العنوان متزوج من أمريكية!
الكاتب أحد القراء
تاريخ النشر الثلاثاء 01-يونيو-1971
مشاهدات 23
نشر في العدد 62
نشر في الصفحة 26
الثلاثاء 01-يونيو-1971
الأسرة
خاطرة
متزوج من أمريكية!
كنا زمرة من الأصدقاء اعتدنا على زيارة البحر قبل طلوع الشمس بقليل وذلك بسبب حرارة الصيف التي لا تُطاق أثناء النهار في بلدنا الكويت، وفي صبيحة أحد الأيام تهادت قريبًا منا سيارة نزل منها شاب كويتي وسيم ومعه زوجته وأطفاله وكلبهم ودون اكتراث بنا نصبوا مظلتهم بجوارنا مع أن الشاطئ كان واسعًا وخاليًا وبدأنا نعد العدة لترك المكان وخصوصًا أن الزوجة والأم كانت تلبس ملابس لم نعتدها في مجتمعنا الكويتي وتتصرف بخفة مع كلبها وزوجها وصغارها غير مبالية بمن حولها.
· قلتُ لصديقي: أتعرف هذا الرجل ومن أي العائلات هو؟
· قال صديقي مبتسمًا: نعم أعرفه، وإن كان هو لا يعرفني.. إنه فلان الذي تعلّم في أمريكا، وتعرّف هناك على فتاة أمريكية. ونشأت بينهما علاقة انتهت بالزواج، ولمَّا تخرج عاد إلى الكويت ومعه زوجته حيث يعمل الآن موظفًا كبيرًا في إحدى الوزارات.
واكتفيت بهذا التعريف من صديقي وبدأتُ أُفكر في هذا الأمر:
· هل الزواج من أجنبية ظاهرة صحية يجب على مجتمعنا الكويتي المسلم أن يتقبّلها بكل رحابة صدر ويعتبرها أمرًا عاديًا؟
· صحيح أن الإسلام أباح الزواج من كتابية حتى ولو أصرّت على أن تبقى على دينها وإن كان بعض السلف قد جعل على المسلمين حرجًا في ذلك.
ولكن هل أباح الإسلام هذا الزواج ليكون المسلم تابعًا ذليلًا لعادات هذه الزوجة الأجنبية وتقاليدها ولثقافتها وحضارتها، أم لتكون هي التابعة لعاداته، وتقاليده، وثقافته، وحضارته؟!
· إن أية أمريكية تأتي زوجة لكويتي في الكويت ترفض أن تعيش إلا كما كانت تعيش في بلدها بكل ما فيه من تناقض مع ما نؤمن به نحن في الكويت.
· والأولاد إلى أي من الزوجين يتبعون؟ إلى الزوجة المتعالية المسيطرة التي تفرض فكر قومها وحضارتها على الأسرة بأكملها، أم إلى الزوج التابع المُقلّد المُنساق في تيار الحضارة الذي جلب زوجته من أعماقها.
· وعلاقة الزوج بأمه وأبيه وأقاربه هل تبقى علاقة تفاهم ومحبة وتعاون بعد أن أصبحت أسرته غريبة كل الغرابة عنهم لا يستطيعون أن يتعايشوا معها أو حتى يتفاهموا أو ينسجموا في أي أمر من الأمور.
· والأمة التي أخرجت هذا الزوج واحتضنته وعلمته، والوطن الذي عاش فيه وترعرع على ترابه وبين جنباته هل يبقى ولاؤه له وهل تبقى الأسرة على ولائها لهذه الأمة؟ وهل تشارك الزوجة زوجها رأيه في المنازعات التي تحصل بين أمتها وأمته، وهل تدفع أبناءها للجهاد ضد أخوالهم في ميدان القتال إذا حدث؟
· ماذا يعني هذا الزواج إذن؟ أهي نزوة عاطفية لتلبية نداء الجسد وأنانية مفرطة لإشباع رغبات النفس دون نظر في العواقب ودون مبالاة بأية قيمة من القيم.
· ودورة أخرى تعود لندورها حول هذا الموضوع.
يقول خبراء علم السكان:
إن عدد الذكور في الأحوال العادية يتساوى تقريبًا مع عدد الإناث وذلك في سن الزواج ما لم تحدث كوارث وحروب تزيد من عدد الإناث وتُنقص من عدد الذكور، والحروب في العالم العربي حدثت ومتوقع حدوثها.. ومعنى ذلك أن ذكور أمتنا أقل من إناثها.. وهذا يحتم على الرجال أن يتزوجوا من نساء الأمة ويُشجع على الزواج بأكثر من واحدة كحل وضعه الإسلام لمثل هذه الأزمات.
فإن كان الشباب يعترضون على التعدد ويُعرِضون عن الزواج من بلادهم.. فماذا يكون وضع النساء العوانس في بلادنا.. وخصوصًا أننا نحن الكويتيين لا نرغب في تزويج بناتنا لغيرنا، أو لا يفكر غيرنا في الزواج من بناتنا.
هذه مشكلة اجتماعية فهل يفكر الشباب الذين يجلبون الأجنبيات زوجات لهم بحلها وقد أوتوا نصيبًا من العلم كما يعتقدون؟
· صحيح أن للزواج في بلدنا مشاكله التي لا بد من دراستها وإيجاد حلول لها: فغلاء المهور، والحرص على مستوى مادي معين، واشتراط التكافؤ العائلي في المستويات الاجتماعية. أمور موجودة وأمراض اجتماعية تقف في طريق زواج الشباب ولا يستطيع أحد إنكارها. لكن حصر المشاكل فيها وعدم استيراد مشاكل جديدة قد يُساعد في القضاء عليها وتذليل ما صعب منها.
· فهل بعد هذا نتبجح بالزواج من أمريكيات؟!
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل