; رقعة الشطرنج- مسألة أمن الخَليج والإعلام الدولي | مجلة المجتمع

العنوان رقعة الشطرنج- مسألة أمن الخَليج والإعلام الدولي

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 06-نوفمبر-1979

مشاهدات 19

نشر في العدد 457

نشر في الصفحة 50

الثلاثاء 06-نوفمبر-1979

     ليس من أحد يستطيع تكرار أهمية منطقة الخليج إستراتيجيًا واقتصاديًا في هذا العالم، كما أنه ليس هناك من ينكر الدور الذي يمكن أن تلعبه هذه المنطقة في تغيير التوازنات المستقبلية في العالم، بيد أن المدهش والمثير هو ما تقوم به أجهزة الإعلام العالمية التي تأتمر في معظم الأحيان بأمر الصهيونية الدولية.

  • فالخليج في أبواق تلك الأجهزة الإعلامية هو إعادة الأكثر سخونة، ونقاشًا، ودراسة، وتحليلًا. 
  • وأمن الخليج هو القضية التي يحاول الإعلام الغربي أن يثيرها على مستوى دولي بحيث يجر معظم الأطراف الدولية إلى الإدلاء بدلائها فيه.
  • والخليج كبيئة إستراتيجية جغرافيًا واقتصاديًا تشكل ثقلًا سياسيًا ضخمًا في نضور تلك الأجهزة الإعلامية، بحيث أن ميل هذه المنطقة إلى أي طرف دولي سيجعل هذا الطرف في الدور الأول في حسابات القوى الدولية المتناحرة.

وأمام هذه الصورة، لا بد من التساؤل:

  • لماذا يحاول الإعلام الغربي طرح قضية «أمن الخليج» على كافة المستويات العالمية؟،

ولماذا تحاول الدبلوماسية الغربية رسم صورة منكرة للرعب والدمار المسوم على شواطئ الخليج النقطي؟

     لعل الإجابة تكمن في معرفة فحوى التنافس العالمي على هذه المنطقة أولًا، ومن ثم معرفة الخطوات التي تحاول من خلالها القوى المتصارعة أن تجرد الأمة إليها، وهنا لا بد لنا من وضع الإشارات الآتية:

  1. لقد اتفق المستعمر الدولي على استمرارية الدولة اليهودية كقوة أولى في منطقة الشرق الأوسط، ولعل ذلك كائنًا منذ صدور وعد بلفور عام (۱۹۱۷م).
  2. لقد بويعت أميركا عالميًا بتنمية التوجه اليهودي في المنطقة منذ نجاحها في الحرب العالمية الثانية فكان أن عملت الولايات المتحدة على اتخاذ الدولة اليهودية ركيزة لها من أجل الاستحواذ الكامل على المناطق المتآخمة لهذه الدويلة المسخ.
  3. ولقد أفادت الولايات المتحدة من الصراع الدولي في الشرق الأوسط، والذي دفع بكثير من العرب إلى أحضان البيت الأبيض، حيث كان فيما بعد كامب ديفيد وغيره من المعاهدات التي تضمنت فيما تضمنت ربط استقرار الشرق الأوسط بأمن الخليج.
  • فالخليج في التصور «الكامبي» لا يخرج عن التصور الذي تحمله نظرية الأمن الإسرائيلية للمنطقة، فهو الفتيل الذي يجب أن يبقى باليد التي يمكن أن تشعله متى أرادت لتحقيق دعائم النظرية اليهودية للأمن.
  • والخليج في المفهوم اليهودي ثروة اقتصادية يجب أن تكون في خدمة «شعب الله المختار»، كما نصت على ذلك أوراق التلمود، وقرارات حكماء صهيون في بروتوكولاتهم.

      من هنا يمكن للمراقب أن يستقرئ فحوى الصخب الذي تحاول الأجهزة الإعلامية اليهودية أن تثيره، وذلك كما يلي:

  1. التلويح لشعوب هذه المنطقة بالعصا اليهودية في الوقت الذي يصادف فيه بعض التغيرات في ولاءات البعض على ما يبدو.
  2. محاولة الأطراف الدولية القيام بتطوع مجاني في إثارة قضية أمن الخليج، وذلك طمعًا في كسب الصف اليهودي إليها، فالأوروبيون يريدون كسب اليهود وموافقتهم على حل مشكلة الشرق الأوسط في إطار أوروبي يحمل صيغة جنيف، وقرار مجلس الأمن رقم (٤٤٢)، أما الأميركان فإنهم يحاولون البقاء على الثقة اليهودية من أجل إتمام خطوات «الكامب»، وبالتالي كسب الصوت اليهودي في انتخابات الرئاسة القادمة.

     نعم، إن إثارة مسألة أمن الخليج إنما هي قضية سيفسرها الغربيون أخيرًا بحسب المنظور اليهودي، ونظرية الأمن الإسرائيلي، فهل من سميع؟

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

نشر في العدد 213

18

الثلاثاء 13-أغسطس-1974