العنوان المجتمع الأسري (العدد 1106)
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 05-يوليو-1994
مشاهدات 10
نشر في العدد 1106
نشر في الصفحة 56
الثلاثاء 05-يوليو-1994
للداعيات فقط
هنا نجد الراحة!!
كثرت شكوى النساء في هذا الزمان من كثرة السهو في الصلاة، ولا شك أن هذا فيه مدعاة قلق للداعية، وهي التي تعلم حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: «ليس لك من صلاتك إلا ما عقلت منها»، فيشتد ألمها أكثر وهي ترى نفسها قد صلت الظهر فلا تدرك كم صلت وترفع كفيها لتكبيرة الإحرام في صلاة العصر فلا تعي نفسها إلا وهي في التشهد الأخير دون أن تكون قد استشعرت ما بين ذلك.
يشتد ألمها لهذا، فهي لا تجد الراحة التي كان يجدها الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام في صلاته.. يشتد ألمها حين تقرأ أن عبد الله بن الزبير كان يسجد حتى تنزل العصافير على ظهره لا تحسبه إلا جذم حائط، وكان مسلم بن يسار يقول لأهله إذا دخل في صلاته في بيته تحدثوا فلست أسمع حديثكم أما عروة ابن الزبير فقد كان ينسى ما حوله حين يدخل في صلاته ولا يشعر بما به من آلام وجروح!!
كيف استطاعوا أن يصلوا لتلك المرتبة وقصرنا عن ذلك؟ الجواب نجده في قول الراشدي الثالث عثمان بن عفان لو طهرت قلوبكم ما شبعتم من كلام الله عز وجل.
أي والله.. شغلتنا هذه الدنيا.. بما فيها من فتن متعددة وماديات مختلفة فأشغلتنا عما هو أهم.. الأنس في الصلاة والاستغراق بها حتى ننشغل بالتالي عن تلك الماديات، ونقبل على العمل لآخرتنا ونجعلها هي همنا.
تعالي نقبل على صلاتنا عزيزتي بقلب لا ينشغل بغير حب الإله ونيل مرضاته نجد الدواء الكافي لعله السهو والسرحان في الصلاة..
سعاد الولايتي
مجتمع المخدرات.. ومعيشة الـضنك في الغرب
بقلم: خالد أحمد الشنتوت
انهيار المجتمعات وتفكك الأسر، وازدياد الجرائم، وانتشار الأمراض وغيرها، مما يدون في سجل الانحراف عن طريق الخير والفضيلة.. تتحمل المخدرات جانبًا كبيرًا منه هذه الآفة التي تجتاح العالم ويطال معولها الهدام المجتمع والأسرة والفرد على حد سواء والتي أصبحت تشكل خطرًا جسيما على المجتمعات البشرية جمعاء مقابل عجز دولي عن مكافحتها والوقوف في وجهها والحد من مفاسدها، ولقد حرم الإسلام هذه المادة المدمرة انطلاقًا من قاعدة تحليل الطيبات وتحريم الخبائث، فقال تعالى في كتابه العزيز :
﴿يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ﴾ (سورة المائدة: ٤)، وقال أيضًا: ﴿يُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ﴾ (سورة الأعراف: ١٥٧) ثم نزلت الآيات في القرآن الكريم تباعًا توضح هذه الخبائث، وتجعل من أكبرها وأخبثها الخمر التي سماها الرسول صلى الله عليه وسلم فقال: «كل مسکر خمر، وكل خمر حرام».
ولهذا فإن أي مادة تسبب الإسكار لها حكم الخمر كما نصت الأحاديث النبوية الكثيرة.. وإن لم تسبب الإسكار وسببت التفتير والخدر فلها حكم مشابه من ناحية التحريم، وفيها التعزير لا الحد، قالت أم سلمة رضي الله عنها: «نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كل مسكر ومفتر»، والبشرية اليوم منحرفة عن منهج الله عز وجل، فالحضارة الغربية- الحضارة المتفوقة والسائدة اليوم- حضارة جاهلية منحرفة، وبسبب هذا الانحراف جاء الضنك والشقاء، ومن هذا الضنك مرض الإيدز وتعاطي المخدرات وغيرهما.
وظاهرة انتشار تعاطي المخدرات من أدلة فشل الحضارة المعاصرة في ملائمة الإنسان.
حجم المشكلة في العالم المعاصر
أشارت إحصائيات نشرتها هيئة الأمم المتحدة إلى أن هناك ما يزيد على عشرين مليون مدمن مخدرات في العالم، وقد يصل الرقم إلى خمسين مليون، ثلاثون مليون منهم يدخنون الحشيش «الماريجوانا»، وثمانية عشر مليونًا يتعاطون الكوكايين و«1,7» مليون يتعاطون الأفيون، ويتعاطى الباقون مخدرات أخرى، وقد أصبح المجتمع الأوروبي بكامله والأمريكي وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية تنوء من ثقل المخدرات، وأصبح تعاطي المخدرات مشكلة قومية تهدد الحضارة الغربية بالاضمحلال والزوال.
ويتزايد انتشار استهلاك المخدرات في أوروبا باضطراد، حيث يجد الفرد جميع أنواع المواد المخدرة المعروفة دوليًا، وفي هولندا وحدها يوجد «۲۰۰۰- 3۰۰۰» طفل مدمن على المخدرات، وفي كندا «٦٤%» من الطلاب الكبار يتعاطون الحشيش في تورنتو والمدن القريبة منها، و«٦٣» من غير الطلاب. وفي الاتحاد السوفيتي يوجد «40» مليون سكير، ويصرف ثلث الدخل للمشروبات الكحولية.
وفي فرنسا كان عدد المدمنين على الهيروين وهو أخطر أنواع المخدرات عام «١٩٦٦م» عشرين ألف شخص مدمن، ثم قفز في عام ١٩٧٦م إلى مائة ألف مدمن، وهكذا نرى تحت ضغط المخدرات تتهاوى إنجازات الثورة الطلابية في فرنسا عام ١٩٦٨م.
فجامعة فينسين الباريسية تكاد تغلق أبوابها لما يحدث فيها من جرائم عنف وتعاطي مخدرات واغتصاب واحتجاز بعض الأساتذة وقد استهلكت معظم طاقة الجامعة في فضائح العقاقير والعنف الإجرامي والجرائم العنصرية، فعواد الهيروين والكوكايين والإمفيتامين تباع على المكشوف في مدرج الجامعة خلال حفلات «الروك أند رول».
وتعتبر الولايات المتحدة الأمريكية من أكثر أسواق العالم إغراء لتجار المخدرات، وأحد أسباب تعاظم المشكلة فيها النظام الرأسمالي والليبرالي الحر، وما زال عدد المدمنين يزيد يومًا بعد يوم في الولايات المتحدة الأمريكية وتشير الدراسات إلى وجود ما لا يقل عن ١٦ مليون شخص في الولايات المتحدة يدمنون على المخدرات بشكل يومي، أما الذين جربوا المخدرات فالعدد يصل إلى ٤٠ مليون شخص وينفق الفرد الأمريكي ۱۰۰ دولار سنويًا ثمنا للمخدرات، كما يوجد ٢٥ ألف محل يتاجر بالمخدرات، يضاف إليها عشرات المراكز الأخرى، وقد لوحظ أن أكثر المخدرات استعمالًا هي «الماريجوانا».
يقول «جون إدي» صاحب كتاب «المعلم في مواجهة المخدرات» في عام ١٩٦٩م زادت نسبة المتعاطين من الشباب أقل من ٢١ سنة بنسبة ٤% وصاروا يملكون ٧,١ من الأمريكيين المدمنين البالغ عددهم ٦٨,٠٠٠ وبحلول عام ۱۹۷۰م ارتفعت النسبة إلى ٢١ بدلًا من.. وهذا يمثل المدمنين المعروفين وهناك آراء تقول إن الرقم الحقيقي يمثل ٣-٨ أضعاف هذا الرقم.
لقد فشل المجتمع الدولي فشلًا ذريعًا في التصدي لمشكلة المخدرات، فمنذ مؤتمر شنغهاي ۱۹۰۹م والعالم يحارب المخدرات ويعقد المؤتمرات ويسن القوانين لذلك، ولكن بقدر ما يبذله المجتمع الدولي من جهود لمحاربة المخدرات بقدر ما تنتشر هذه المخدرات ويعود فشل المجتمع الدولي إلى الأسباب التالية:
١- المجتمع الدولي يحارب المخدرات ويبيح الخمر وهي أم الخبائث.
٢- تجاهل المجتمع الدولي دور التربية وأثرها في غرس القيم السامية وتحقيق السلوك السوي.
3- بعض الدول تحارب المخدرات في داخلها ولكنها تسعى لتصديرها إلى الدول الأخرى.
هذه الآفة العالمية تستطيع القضاء على كل ما بناه الإنسان منذ أجيال، وخطرها لا يدمر ولا يحرق كما هو الحال الآن في الحروب بين الدول، وإنما خطرها في تلويث دم الإنسان وإحداث الخلل في تكوينه وشخصيته وعقله.
ولا شك أن للأسرة والمجتمع والمدرسة وكافة المؤسسات التربوية الدور الأكبر في مواجهة هذه الظاهرة والقضاء عليها باعتمادها على التوعية التربوية والصحية النابعة من المبادئ الدينية السامية التي تنعي في الفرد بنيانه الخلقي، الذي يحصنه من الوقوع ضحية هذه الآفة وهذا يشكل الوقاية الحقيقية من خطر المخدرات..
نعمة الإسلام
الحمد لله تعالى على ما أنعم به علينا من نعم كثيرة.. كثيرة.. ﴿وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا﴾ (سورة النحل: 18)، أجل والله، ومن ذا الذي يستطيع أن يحصيها؟؟ تعدد ماذا وتحصي ماذا؟ نعم كثيرة.. كثيرة.. والواحدة منا منذ أن تستيقظ من نومها إلى أن تأوي إلى فراشها في المساء وهي تستشعر هذه النعم ولطف الباري بها.
أولها نعمة الإيمان والهداية للإسلام يا لها من نعمة أكرمنا بها المولى عز وجل كم استشعرت هذه النعمة أثناء إقامتي في ديار الغرب، كان كل منظر وكل موقف يجعلني أحمد الله عز وجل أن جعلني من المسلمين.
أذكر إنني في ذات مساء كنت أسير في الشارع، وكانت أيامها إجازة الأعياد بالنسبة لهم، فشاهدت رجلًا كهلاً في ثياب أنيقة وهيئة تدل على مكانته الاجتماعية المرموقة، شاهدته وقد استلقى على أحد المقاعد على قارعة الطريق مخمورًا، لا يعي ما يجري حوله، وقد فاحت منه رائحة نتنة بحكم ما خرج من جسده من فضلات، وكان المارة يرمونه بنظرات احتقار وازدراء ثم يكملون سيرهم غير عابئين به. كما استشعرت وقتها نعمة الإيمان التي نرفل بها، لقد أكرمنا الله تعالى بنعمة العقل التي ارتفع بها الإنسان عن منزلة الحيوان لكن البعض يأبى إلى أن ينزل بنفسه إلى مستوى البهائم فيتصرف بلا عقل كما فعل ذلك الغريب يغرق نفسه بالشهوات والموبقات حتى يقضى على البقية الباقية من العقل والكرامة!!
إن نعمة الهداية للإيمان نعمة ما بعدها نعمة فهل أدينا للمنعم حق شكره؟
وكيف يكون شكر المخلوق للخالق؟ أليس بالتقرب له بالنوافل والعبادات ما أمكن؟
أليس بطاعته فيما أمر والانتهاء عما نهى عنه؟
نسال الله تعالى أن يعيننا على شكره ما أمكن..
أم المثنى
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل