; ماذا يجري في تشاد؟ حقائق مرّة.. رغم المظاهر السطحية | مجلة المجتمع

العنوان ماذا يجري في تشاد؟ حقائق مرّة.. رغم المظاهر السطحية

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 07-مايو-1974

مشاهدات 39

نشر في العدد 199

نشر في الصفحة 19

الثلاثاء 07-مايو-1974

  • بعث الأمين العام لثورة تشاد الإسلامية بهذه المذكرة إلى «المجتمع»

 و«المجتمع» إذ تنشر هذه المذكرة تدعو المسؤولين في البلاد العربية والإسلامية إلى الاطلاع عليها، ودراستها؛ لأنها صدرت من رجل يمثل بحق مسلمي تشاد، وسواء طال الزمان أو قصر، فإن أمور تشاد ستؤول إلى هؤلاء المسلمين المجاهدين، ومن هنا ينبغي النظر إلى بعيد في طبيعة العلاقات وأنواع الصلات. 

يسعدنا أن نرفع لسيادتكم بهذه المذكرة؛ لنشرح لكم الأوضاع القاهرة التي يعيش فيها المسلمون في تشاد والذين تبلغ نسبة تعدادهم أكثر من ٨٥ ٪

ونوجز ذلك في النقاط التالية:

۱ - إن المسلمين في تشاد على الرغم من أنهم أغلبية ساحقة بيد أن الاستعمار قد سلم زمام الحكــم لعصابة من المسيحيين والمجوس، وأخذوا يسومون المسلمين سوء العذاب.

٢ - إن المسلمين في تشاد قد تعرضوا لهذا الظلم والاضطهاد لا لشيء إلا لأنهم مسلمون عقيدة، وعرب لسانا وثقافة، وليس أمامهم خيار إلا التمسك بعقيدتهم والدفاع عن دينهم وتراثهم، أو الارتداد- لا قدر الله- عن الإسلام والذوبان في نظام الكفر، الصليبي المجوسي المزدوج.

 ٣ - إن نظام التعليم في تشاد كلها إما نظام كنسي تبشيري، وإما نظام لا ديني، ومن هنا فإن أبناء المسلمين في خطر داهم؛ لأنهم ينشؤون إما نصارى وإما لا دين لهم ولا عقيدة، وكلا الأمرين ينذر بشر مستطير.

 ٤ - إن المسلمين في تشاد محرومون في إنشاء المدارس والمعاهد الأهلية، والمدارس القليلة التي سمحت بها الحكومة ليس لها أي عون أو مساعدة من أي جهة، وبالتالي فهي لا تستطيع تقديم أي فائدة تعليمية للمسلمين في تشاد، وكل ما يقال عنها من مدح فإنما هو دعاية كاذبة الغرض منها تبرير وجود الحكم الصليبي في تشاد. 

5 - إزاء هذا كله فإن المسلمين لم يجدوا بدًا من رفع راية الجهاد دفاعًا عن الدين وحماية لأرواح المسلمين وأعراضهم. 

ولقد تكالب الاستعمار والصهيونية الدولية والشيوعية العالمية ضد هذه الثورة وحاولوا القضاء عليها، ولكن الله- سبحانه وتعالى- قد تدارك المسلمين بعنايته على الرغم من قلة الإمكانيات وانعدام النصير إلا الحق- سبحانه وتعالى-.

وعندما أدرك الطغاة والاستعماريون والصهاينة خطورة هذه الثورة الإسلامية في تشاد اضطروا لتغيير سياستهم تجاه الدول العربية بعد عداء دام أكثر من ١٣ سنة منذ عهد ما يسمى بـ «الاستقلال الوطني»، نرى حكومة «تومبل باي» تغير سياستها فجأة من التأييد القوي لإسرائيل إلى تأييد للعرب، والغرض ليس هو نصرة القضية العربية، وإنما هو مجرد خدعة تسمح لهم بكسب عطف العرب في الخارج حتى يضمنوا سكوتهم وعدم احتجاجهم على سياسة الإرهاب والإبادة الجماعية لمسلمي تشاد. 

 ٦-إن الحكومة الصليبية في تشاد تدعي مناصرة العرب وقطع العلاقات مع إسرائيل وفي نفس الوقت يسيطر اليهود على كل مرافق الدولة في تشاد على شكل خبراء عسكريين ومستشارين فنيين وأصحاب بنوك وشركات احتكارية، فماذا يعني هذا غير إذلال المسلمين؟

٧ - إن حكومة تشاد استغلت علاقاتها مع الدول العربية فجعلتها سلاحًا مسلطًا ضد المسلمين في تشاد حيث يبادون بالألوف في الداخل، ويطاردون ويعتقلون في الخارج ليسلموا إلى الحكومة التشادية؛ لتسجنهم وتعذبهم حتى الموت في كثير من الأحيان.

ولقد أصبحت سفارات تشاد في الدول العربية كلها أجهزة للاستخبارات ليس فقط ضد الجاليات التشادية بالخارج بل ضد الحكومات العربية نفسها، ويتضح ذلك من عملية اختيار رجال تلك السفارات، فهم في الغالب إما أناس غير تشاديين لهم ارتباطات بالمخابرات العالمية، فيكون هذا سببًا لاختيارهم سفراء يمثلون تشاد في العالم العربي، وخير مثل لذلك هو السفير مارون حيمري- سفير حكومة تشاد بجمهورية مصر العربية-، فعلى الرغم من أنه شخص لبناني من طائفة المارون المسيحية.

 فإنه نظرًا لجدارته وارتباطاته بالمخابرات العالمية، أصبح سفيرًا لتشاد في لبنان أولًا، ثم في القاهرة   ثانيًا! 

إضافة على أنه مستشار خاص لرئيس جمهورية تشاد في الشؤون العربية والإسلامية، فماذا يعني هذا؟ 

وإما أناس تشاديون فعلًا ولكنهم نظرًا لتفوقهم في نظام المخابرات على حسب التدريب الذي تلقوه في إسرائيل مباشرة أو على يد ضباط إسرائيل في الكونغو کنشاسا «زائيري» ولهذا يختارون سفراء وخير مثل لذلك المسئولون في سفارتي تشاد بالسودان والمملكة العربية السعودية، فهل يكون غريبًا إذا وقف هؤلاء ضد المسلمين؟ 

٨- إن سفراء تشاد في الدول العربية إضافة على القيام بمهمتهم الرئيسية المتمثلة في التجسس فهم يستغلون عاطفة العرب حاليًا ويوهمونهم بأن تشاد تتعاون معهم، ومن هنا يحيكون مؤامرات ضد المسلمين المقيمين في الدول العربية، ويطالبون الحكومات باعتقالهم وتسليمهم لحكومة تشاد.

كما يحاولون فرض الجهل على أبناء المسلمين في تشاد بربط المنح الدراسية بالجهاز الحكومي، وعلى هذا تجمد تلك المنح في غالب الأحيان، أو يختار لها مجموعات ترتبط أساسًا بالمخابرات ويكون مهمة تلك المجموعات العمل ضد الطلاب التشاديين المسلمين في الخارج.

الرابط المختصر :