العنوان ماذا يريد دعاة الفصام النكد؟
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 06-أكتوبر-1970
مشاهدات 15
نشر في العدد 30
نشر في الصفحة 11

الثلاثاء 06-أكتوبر-1970
رسالة من قارئ عزيز:
ماذا يريد دعاة الفصام النكد؟
إن زوبعة خطيرة تدور رحاها هذه الأيام ضد الإسلام ودعاته في هذا البلد الطيب، الذي يعتز بإيمانه وإسلامه.
وتتزعم هذه الموجة العاتية فئة مشبوهة حاقدة على الاسلام، ورسوله وشريعته، وتعمل جاهدة لتنفيذ مخطط إجرامي صهيوني استعماري؛ يهدف إلى قطع كل صلة بين شباب الإسلام ودينهم، وذلك بمحاربة كل دعوة مخلصة إلى شريعة القرآن، أو أي تعرية تفضح أعداءه.
ونسيت هذه الفئة الحاقدة؛ أو تناست، أن أمتنا لا تطمئن إلا إلى تحكيم الإسلام والاهتداء بمنهج القرآن.
وليخسأ دعاة فصل الدين عن الحياة، فأمتنا تعلم جيدًا، وتعتقد جازمة، أنه لم يكن هناك دين إلهي، أو أي نظام من الأنظمة الواقعية للحياة هو مجرد عقيدة وجدانية، منعزلة عن واقع الحياة البشرية في كل مجالاتها الواقعية، ولا مجرد شعائر تعبدية يؤديها المؤمنون بها؛ فرادى أو مجتمعين، ولا مجرد «أحوال شخصية» تحكمها شريعة هذا الدين، بينما تحكم سائر نواحي الحياة شريعة أخرى مستمدة من مصدر آخر تؤلف منهجًا آخر للحياة غير منبثق انبثاقًا من «دين الله».
فليس من طبيعة «الدين» أن ينفصل عن الدنيا. وليس من طبيعة المنهج الإلهي أن ينحصر في المشاعر الوجدانية والأخلاقية التهذيبية والشعائر التعبدية، أو في رکن ضيق من أركان الحياة البشرية. رکن ما يسمونه «الأحوال الشخصية».
ليس من طبيعة «الدين» أن يفرد الله- سبحانه- قطاعًا ضيقًا في ركن ضئيل- أو سلبي- في الحياة البشرية، ثم يسلم سائر قطاعات الحياة الإيجابية العملية الواقعية لآلهة أخرى، وأرباب متفرقين؛ يضعون المناهج والمذاهب والأنظمة والأوضاع والقوانين والتشكيلات على أهوائهم دون الرجوع إلى الله.
ليس من طبيعة «الدين» أن يشرِّع طريقا للآخرة لا يمر بالحياة الدنيا.
طريقا ينتظر الناس في نهايته فردوس الآخرة؛ عن غير طريق العمل في الأرض، والخلافة عن الله وفق منهجه الذي ارتضاه.
ليس من طبيعة «الدين» أن يكون هذا المسخ الشائن الهزيل، الذي يريده مرضى القلوب، ولا هذه الألعوبة المزوقة التي يلهو بها الأطفال، ولا هذه المراسم التقليدية التي لا علاقة لها بنظم الحياة العملية.
ليس من طبيعة «الدين» - أي دین فضلًا عن دين الله - أن يكون هذا العبث الممسوخ الهزيل.
السلبية الهازلة
فمن أين إذن جاءت هذه السلبية الهازلة؟
وكيف وقع ذلك الفصام النكد؛ الذي يدعيه عبيد الغزو الفكري، والمندسون في صفوف أمتنا كالميكروب يفتكون في جسمها، خدمة لأسيادهم؟
﴿يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾. (التوبة : ٣٢).
كيف وقع ذلك الفصام بين الدين والحياة؟
لقد تم ذلك «الفصام النكد» في ظروف نكدة، وكانت له آثاره المدمرة في أوروبا، ثم في الأرض كلها، حين طغت التصورات الغربية، والأنظمة الغربية، والأوضاع الغربية؛ البشرية كلها في مشارق الأرض ومغاربها.
أما نحن، المؤمنين بالإسلام دينًا، والقرآن دستورًا، فلم يحدث عندنا من هذا الشيء ألبتة، ولم يصطدم الدين والعلم في يوم من الأيام، بل إن ديننا يجعل من تعلم العلم وانطلاق التفكير السليم أفضل العبادات التي يثاب عليها العبد الثواب الجزيل، فماذا يريد إذن دعاة الفصام النكد؟.
وأخيرًا، فلتزح جراثيم الغزو الصليبي القناع عن وجهها الكالح؛ ليعرفها شباب الإسلام، وجنود محمد عليه الصلاة والسلام، ولتقل هذه الفئة الهزيلة بصراحة إنها تحارب الإسلام، وتعادي أمة القرآن؛ حتى تحدد أمتنا موقفها منها.
والله أكبر.. (والعزة لله ولرسوله والمؤمنين)
طريق الوحدة
إن العرب لا يلمهم إلا دين، ولا ينهضون إلا بإيمان، فإذا تخلى الدين عنهم أو تخلوا هم عن الدين، فإن الموجة الصاعدة ترتد، والأمة المستجمعة ترجع متفرقة، والذين وحدتهم طريق الحق ستوزعهم طرق الباطل، والنفس العربية نفس مصابة بالفردية، بالمفاخرة بأشياء كثيرة يقول الله فيها ﴿لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَّا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾. (الأنفال: ٦٣).
ابن خلدون
أرجو أن يكون الخبر كاذبًا
«وجه التلفزيون الكويتي دعوة لنخبة من الفنانين والفنانات العرب؛ لإحياء ليالي رمضان».
إذا كان هذا الخبر صحيحًا، وأرجو ألا يكون كذلك فإنني أقول إن القائمين على هذه الأجهزة لا يعيشون في الكويت ولا في الأمة العربية..
أمة تعيش أكبر وأخطر محنة في تاريخها.. ترقص وتطبل وتزمر.. وحتى في شهر رمضان الذي ينهي فيه حتى عن اللغو وفضل الكلام.
أمة منقسمة على نفسها؛ كانت بالأمس تُقتل على مقربة من المسجد الأقصى؛ ويسقط فيها عشرون ألف قتيل وجريح، ومع هذا ترقص وتغني في شهر رمضان..
أمة؛ اليهود يطأون فيها مسرى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ويدنسون مقام إبراهيم ومهد المسيح عيسى بن مريم، ومع هذا ترقص وتغني.
إنني أرجو أن يكون الخبر كاذبًا.. أما إن كان صادقًا فإننا نطالب من حكومة الكويت أن تقف بشدة في وجه الذين يخططون لخراب هذه الأمة.. ويعملون على نسف مقوماتها ومثلها وأخلاقها..
أرجو أن يكون الخبر كاذبًا!
«إن الله تعالى لا ينظر إلى أجسامكم ولا إلى صوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم».
حدیث شریف
﴿وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾. (النور: 31)
صدق الله العظيم
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ ۖ نُورُهُمْ يَسْعَىٰ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾. (التحريم: ٨).
صدق الله العظيم
• الذهب
«لو أن لابن آدم واديًا من ذهب أحب أن يكون له واديان، ولن يملأ فاه إلا التراب ويتوب الله على من تاب».
حدیث شریف
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكلالقيم العلمية والأخلاقية في الحضارة الإسلامية.. الدين والحياة وجهان لعملة واحدة
نشر في العدد 1811
23
السبت 19-يوليو-2008


الأول على معهد المعلمين يقول: «اجتهدت وثابرت.. واستعنت بالله فتفوقت»
نشر في العدد 110
13
الثلاثاء 25-يوليو-1972
