهلًا لها... ولأني رب أسرة صديقة لبيت سيد فقد كنا نعطف على زوجته السيدة الفاضلة الأخت أمينة... ولقد كنا نعطف على البيت كله... لقد كانت أيامهم مليئة بالبلاء والرزايا والتضحيات.. استشهد أخوهم سيد.. واستشهد ابنهم رفعت بكر.. واقتيد جميع أفراد الأسرة إلى معتقلات ناصر وسجونه... ابتداء بالأستاذ محمد- حفظه الله- ومرورًا بالسيدة نفيسة قطب وانتهاءً بأبنائها جميعًا... وإني لأهنئ هذه الأسرة على إكرام الله لرجالها وأنسابها بالشهادة... وأهنئ أسرة الشهيد السنانيري بهذا الشرف العظيم.. وأهنئ جماعة الإخوان المسلمين على هذا... فمازالت هذه الجماعة تقدم كل يوم شهيد.

﴿ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا  صدق الله العظيم (الأحزاب: 23)

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

مع القراء - العدد 10

نشر في العدد 10

43

الثلاثاء 19-مايو-1970

من هَدي النُبوة

نشر في العدد 53

35

الثلاثاء 30-مارس-1971

مناقشات حول الحركة الإسلامية

نشر في العدد 11

37

الثلاثاء 26-مايو-1970