العنوان ماذا يقول أطباء الغرب عن الخمر والانهيار الأخلاقي؟
الكاتب د. عبد الله عبد الرحمن
تاريخ النشر الثلاثاء 26-مايو-1970
مشاهدات 23
نشر في العدد 11
نشر في الصفحة 10
الثلاثاء 26-مايو-1970
جولة إسلامية في المجلّات الطبية العالمية
ماذا يقول أطباء الغرب عن الخمر والانهيار الأخلاقي؟
بقلم الدكتور: عبد الله عبد الرحمن
ما إن يمر يوم على المسلم الواعي إلا ويزداد إيمانه بهذا الدين العظيم وقدرته على حل مشاكل البشر إذا ترك له المجال؛ لذلك ففي كل يوم يرى المزيد والمزيد من المآسي الناتجة عن ابتعاد الناس عن طريق الله واتباع خطوات الشيطان، ولو أننا اتقينا الله لجعل الله لنا مخرجًا لكل المآزق ولرزقنا من حيث لا نحتسب، ولكن أين الأتقياء؟
● نشرت مجلة نيو إنجلاند الطبية
في عددها ۲۷۹ مقالًا لمجموعة من الأطباء قاموا بتشريح ۱۰۱۹ جثة لرؤية تأثير السجائر على الجهاز الدموي والقلبي، وقد كانت النتائج واضحة قاطعة « CLEAR - CUT» -كما يقولون في تقريرهم- أن شدة تصلب الشرايين وعلى الأخص في الشريان الأبهر أكبر الشرايين وأهمها تتناسب مع كل من عدد السجائر التي يدخنها المدخن يوميًا والمدة التي مضت عليه وهو مبتلى بهذا الداء الخبيث أعني التدخين، ويخرج الدكتور ساكيت ورفاقه ممن قاموا بالتجربة إلى أنه ليس عجيبًا ولا مستغربًا أن نرى الحقائق والشواهد الحيوية التي توضح العلاقة بين التدخين وتصلب الشرايين ATHEROSCLEROSIS والمعروف أن الشيخ محمود شلتوت وغيره من العلماء قد أفتوا بتحريم التدخين.
● من مقال في المجلة العالمية لعلم النفس الاجتماعي الطبية في عددها رقم ١٤ دراسة قام بها الدكتور ج. مورفيو عن علاقة الدين بالانتحار قام بها على ٥٠ شخصًا حاولوا الانتحار بالسم في برمنجهام في بريطانيا، ويقول الدكتور مورفيو:
«إن هناك بعض العقائد الدينية تعمل كمانع للانتحار، وقد لاحظ أن بعض الديانات تعتبر الانتحار حرامًا، أو على الأقل خطيئة، وقد وُجد أن من هؤلاء الخمسين كانوا ۱۸ کاثوليكيًا، ٢١ إنجيلكانیًا، و٣ من المشيخيين، وواحد من كل من المعمدانيين والرسوليين (طوائف نصرانية)، وشخصًا مسلمًا، أما الباقون فبلا دين، ولاحظ أن ٨ أشخاص فقط منهم يؤدون العبادة «٦ كاثوليك وإنجلیكاني ومسلم»، بينما ٢٥ منهم لم يدخلوا أي محل للعبادة طوال حياتهم، كما لاحظوا أن ٢٠ شخصًا لا يؤمنون بالله، ومنهم ٢٢ فقط يؤمنون بالحياة الأخرى؛ منهم ٥ كاثوليك، و ۸ أنجلیكان ورسولي ومعمداني.
● نتيجة للفوضى عند الشباب في أوروبا وللخواء الروحي الذي يشكون منه، وعدم احتكاكهم بدين يملأ هذا الفراغ؛ فإن حوادث الحمل والأمراض الزهرية ازدادت بشكل كبير خاصة بين المراهقين، وقد نشرت الدكتورة بربارة واتسون في مجلة النشرة الصحية HELTH BULL الصادرة في إدنبرة في شمال بريطانيا في عددها ٢٦ مقالًا دعت فيه للزواج المبكر، وقد دعمت رأيها بإحصائيات؛ فهي تجد أن ٥٠ بالمائة ممن قامت عليهم بالدراسة كانت تتراوح أعمارهم بين ١٦و۱۷ سنة، وأنهم تزوجوا فتيات حاملات نظرًا لاتصالهم الجنسي غير الشرعي، وإن هذا ينتهي عادة بالفشل؛ لأن الشاب لم يختر زوجته، وإنما تزوجها مضطرًا لكبت الفضيحة، ونذكر هنا قول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم «يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، ومن لم يستطع فليصم فإن الصوم له وجاء»
● نشرت مجلة الطبيب العمومي البريطانية THE PRACTITIONER في عددها ۱۲۲۲ تقریرًا لسكرتارية الدولة للشؤون الاجتماعية ذكرت فيه أنه تم خلال عام ١٩٦٩ عدد ٣٣١٥٠ حالة إجهاض قانونية في بريطانيا، وقد توفي عدد من الأمهات أثناء إجراء العملية لهن في المستشفيات، ومما يذكر أن أسقف کنتربري کبیر أساقفة بريطانيا كان قد أباح قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأطلق العنان للفتيات لمضاجعة من يشأن دون خوف، ومن هذا الرقم يمكن أن نتصـور ماذا ستكون عليه حالــة بريطانيا بعد عقد من الزمان إذا استمرت حالات الإجهاض في حماية القانون على هذه الحال، كما نشرت نفس المجلة تقريرًا عن عمليات العقم التي أجرتها بعض مستشفيات بريطانيا، وهي مستشفيات الخدمة الصحية العام N.H.S. كانت ۷۳۱۱ مريضًا تم إجراء عملية العقم الدائم له خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عام ١٩٦٩ منهم حوالي ۷۰۰ شخص غير متزوجين.
● في اجتماع منظمة الصحة العالمية في شهر مارس ۱۹۷۰ طلبت المنظمة من جميع الجمعيات والمنظمات المشتغلة بالمجال الصحي الطبي «بألا تكون محايدة في قضية التدخين فقد ثبت بما لا يقبل الشك» أن التدخين هو أهم سبب –يمكن تحاشيه- للموت المبكـر» واعتبرت المنظمة وهي أعلى منظمة طبية في العالم أن السيكارة «هي جهاز عام للموت».
● بعد تزايد الجرائم والحوادث والأمراض الناتجة عن الخمور؛ تداعت المنظمات والهيئات الطبية المختصة لعقد المؤتمر الخامس لمحاربة الخمور ومعالجة المدمنين، ومما يذكر أنه في الأيام الأخيرة اعتدى أحد المخمورين على بنته وحملت منه سفاحًا في بريطانيا، وهي حادثة تكاد تكون يومية هناك، والجدير بالذكر أن الهيئات الطبية بدأت تولي هذا الموضوع -الخمور- اهتمامًا متزايدًا، وقد صدر في بريطانيا والولايات المتحدة عدد من الكتب الطبية العلمية لمحاربة ومعالجة المدمنين آخرها ما نشرته دار تشرشل بقلم أحد كبار الأخصائيين في معالجة مدمني الخمور، وقد بدأت بريطانيا في صرف جانب غير قليل من ميزانيتها الصحية على معالجة المدمنين، وقد فتحت ١٥٤ عيادة في مستشفيات الأعصاب لمعالجة المبتلين بهذا المنكر، ومما يذكر أن فرنسا تنفق ٤٧ بالمائة من ميزانيتها الصحية على مكافحة الأمراض الناتجة عن الخمور، كما نشرت ذلـك جريدة «لوموند»LE MONDE الفرنسية، ولا ندري ماذا سيقول بعد هذا كله دعاة إباحة الخمور ومخالفة شرع الله عز وجل.
● نشرت المجلة الطبية البريطانية B.M.J. وهي أوسع المجلات الطبية انتشارًا في العالم في عددها الصادر بتاريخ ٢١ فبراير ٩٧٠ مقالين عن فشل السيطرة على الأمراض الزهرية نتيجة التحلل الخلقي الفظيع هناك.
الدكتور
عبد الله عبد الرحمن
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل