; مؤتمر المعلمين.. هل أدى واجبه؟ | مجلة المجتمع

العنوان مؤتمر المعلمين.. هل أدى واجبه؟

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 16-مارس-1971

مشاهدات 17

نشر في العدد 51

نشر في الصفحة 3

الثلاثاء 16-مارس-1971

انتهت اجتماعات مؤتمر اتحاد المعلمين العرب السابع الذي عقد في الكويت وأعلنت مقررات هذا المؤتمر لتضاف إلى حصيلة مقررات لمؤتمرات كثيرة في وطننا العربي الكبير.
هذه المؤتمرات التي تكلف خزائن الدولة المشتركة فيها وخزينة الدولة المضيفة مبالغ طائلة؛ هل تؤتي ثمارها كما يجب؟ هل تقوم بما نيط بها على الوجه الأكمل؟
لقد تميز مؤتمر المعلمين العرب بميزة لم نرها في غيره من المؤتمرات ذلك أن وفود بعض الدول المشتركة وصل عددهم إلى ما يزيد على مائة عضو أو مائة وخمسين؛ كلهم يشاركون في أعمال هذا المؤتمر ولا ندري إن كان السبب في هذا العدد الكبير هوالتظاهر للضغط على المؤتمرين بأفكار معينة أم إغناء المؤتمر بالبحوث و الآراء، أم هو تشجيع السياحة على حساب الدولة ولكن، ألم يحسب لهذه الكثرة حسابًا في كثرة المشاكل وتفريعها والدخول في مناقشات بيزنطية تبعد المؤتمرين عن أهم أغراض مؤتمرهم وتجرهم إلى إضاعة الوقت في التحويم حول القضايا دون الدخول فيها؟
ما لنا ولهذا؟ ولنترك شكل المؤتمر ولنبحث الأهداف التي يسعى إليها والوسائل التي يتخذها لذلك.
 الإنسان حين يسمع مؤتمر المعلمين يقفز إلى ذهنه ثلاث صور: المعلم.. التلميذ.. المناهج المدرسية، ووسائل تنفيذها؛ فهل قام المؤتمر بإعطاء صورة من هذه الصور حقها في البحث والدراسة وإبداء الرأي والتقرير؟

·       المعلم.. إعداد المعلم للتعليم.. الثقافة الإنسانية التي يجب أن يلم بها.. الاستقرار الحياتي الذي يجب أن يتمتع فيه؛ من حيث ما يعطى إليه من رواتب.. ما يقوم به من عمل في مدرسته وفي بيته.. ما يعطي إليه من أمن نفسي وما يباح له من حرية في التوجيه والتربية وإبداء رأيه في المشكلات التي تشغل أذهان التلاميذ.. هل بحثت مثل هذه الأمور..؟
 كل الناس يعلمون أن المعلم في بعض البلاد العربية يعيش على الكفاف ولا يجد وقتًا يفكر فيه في غير السعي لكسب الرزق وتأمين المعيشة ويبحث عن الدروس الخصوصية والأعمال الإضافية بذلة ومهانة.. لا يقدره المجتمع ولا ينظر إليه باحترام.. بينما زميله في الوظائف الأخرى يفوقه في كل شيء.. فهل أوصى المؤتمر بإيفاد وفد من المؤتمرين إلى مثل هذه البلاد ومعه التوصية بتحسين أحوال المدرسين هناك.
وماذا عن المعلم نفسه..؟
هل هو معد حقًا تربويًّا وخلقيًّا ودينيًّا لقيادة الشباب وتوجيههم.. وهل درس المؤتمرون هذا الأمر وأوصوا فيه بشيء..؟
 أم هو أمر ثانوي لا يستحق الدراسة؟
وماذا عن حرية المعلم في القول..؟ هل هي متوفرة؟ وهل يستطيع المعلم أن يبدي رأيه بحرية فيما يدور حوله من مشاكل لتلاميذه ويبصرهـم بعواقب الأمور..؟ ثم هل يجد المعلم من الوقت داخل المدرسة أو خارجها ليقوم بالتوعية والتوجيه أو حتى الوقت لمجرد التفكر في مثل هذه الأشياء..؟ وهل يسمح له بذلك إن وجد الوقت..؟
جاء في مقررات المؤتمر «إن ضمان حرية المعلم في التعبير والمناقشة والبحث العلمي في تعبئة الجماهير شرط أساسي لتمكينه من أداء دوره القومي في المرحلة الراهنة»..
 فهل هذه العبارة الغامضة كافية؟
والتلاميذ.. هل درسنا أوضاعهم في عالمنا العربي..؟ هل حاولنا معرفة الظروف التي تؤثر عليهم في كل بلد عربي..؟ هل تحسسنا مشاكلهم وما يعانون منه..؟ لماذا نجد أجيال اليوم أصعب مراسًا وأكثر انحرافًا وأضعف خلقاً وأقل علمًا من الأجيال الماضية..؟  ألسنا نريد إعداد أجيال ترد العزة إلى أمتنا التي افتقدها جيلنا نحن..؟ فكيف يتم ذلك وهذه هي الحال؟

...............................

العام الجديد

 

بخطى ثابتة رصينة، وبثقة في الله لا تتزعزع، تدخل المجتمع عامها الثاني، وأملها الكبير أن تكون عند حسن ظن الأمة الإسلامية استمساكًا بالحق، ودفاعًا عن الفضيلة، وذودًا عن حياض الإسلام.

وهذا هوالعدد الـ ٥١ من صحيفتك نرجو أن ينال قبول كل قارئ وكاتب ومثقف.

الرابط المختصر :