العنوان ماذا أقول بعد ٤٠ عامًا على احتلال المسجد الأقصى؟!
الكاتب الشيخ رائد صلاح
تاريخ النشر السبت 16-يونيو-2007
مشاهدات 15
نشر في العدد 1756
نشر في الصفحة 10
السبت 16-يونيو-2007
ملف خاص
40 عامًا على ضياع القدس
تعايش أمتنا ذكرى مرور أربعين عامًا على فاجعة احتلال المسجد الأقصى المبارك، وكي لا تمر هذه الفاجعة وكأن شيئًا لم يكن؛ لا بد من دعوة أنفسنا ودعوة الحاضر الإسلامي والعربي والفلسطيني لإحياء هذه الذكرى، ولابد من رد الاعتبار الأصيل للقدس الشريف والمسجد الأقصى، والتأكيد من خلال إحياء هذه الذكرى أن كلًّا منهما قضية إسلامية عربية، وليست قضية فلسطينية فقط..
ولابد من التذكير من جديد من خلال إحياء هذه الذكرى أن القدس في خطر، وأنها تعاني من مؤامرة تهويدها من قبل الاحتلال «الإسرائيلي»، وكذلك التذكير بأن الأقصى في خطر، وهو يعاني من مؤامرة السعي المتواصل إلى طمسه، وبناء هيكل على حسابه من قبل الاحتلال..
(●) رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني
«يوم القدس» في «إسرائيل»: تتواصل الجهود «الإسرائيلية» لإحياء هذه الذكرى، ولكن تحت اسم «أربعون عامًا على تحرير القدس» توافقًا مع موازين احتلالهم. بدءًا من 16/5/2007م حتى 16/5/2008م، بتكلفة 90 مليون شيكل.. لتقوية موقع «أورشليم» عالميًّا.
وبمناسبة «يوم القدس» أضاءت الإدارة «الإسرائيلية» أسوار القدس بلون العلم «الإسرائيلي» الأزرق والأبيض، بتكلفة ١,٥ مليون يورو، منذ الأحد 13/5/2007م.
ثم عقدت المؤسسة «الإسرائيلية» يوم الإثنين 14/5/2007م اجتماع الكونجرس اليهودي فيما يسمونه «مباني الأمة» في القدس، وكذلك نظمت مهرجانًا غنائيًّا في مبنى الكنيست بعنوان «أغاني عن أورشليم عبر العصور».
كما عقدت المؤسسة الإسرائيلية، يوم الثلاثاء 15/5/2007م مهرجانًا غنائيًّا كبيرًا بعنوان «اذهب إلى أورشليم»، ونظمت عددًا من المسيرات الضخمة، اتجهت كلها إلى القدس بعنوان «كلنا نسير نحو القدس» ومسيرة أخرى في ساحة البراق.
ثم انتقلت المسيرات الضخمة إلى شوارع القدس مرورًا بأزقة البلدة القديمة، انتهاءً
بساحة البراق يوم الأربعاء 16/5، وكذا تم تنظيم مهرجان غنائي صاخب لطلاب الجامعة العبرية على أرض مقبرة «مأمن الله» تحت عنوان «الأسوار تهتز».
ومن ضمن الفعاليات «الإسرائيلية» تنظيم مسيرات لنحو ٢٠ ألف طالب يهودي في القدس يوم الخميس 17/5، وافتتاح موقع إنترنت خاص بعنوان أربعون عامًا على توحيد القدس، وافتتاح معرض صور..
برامج عالمية
ومن خلال المتابعة، يتضح أن كل هذه الفعاليات مجرد برامج تمهيدية، سيتبعها برامج عالمية ضخمة من أخطرها، تنظيم سلسلة بشرية تحوط أسوار القدس القديمة تضم آلاف الأشخاص من أنحاء الأرض، وقد يكون من ضمنهم بعض المسلمين بالإضافة إلى بقية أهل الرسالات السماوية وأهل الديانات الأرضية!! في محاولة لابتزاز إجماع كاذب بواسطة أشخاص من أنحاء العالم، كتعاهد وإقرار على توحيد القدس تحت السيادة «الإسرائيلية» الاحتلالية.
شعلة عالمية
وكجزء من البرامج العالمية الضخمة أشرفت المؤسسة «الإسرائيلية» على تمرير شعلة خاصة بين الجاليات اليهودية في أنحاء العالم، ومن المفترض أن تشرف المؤسسة «الإسرائيلية» على تسمية شوارع وأماكن عامة في أنحاء العالم باسم «أورشليم» ضمن حملة تحت اسم «مدن تُجل أورشليم»..
ومن المفترض أن تقوم المؤسسة «الإسرائيلية» بتنظيم عروض موسيقية لأشهر الملحنين العالميين أمثال «فلسيدو دومينغو» و «لوتسيانو فبروطي» ببث حي ومباشر على أوسع نطاق عالمي.
وكذلك بدأ الإعلام العبري يتحدث عن برنامج النفخ في «۳۰۰۰ بوق» ستنصب على أسوار القدس القديمة، واستعراض ألعاب نارية بطريقة خاصة، ومسابقات ثقافية عالمية خاصة بتاريخ القدس، وعروض مسرحية في أشهر مسارح العالم حول تاريخ «أورشليم».. بجانب العديد من النشرات الدعائية في أشهر شبكات الأخبار العالمية مثل «فوكس نيوز» للترويج سلفًا لهذه البرامج، وعقد أيام دراسية لرؤساء البلديات الكبيرة في العالم بهدف حشد أقوى جهد عالمي لدعم مشروع تهويد القدس.
أين جهود المسلمين؟
وإذا كان هذا هو بعض جهد المؤسسة الإسرائيلية الاحتلالية لمواصلة فرض احتلالها في القدس الشريف والمسجد الأقصى.. فأين جهودنا نحن المسلمين والعرب والفلسطينيين؟ ونحن أصحاب الحق الشرعي والأبدي والوحيد في القدس الشريف والمسجد الأقصى؟! أين جهدنا في الوضع الراهن ريثما تتوافر الظروف التي تؤدي إلى زوال الاحتلال «الإسرائيلي» عن القدس الشريف والمسجد الأقصى؟!
أين جهدنا ونحن أمة المليار ونصف المليار مسلم وعربي وفلسطيني؟! أين جهدنا ونحن نملك تريليونات الدولارات وآلاف الفضائيات التي تبث على مدار الليل والنهار؟!
أين جهدنا ونحن الذين لا تزال تؤنبنا ضمائرنا منذ عام ١٩٦٧م؛ لأننا تخاذلنا عن نصرة القدس الشريف والمسجد الأقصى، وتركناهما وحدهما يتجرعان مرارة الأسر وذل الاحتلال؟!
إنني أهيب بالجامعة العربية، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، واتحاد علماء المسلمين العالمي، والمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة، ورابطة العالم الإسلامي، وسائر العناوين الإسلامية والعربية العالمية المبادرة فورًا إلى إحياء ذكرى هذه الفاجعة، فاجعة مرور أربعين عامًا على احتلال المسجد الأقصى، كما أنني أهيب بكل الحركات والأحزاب الأصيلة والمؤسسات الأهلية المخلصة والإعلام الحُر والشعوب الحية على صعيد الحاضر الإسلامي والعربي والفلسطيني التحرك فورًا وأخذ دورها فورًا لإحياء هذه الذكرى.
شعلة عالمية تتسلمها الجاليات اليهودية في دول العالم ترسخ مفهوم القدس عاصمة لـ «إسرائيل»..
وحملة «إسرائيلية» عالمية لإطلاق أسماء «أورشليم» على شوارع بمدن العالم تحت اسم «مدن تُجل أورشليم».
أین جهودنا نحن أمة المليار مسلم ونملك تريليونات الدولارات وآلاف الفضائيات؟
وثيقة الصحوة
كما أهيب بكل مدارس الصحوة الإسلامية الراشدة في كل العالم لصياغة وثيقة عالمية فيما بينها، تمثل الإستراتيجية الموحدة والدور المطلوب لنصرة القدس الشريف والمسجد الأقصى، ودعوة كل الحاضر الإسلامي والعربي بكل مركباته للالتقاء على هذه الوثيقة، طامعين أن تكون هذه الوثيقة دافع توحيد لهذا الحاضر الممزق إلى شعوب وقبائل وأحزاب متناحرة.
وعلى كل الفضائيات المسلمة والعربية المبادرة فورًا لإجراء مسابقات غناء ومسرح وشِعر وأفلام وثائقية، تحكي كلها بكل هذه اللغات الفنية عن فاجعة مرور أربعين عامًا على احتلال المسجد الأقصى، لاسيما وأن القدس الشريف والمسجد الأقصى أحق بهذا الجهد من برنامج «ستار أكاديمي» وأخواته!
وكم أتمنى على كل هذه الفضائيات أن تلزم نفسها بالحديث عن القدس الشريف
والمسجد الأقصى في كل نشرة أخبار، وفي أكبر قدر ممكن من سائر برامجها، فإذا ألزمت كل هذه الفضائيات نفسها للحديث اليومي في كل نشرة أخبار عن بورصة الذهب والفضة والنفط وسائر المشاريع الاقتصادية، وهذا ما لا غبار عليه، فلتعلم كل هذه الفضائيات أن للكرامة بورصة، وأن بورصة كرامة الحاضر الإسلامي والعربي
هي القدس والمسجد الأقصى.
وكذلك فإن على أهل الحل والعقد الرسمي والشعبي على صعيد الحاضر الإسلامي والعربي دورًا لابد أن يحملوه بعقد مهرجانات ومسيرات عالمية في إسطنبول أو في أي بديل آخر؛ لإيقاظ الهمم وشد العزائم من جديد، استعدادًا لنصرة القدس الشريف والمسجد الأقصى.
وعلى كل الأقلام الشامخة لا المنكسرة على صعيد الحاضر الإسلامي والعربي، أن تكتب مقالة تحت عنوان «ماذا أقول بعد أربعين عامًا على احتلال المسجد الأقصى»؟ وترسلها على العنوان التالي مع اسمه الكاملmoasst_ aqsa@yahoo.com لأننا نطمع في إصدار كتاب يحكي عن وجع هذه الفاجعة، ويدعو إلى محاسبة نفس صريحة وشفافة، تخرجنا من داء الوهن وموقف المتفرجين على هذه النكبة الكبرى.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل
عبدالعالـي حسانـي: «مجتمع السلم» تتبنى مشروع الوحدة بين أبناء الحركة الإسلامية كافة بالجزائر
نشر في العدد 2182
32
الثلاثاء 01-أغسطس-2023