العنوان ماذا تعرف عن التجمع الكبير للكشاف المسلم في موسم الحج؟
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 02-مارس-1971
مشاهدات 93
نشر في العدد 49
نشر في الصفحة 28

الثلاثاء 02-مارس-1971
- «أنا مسلم قبل أن أكون هنديًا» کشاف من الهند
- «أي خدمة أجمل وأشرف من خدمة حجاج بيت الله؟» فیروز مال الله
عاد إلى البلاد يوم الثلاثاء الماضي وفد جوالة الكويت إلى التجمع الإسلامي الذي أقيم في المملكة العربية السعودية، والذي اشترك مع إخوانه الكشافين في خدمة حجاج بيت الله، وهذه هي المرة الرابعة التي يشترك فيها وفد يمثل الكويت بمثل هذا التجمع الكشفي العظيم، حيث اشتركت الكويت للمرة الأولى عام ١٩٦٥، ويقام مثل هذا التجمع كل سنتين مرة، حيث يدعى له الكشافة من جميع البلاد الإسلامية.
ويشرف على هذا التجمع الإسلامي الكبير جمعية الكشافة السعودية، ويشترك فيه شباب الإسلام من بلاد متعددة، جمعتهم المحبة في الله ووحدهم الإسلام.
ولإعطاء القارئ فكرة واضحة عن هذا التجمع الكشفي، يسرنا أن نلتقي مع السيد فيروز سنقود مال الله؛ قائد وفد جوالتنا الذي اشترك في التجمع هذا العام.
فكرة هذا التجمع
· في بداية حديث السيد فيروز مال الله حدثنا عن فكرة هذا التجمع، فقال:
§ لقد كانت الفكرة من قِبَل جمعية الكشافة السعودية، وذلك لمساعدة حجاج بيت الله، ومساعدة أجهزة الدولة في شتى المجالات في موسم الحج، وقد كان ذلك مقصورًا على كشافة المملكة العربية السعودية، وبدأت الفكرة تتطور إلى أن تقرر إقامة تجمع إسلامي يضم شباب الكشافة المسلمين للاشتراك في خدمة الحجاج، وفعلًا أقيم أول تجمع كشفي إسلامي سنة ١٩٦٥، وقد اشتركت الكويت في جميع التجمعات السابقة.
· ثم تحدث السيد فيروز عن الدول المشتركة، وعدد الأفراد، وأهم الأعمال التي يقوم فيها الكشافون في مثل هذا التجمع.
§ لقد كان عدد الدول المشتركة في هذا التجمع ثلاثاً وعشرين دولة، ويمثل كل دولة ستة كشافين على الأكثر، حيث يبلغ مجموع المشتركين ۱۲۰ كشافًا من خارج المملكة العربية، وأربعمائة كشاف يمثلون المملكة.
أما عن العمل الذي يقوم فيه الكشافون المشتركون في هذا التجمع فهو كبير وعظيم، حيث إن الكشاف منذ لحظة وصوله وهو يستعد، وواضع نصب عينيه أنه قادم لخدمة حجاج بيت الله، فبعد وصول الكشّافين إلى جدة، والذي يجب أن يكون قبل افتتاح المعسكر بأربعة أيام، وبعد ذهابنا إلى مكة المكرمة لأداء العمرة، نعود ثانيًا إلى جدة للاستعداد لافتتاح هذا التجمع رسميًا.
وقد حضر حفل الافتتاح جلالة الملك فيصل، وحضره أيضًا بعض الشخصيات الإسلامية التي وفدت لأداء فريضة الحج، وشاهد المدعوون المعرض الذي أعده كشافة المملكة العربية السعودية، ثم بدأت مراسيم الافتتاح، وذلك ببدء الاستعراض العام للفرق المشتركة، وبعد الاصطفاف هتف الجميع: «تحيا الأمة الإسلامية»، ورددته الوفود ثلاث مرات.
ويتابع السيد فيروز وصفه لافتتاح هذا التجمع، فيقول بعد ذلك قدمت بعض التمثيليات الصغيرة تبين مدى ارتباط الحركة الكشفية بالخدمة العامة، ثم انتهى حفل الافتتاح، وبدأ الاستعداد للرحيل من جدة إلى مكة المكرمة.
واجبات الكشافين
· أما عن واجبات الكشافين في خدمة الحجاج يقول:
§ في يوم ٦ ذي الحجة يذهب الكشافون إلى عرفات؛ لمسح المنطقة والتعرف على الأرض التي سوف ينزل فيها الحجاج وأماكن المطوّفين، والتعرف على جميع المعلومات اللازمة لإرشاد وخدمة الحجاج، وخاصة الضائعين منهم، وفي يوم ٧ ذي الحجة تقوم كذلك بالتعرف على منطقة منى كما قمنا من قبل في منطقة عرفات.
وفي اليوم الثامن من ذي الحجة ذهبنا إلى منطقة منى حيث بدأ الحجاج بالخروج إلى منى، وطبعًا كنا في جميع تحركاتنا نقوم بما هو مطلوب منا لأداء فريضة الحج، وقد قمنا بإرشاد وتوجيه الحجاج الضائعين، وكذلك بإسعاف المرضى، وصباح يوم ۱۰ ذي الحجة توجهنا إلى عرفات، وهناك في عرفات يتضاعف عملنا، حيث إن فرص الضياع والإصابات أكثر من أي منطقة، وكان هناك أكشاك خاصة بالضائعين، ونعمل كل ما في وسعنا لإرشادهم إلى مطوفهم أو جماعاتهم، وقد قمنا بواجبنا كذلك بعد عودتنا إلى منى.
مستوى الكشّافين
· ويتحدث السيد فيروز عن مستوى الكشافين المشتركين في هذا التجمع بقوله:
§ لقد كان كشافو المملكة العربية السعودية على درجة كبيرة من الضبط والربط، وقد أدوا واجبهم على الوجه الأكمل، وكذلك بالنسبة للوفود الإسلامية المشتركة في التجمع، حيث كان يشعر الجميع بالمسئولية ملقاة على عاتقه، ويقوم بواجبه على خير وجه، ويبذل أقصى جهده لخدمة حجاج بيت الله الحرام، ولقد شعر كل كشاف منا بالفائدة العظيمة من الاشتراك في مثل هذا التجمع، وخاصة شعرنا بقيمة التقاء الشباب المسلم، ولقد شعرنا بالتعاطف الكبير الذي كان يجمع بيننا كمسلمين، حتى أننا كنا نسأل أحد إخواننا الكشافين من الهند: من أين أنت؟ فيقول: أنا مسلم قبل أن أكون هنديًا، وهكذا كان الشعور بين جميع المشتركين.
انطباع المشتركين
· وعن مدى تأثير الشباب المشتركين في مثل هذه الرحلة، يقول:
§ لا شك في أن مثل هذا المخيم، الذي أتاح لنا فرصة أداء فريضة الحج ونحن في هذه السن المبكرة، لهو شيء عظيم، ونرجو من الله أن يعيننا على السير على هَدْيِ كتابه القويم، ثم إن هذا المعسكر أتاح لنا فرصة خدمة الناس التي هي شعارنا، وأي خدمة أحسن وأجمل وأشرف من خدمة حجاج بيت الله.
ملاحظات لا بد منها
· وهناك بعض الملاحظات للسيد فيروز حول هذا التجمع، وذلك حتى يصل هذا اللقاء الكبير إلى المستوى الذي يريده له كل مسلم غيور، فيقول:
§ هناك بعض النقاط لا بد أن نذكرها، رغم شعورنا بالنجاح العظيم الذي ناله هذا التجمع بفضل الله:
أولًا- تعاون الإخوة القائمين عليه. ثانيًا- أن هذه النقاط تتلخص فيما يأتي:
1- يجب أن تعرف الوفود المشتركة منذ بداية وصولها أسماء المسئولين عن المعسكر، وذلك بإصدار كتيب يحتوي على ذلك، وعلى جميع البرامج التي يحتاجها الكشاف في مثل هذا التجمع.
2- أن يكون إعداد الطعام من اختصاص كل وفد على حدة، بحيث يوزع عليهم الأكل غير مطبوخ، وتقوم الوفود بعمل طعامها بنفسها.
3- من المستحسن أن يكون جميع المشتركين في مثل هذا التجمع متقاربين في السن والدرجة، حيث كان يضم هذا المخيم كشافين وجوالين وقادة، واقترح بأن تكون جميع الوفود من الجوالة.
4- بالنسبة لمراكز الخدمات يجب أن تكون أكثر من ذلك، وقد طلب تلوين الشوارع في منى وعرفات؛ لتسهيل الاهتداء لأماكن الحجاج التائهين.
كلمة أخيرة
· وكان للسيد فيروز مال الله كلمة أخيرة في نهاية هذا اللقاء، حيث قال:
§ أشكر جمعية الكشافة السعودية؛ لإتاحتها الفرصة لنا في الاشتراك في هذا التجمع الإسلامي الكبير، وأتمنى لكشافة المملكة العربية السعودية التقدم والازدهار، وأشكر السادة المسئولين عن الحركة الكشفية في الكويت؛ لإعطائهم ثقتهم لي، وكذلك أشكر جريدة المجتمع التي أتاحت لي هذه الفرصة لأعبر عن شعوري نحو إخواني في المملكة العربية السعودية وخارجها.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل

