العنوان محمد صالح عمر في موكب الشهداء.
الكاتب د. فتحي يكن
تاريخ النشر الثلاثاء 01-سبتمبر-1970
مشاهدات 22
نشر في العدد 25
نشر في الصفحة 4
الثلاثاء 01-سبتمبر-1970
• محمد صالح عمر في موكب الشهداء.
قرأت نعيك أيها الحبيب فجأة فلم أصدق عيني، وخلت أنهما أخطأتا القراءة أو أن الكلمات أشُكلت عليهما، ولكنني أدركت بعدئذ أن الخبر صحيح وأنك أنت المعني والمنعى، ولا حول ولا قوة إلا بالله، فهنيئًا لك منزلتك عند الله، وألهمنا الصبر من بعدك، وثبتنا على الحق حتى نلقاك وإنا لله وإنا إليه راجعون.
عرفتك أيها الشهيد الجديد فعرفت فيك الإخلاص والصدق، والجرأة في الحق كما عرفت النظر الثاقب والفكر المنير والرأي السديد، ولا أزكي على الله أحدًا.
إن خسارتنا بك أيها الحبيب كبيرة وإن تك خسارة السودان أكبر.
كان أمل الإسلام في السودان يلتمع في عينيك، وكانت الثقة بانتصار الإسلام تبدو من خلال أفكارك وتصرفاتك، فكنت -حقًا-صورة «للمسلم» داعية وجنديًا وقائدًا.
واليوم نفتقدك في الليلة الظلماء، نفتقدك ونحن أحوج ما نكون إليك، نفتقدك وأنت في أوج عطائك ونضوجك، ولكنك أيها الراحل العزيز ستكون كما كان الذين سبقوك شحنة إيمان وقبسًا من نور في طريق الزحف الإسلامي الكبير.
والآن أستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه، عسى الله أن يجمعنا بك وبمن سبقوك بإحسان في رياض الجنان مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقًا ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾. (آل عمران: 169).
«فتحي يكن»
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل