; مأساة جامعة الكويت | مجلة المجتمع

العنوان مأساة جامعة الكويت

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 25-أبريل-1978

مشاهدات 16

نشر في العدد 396

نشر في الصفحة 4

الثلاثاء 25-أبريل-1978

التعليق الأسبوعي

  • جامعة الكويت -كما هي عليه اليوم- لا يمكن أن تواصل مسيرتها. فهي تتآكل ذاتيا بشكل سرطاني رهيب.

وتزداد فيها الانحرافات وتطغى عليها السلبيات.

وتتصادم بعنف متزايد مع مقومات المجتمع الأساسية ومع تطلعات مخططي «كويت المستقبل» المعلنة.. بل وتتناقض سلوكياتها مع خصائص التعليم الجامعي ذاته.

  • لم نطرح موضوع جامعة الكويت؟

لا يشك أحد بأن الموضوع في غاية الأهمية لأن الجامعة من الركائز الأساسية المعول عليها إعداد جيل المستقبل وبحث قضايا الحاضر وانتشال الأمة من واقع التخلف.

وإن مأساة الجامعة تتطلب معالجة جذرية وسريعة لقواعدها وسياستها -من أجل التغيير الشامل- وليس من أجل- تهدئة الخواطر وإيجاد الحلول الترقيعية.

- لذا نطرح موضوع الجامعة ومأساتها.                               

- ولذا يتوجب تشريح مسببات المأساة وطرح الحلول الكفيلة بإعادة الجامعة إلى جادة الصواب.

فلا مجاملة في أمور تتعلق بمصير الأمة وكيانها وليس من مصلحة الأمة ترك الجامعة تدمر نفسها وتشارك في دفع المنطقة نحو المزيد من التخلف والتبعية.. 

  • مسببات مأساة جامعة الكويت
    المسببات عديدة ومتداخلة وأهمها:
  • افتقاد الأهداف المحددة الواضحة الأصيلة النابعة من عقيدة الأمة المحققة لآمالها وتطلعاتها والعاملة على خدمة قضاياها.
  • حظر الحرية المتمثل في أبعاد أعضاء هيئة التدريس والطلبة عن المشاركة في تسيير أمور الجامعة وتعديل أوضاعها وفي عدم توفر المساهمة الشعبية الحقة في الرقابة والتوجيه.  
  • وجاءت نتائج هذين العنصرين لتكون بدورها مسببات أخرى لهذه المأساة وهي:
  • تخبط الجامعة في مسيرتها- في المنهج ومعايير التعامل العلمي والتربوي والإداري وطرق خدمةالمجتمع.. 
  • انجراف الجامعة بسرعة هائلة مع التيار الأمريكي فأضحت من مراكز التأثير الأمريكية في المنطقة وخاصة في مجال التعليم والسلوك الاجتماعي.. وما سيتبع من مجالات أمر وأدهى. 
  • نشوء قيادات جامعية عليا مؤسسة علىالضعف- العلمي والإداري والنفعية الذاتية.  
  • ما هي الأهداف المطلوبة؟

أن مخطط الأهداف لأيةجامعة يجب أن يرسم في ضوء الظروف التي يعيشها المجتمع المحيط بها ومن أجل التغيير إلى الأفضل.

وظروفنا:

  • شعوب مستضعفة مقيدة الحرية مسلوبة الإرادة
  • تساقط على الشهوات وتعلق بالترف وزخارف المسكن والملبس.
  • تملق ونفاق في مجالس الحكام.
  • فساد أخلاقي وفجور وتبذل.
  • انحطاط فكري. 
  • أراض مغتصبة.
  • ثروات منهوبة.. 
  • في ظل هذه الظروف وغيرها يجدر بجامعة الكويت العمل على تغيير هذه الأوضاع والبدء بتحديد أهداف لها تكون إطارا للتغييرات المرتقبة. 
  • لنستمع إلى الشيخ العلامة محمد طيب رئيس جامعة دار العلوم الهندية يقارن بين ظروف المجتمع وأهداف الجامعة وليقدم صورة نيرة لما يجب أن تكون عليه جامعة المجتمع المسلم: 

«إن الحكم الإسلامي ظل في الهند ثمانية قرون ونصف قرن كانت السيادة والسلطة خلال تلك المدة للمسلمين وحدهم وكانت الشريعة الإسلامية هي الأساس لحكم البلاد».

وتم القضاء على الحكم الإسلامي نهائيًا حينما فشلت ثورة عام ١٨٥٧م ضد الإنجليز فبدأ المسلمون يتخلون عن الأخلاق الفاضلة وأخذت تتسرب إلى مجتمعهم تقاليد خرافية ورواسب غير إسلامية، وكادت تنقطع صلتهم بالثقافة الإسلامية لتفشي الجهل.. في هذه الظروف قامت جامعة دار العلوم.

والأهداف الأساسية التي كانت أمام هذه الجامعة:

حفظ الكيان الإسلامي وإبقاء الشوكة الإسلامية ورد التقاليد الخرافية وإشعال عاطفة الحرية والاستقلال في المسلمين وتنظيمهم بصورة قوة اجتماعية متماسكة.. ونجحت جامعة دار العلوم في تحقيق تلك الأهداف السامية كل النجاح 

  • وصورة أخرى نقدمها من قراءتنا لأهداف جامعة البصرة مع احتفاظنا بموقف خاص تجاهها.

«.. إن هدف جامعة البصرة يجد محتواه في النموذج العراقي للسياسة العليا للقطر المبنية على فحوى الثورة التحريرية بكل ما فيها من مضامين الحرية والوحدة القومية وبناء حياة سعيدة للجماهير ومعاداة للاستعمار والعدوان وصداقة مخلصة لكل حركات التحرر والسلم والتقدم في العالم.. » 

ومن أهداف هذه الجامعة:

«.. المساهمة في تربية الجيل الجديد بالروح الوطنية والقومية وفقًا لمتطلبات التحرر الوطني والوحدة القومية والتقدم الاجتماعي.. »

  • وقادة جامعة الكويت أدرى بأهداف جامعات أوروبا وأمريكا وغيرها والتي يجمعها التحديد والوضوح والالتزام بمفاهيم الأمة وقضاياها.
  • ما هي الحرية المطلوبة؟
  • الحقيقة الواضحة أن أساتذة وطلبة الجامعة معزولين عن المشاركة الفعلية في قضايا الجامعة. 
    والأدهى أن هناك محاولات لفرض مثل هذهالعزلة على وسائل الإعلام.؟
  • فكيف يمكن اتخاذ القرارات الجامعية والطرف الجامعي الأهم والأكثر عددًا في عزلة من المشاركة فيها.؟
  • وكيف يتسنى للأمة المساهمة في تصحيح مسار الجامعة في حين أنه محظور عليها التحدث في أمور الجامعة؟
  • وكيف لا تناقش الأمة أمرًا مصيريًا يتعلق بمستقبل أبناءها؟
  • هذه الحقيقة إحدى صور مأساة جامعة الكويت فهل من منكر.؟ 

أن الحرية التي نطالب بها في جامعة الكويت ليست حرية نقد الطلبة لقوائم مطاعم الجامعة وليست حرية الجلوس على الحشائش؟

  • ولكنها حرية الفكر الملتزم بعقيدة الأمة وقضاياها حرية نقد إدارة الجامعة ومحاسبتها فلا تضيق ذرعًا به، بل تتقبل التوجيه والتقويم.

«إن رأيتموني على حق فأعينوني وان رأيتموني على باطل فقوموني».

  • حرية تقييد مدير الجامعة بسلطات محددة وواضحة فالسلطات المطلقة تزيد من فساد الجامعة. 
  • حرية اختيار المدير من قبل الطالب والمعلم والأمة، طبقا لمواصفات الصلاح والعلم.
  • حرية تكفلها قوانين الجامعة والبلاد.
  • وأخيرًا هذه هي أبعاد مأساة جامعة الكويت وهذه بعض الحلول لها.

وأملنا أن يرد أولوا الأمر.

«لا خير فيكم إن لم تقولوها.. ولا خير فينا إن لم نسمعها».

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

الجامعة والأساتذة الزائرون[1]

نشر في العدد 42

32

الثلاثاء 05-يناير-1971

هل نستجيب؟

نشر في العدد 5

30

الثلاثاء 14-أبريل-1970