; ما بعد الانتخابات الرئاسية بموريتانيا | مجلة المجتمع

العنوان ما بعد الانتخابات الرئاسية بموريتانيا

الكاتب محمد ولد شينا

تاريخ النشر الجمعة 01-أغسطس-2014

مشاهدات 17

نشر في العدد 2074

نشر في الصفحة 48

الجمعة 01-أغسطس-2014

●  ولد بدر الدين : الحكومة بالرغم من قبولها النمطي للحوار وجلوسها الشكلي مع المعارضة على مائدة المفاوضات فإنها رفضت التوصل مع المعارضين لأي اتفاق

أسدل الستار على الانتخابات الرئاسية (يونيو ٢٠١٤م الأكثر جدلا في تاريخ موريتانيا الحديث، وفاز الرئيس «محمد ولد عبد العزيز» كما كان متوقعا بفترة ثانية بنسبة تجاوزت ۸۱٪، وبأقل نسبة مشاركة ينتخب بها رئيس موريتاني منذ الإطاحة بالرئيس الأسبق معاوية ولد الطايع منتصف العام ٢٠٠٥م. واعتمدت الحملة الانتخابية لولد عبد العزيز»، الجنرال السابق الذي استولى على السلطة في انقلاب عسكري عام ٢٠٠٨م على شعار محاربة الفساد ومواجهة الإرهاب وتجديد الطبقة السياسية.

●  مقاطعة المعارضة

ورغم محاولة الحكومة الموريتانية إقناع أحزاب المعارضة بالمشاركة في هذه الانتخابات فإن المحادثات بهذا الشأن انهارت في شهر أبريل الماضي، وتشكل قطب معارض هو الأكبر من نوعه أطلق عليه اسم «المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة يضم أكثر من ١٦ حزبا سياسيا معارضا، بينهم أحزاب المعارضة التقليدية (تكتل القوى الديمقراطية، اتحاد قوى التقدم التجمع الوطني للإصلاح والتنمية كما انضم للقطب المعارض شخصيات مستقلة  وازنة بينها الرئيس الأسبق وقائد المرحلة الانتقالية عام ۲۰۰۵م العقيد أعل ولد محمد فال، كما يضم المنتدى عشرات الهيئات النقابية ومنظمات المجتمع المدني.

وتمكنت القوى المعارضة من إرباك المشهد الانتخابي بقوة، حيث أصبحت نسبة المشاركة هاجسا طارد الرئيس «ولد عبدالعزيز» الذي راهن على نسبة مشاركة مرتفعة، قبل أن تعلن اللجنة المستقلة للانتخابات أن نسبة المشاركة لم تتجاوز %٥٦ وهي أدنى نسبة ينتخب بها رئيس موريتاني منذ سنوات.

●  الخريطة السياسية الموريتانية

وتعتبر الأحزاب السياسية الموريتانية من أكثر الأحزاب السياسية نشاطا في العالم العربي، وتضم أحزابا معارضة قوية وتكتلات حزبية داعمة للنظام، من بينها حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم.

وتنقسم المعارضة بموريتانيا إلى قسمين: المعارضة المحاورة والمعارضة الراديكالية وتتألف المعارضة المحاورة من حزب التحالف الشعبي التقدمي بقيادة الرئيس السابق للبرلمان مسعود ولد بلخير، وحزب الصواب بقيادة القيادي القومي عبد السلام ولد حرمة ذي التوجه البعثي، وكلاهما قاطعا الانتخابات الرئاسية يونيو ٢٠١٤م، أما حزب المعارضة المحاورة الثالث والأخير فهو حزب الوئام الذي دفع برئيسه بيجل ولد هميد إلى السابق الرئاسي.

أما المعارضة الراديكالية فتتألف من ١٧ حزباً سياسياً، وقد قاطعت الانتخابات، ويوجد من بينها معارضون تاريخيون يمثلون أحزاباً ذات وزن سياسي وشعبي كبير من أمثال زعيم المعارضة أحمد ولد داده رئيس حزب تكتل القوى الديمقراطية، وجميل ولد منصور رئيس حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية تواصل ومحمد ولد مولود، رئيس حزب اتحاد قوى التقدم.

أما أحزاب الأغلبية فتضم عشرات الأحزاب الصغيرة تنضوي تحت أسماء مختلفة، ومن بينها أحزاب تم إنشاؤها حديثا كحزب الحراك الشبابي الذي أسسه الرئيس ولد عبد العزيز قبل فترة، وأصبح يوصف بالواجهة السياسية للشباب الداعم للنظام.

وتضم أحزاب الأغلبية أحزاباً ممثلة في البرلمان وأخرى شاركت في الاستحقاقات النيابية وفشلت في الحصول على أي مقعد برلماني، أما الحزب الرئيس في الأغلبية فهو حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الممثل بأغلبية نواب البرلمان.

●  صراع سياسي قديم متجدد

وتعيش موريتانيا منذ الإطاحة بالرئيس السابق سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله. صراعاً سياسيا قويا، كاد يدخل البلاد دائرة الثورات العربية بعد أن تمكنت المعارضة عام ١٢-٢م من تحريك الشارع.

وتجدد الصراع بموريتانيا بعد فشل الحوار الأخير وإصرار الرئيس ولد عبد العزيز، على تنظيم انتخابات رئاسية نصفها المعارضة بالأحادية.

ويقول عضو البرلمان السابق والقيادي بمنتدى الديمقراطية محمد المصطفى ولد بدر الدين في حديث له المجتمع، إن الانتخابات الأخيرة تعد نموذجا للمهازل الانتخابية في العالم العربي، مضيفا أنها تفتقد لأبسط معايير الشفافية والنزاهة، معتبرا أن الحالة المدنية التي بدأ إعدادها على أساس بيروميتري لم تكتمل بحيث يقي أكثر من ربع السكان بدون

حالة مدنية، كما أن الإحصاء الانتخابي لم يشمل حتى الذين تتوافر لديهم الحالة المدنية، بحث بقي نصف هؤلاء خارج اللائحة الانتخابية.

ويقول ولد بدر الدين : إنه ورغم أن المعارضة طالبت بحوار جاد وصريح للتوصل إلى اتفاق بشأن هذه القضايا التي لا يمكن الحديث عن أي انتخابات بدون التوافق حولها، فإن الحكومة بالرغم من قبولها النمطي للحوار وجلوسها الشكلي مع المعارضة على مائدة المفاوضات فإنها رفضت التوصل مع المعارضين لأي اتفاق بل رفضت حتى الدخول في نقاش جدي.

غير أن الأغلبية الداعمة للرئيس ولد عبد العزيز» تنظر للأزمة بمنظار آخر، وترى أن المعارضة فشلت سياسيا وتخشى أي نزال انتخابي؛ وبالتالي تتحجج بحجج واهية للهروب من أي امتحان انتخابي.

ويرى عضو البرلمان الموريتاني الحالي محمد يحي ولد الخرشي أن الانتخابات الرئاسية الأخيرة، وإن لم تشارك فيها القوى المعارضة الرئيسة، إلا أنها جرت في ظروف نزيهة وشفافة، ونالت إعجاب ورضا المجتمع الدولي.

وفي العموم، فمن المؤكد أن الرئيس «ولد عبد العزيز بات رئيساً منتخباً نظرياً على الأقل، وتلقى التهنئة من جميع رؤساء العالم تقريبا، وباركت له الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي وأصبح الرئيس الشرعي الموريتانيا .

حزباً ومن المؤكد أيضا أن مقاطعة ١٧ سياسيا معارضا من بينها خمسة أحزاب سياسية هي الأكثر شعبية والأكبر في البلد سيكون لها تأثير كبير على المسار السياسي للبلاد ..

 

الرابط المختصر :