العنوان ما مهمّة المسلم في هذه الحياة؟
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 05-مايو-1970
مشاهدات 37
نشر في العدد 8
نشر في الصفحة 26
الثلاثاء 05-مايو-1970
لقلبك وروحك
ما مهمّة المسلم في هذه الحياة؟
اشتملت آيتان من القرآن الكريم على تلك المهمة العظيمة:
قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ﴾ (الحج: 77-78).
۱ - مهمة فردية، لتزكية النفس، وتربية الجوارح، وذلك بإقامة الصلاة- وهي عمود الدين ولب العبادة، وبالخضوع لأمر الله تعالى، وتذليل النفس لعظمته وجبروته، والخشوع له، والتوجه بالعمل الصالـح إليه، وذلك كله من معاني العبادة التي خلقنا من أجلها، قال مولانا عز وجل:
﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ (الذاريات: 56).
﴿مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ﴾ (الذاريات: 57).
٢ - مهمة يتعدى أثرها إلى الجماعة، وذلك بفعل الخـير، واجتناب الشر والضر، قال تعالى: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾ وقال تعالى: ﴿لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا﴾ (النساء: 114). وقال سبحانه: ﴿وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا﴾ (النساء: 36).
وفي كتاب الله ما هو شفاء ورحمة، وفيه البيان لكل خير، ومن ذلك الخير العام حق الإنسانية علـى المسلمين بنشر الدعوة الإسلامية، وتعميمها بين الناس بالحجة والبرهان، فإن أبوا إلا العسف والاعتداء والجور، فقد أمرنا حينئذٍ بتأمين الدعوة إلى الله حتى ينطلق نورها، ويرفرف لواؤها على كل قلب، ويتيسر دواؤها لكل مريض «وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين».
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ﴾
(يونس: 57). وإذا كان للباطل والإلحاد فلسفة وجند، فما أجدر المسلمين -وهم أصحاب حق- أن يكونوا أنصار الله وجند دعوته! فقد اختارهم الله لذلك «لتكونوا شهداء علـى الناس». فما أعظم التبعة، وأضخم الأمانة! وما يصونها إلا الرجال.. وقد علم أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تلك المهمة العظمى فأدوها حق أدائها، حملوا المشعل وكلمات الله تضيء لهم الطريق، ورفعوا لواء الحق وسيف الله على الأعداء مسلول، وشهدوا أن لا إله إلا الله وأرواحهم على أكفهم مقدمة للفداء، حفظوا دعوة الحق فحفظهم الحق بجبروته، ودعوا إليه على بصيرة؛ ففتح لهـــــم مغاليق القلوب، وأزاح عنهـم المحجب، فرضي الله عنهم ورضوا عنه.
حديث
في صحيح أبي داود «ما أسكر كثيره فقليله حرام» حكمة بالغة، ودراية عميقة بالنفس البشرية، ونظر بعيد لا يقف عند الجزئية الصغيرة ولا عند الفرد الواحد..
الإدمان: أول شيء يخطر على البال حين تذكر الخمر، ويذكر القليل فيها والكثير.
والإدمان -كما تثبت التجربة العملية- خطر ماثل أمام البشرية حين تبيح لنفسها الخمر، وحين تبيح لنفسك أي داء من أدواء المجتمع الكثيرة المتعددة.
وخطر الخمر يرتكز على أساس عصبي وآخر نفسي، فكل ما له تأثير بالتنبيه أو التسكين أو الإثارة، يفقد أثره على الأعصاب بعد مدة طالت أو قصرت، لأنها تتحصن ضده، وتتبلد عليه، ويحتاج الإنسان إلى المزيد منه ليشعر بتأثيره.
وأما من الوجهة النفسيـة، فالنفس البشرية تستريح لما تتعود عليه وتألفه، غير أن كل شيء إذا زاد على حده دفع الإنسان إلى القناعة بالمعقول منه وإلا فالملل والمرض..
إلا الخمر فليس للتعود عليها ضوابط، لأن الأعصاب ليس لها حصانة من تأثير السموم.
ولنفرض أن شارب الخمر لن يصل إلى حد الإدمان، فإن بيت القصيد هو الأجيال القادمة، يقول الطب إن أبناء السكارى يولدون وفيهم استعداد موروث لشرب الخمر.. ويقول علم النفس إن أبناء السكير يصابون باضطرابات نفسية وعصبية عنيفة تؤثر في مستقبل حياتهم، فالولد ينظر إلى شخصية والده على أنه المثل.. الذي يحتذيه فإذا رأى في سلوكه خللًا، فإن ذلك يحدث في داخل نفسه انقسامًا ينتهي إما بانطواء الولد على نفسه واعتزاله الحياة الحية المتحركة، أو بروزه في هيئة مجرم صغير، يحطّم كل مقدّس ويلوث كل نظيف.. ألا فليسمع الأحياء.
لمحمد قطب
زاد المؤمن
1 - حافظ على تلاوة جزء من القرآن كل يوم.
۲ - حاول أن تحسن القراءة للقرآن والاستماع إليه، والتدبر في معانيه، وأن تدرس السيرة المطهرة وتاريخ السلف الصالح بقدر ما يتسع له وقتك، وأن تكثر من القراءة في حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وأن تدرس رسالة في أصول العقائد ورسالة في فروع الفقه.
3- ابتعد عن الإسراف في قهوة البن والشاي ونحوها من المشروبات المنبهة، وامتنع بتاتًا عن التدخين.
4 ـ اهتم بالنظافة في المسكن والملبس والمطعم والبدن ومحل العمل.
5 - كن صادق الكلمة، وفيًّا بالعهد والكلمة والوعد.
6 - كن شجاعًا عظيـم الاحتمال، وأفضل الشجاعة الصراحة في الحق، وكتمان السر، والاعتراف بالخطأ والإنصاف من النفس، وملكها عند الغضب.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل